من ذاكرة المباحث.. المهندس سرق الشقة وعاد ليأخذ الفواتير
عاد المهندس أحمد مصطفى من العراق بعد حرب الخليج الثانية بما بقي معه من أموال لم تجد طريقها للبنوك. كان "مصطفى" يبحث عن حياة جديدة؛ عن زوجة وسيارة، لكن حظه العاثر أوقعه في "حرامي" سرق كل ما لديه، فتحول إلى مجرم عتيد.
قصة "مصطفى" مع الإجرام وتحوله من مهندس إلى ضحية ثم لص، يرويها من الذاكرة مدير مباحث الأموال العامة اللواء أمجد شافعي بعد أن حققها وقدم الجاني إلى المحاكمة قبل 20 عاما عندما كان يشغل منصب مفتش مباحث بالأموال العامة.
يقول اللواء "شافعي": "كان مصطفى يعمل بالعراق وجمع مالا كثيرا وعاد إلى مصر ليبدأ حياته، وفي أثناء بحثه على شريكة العمر وشراء سيارة ملاكي تعرف على شاب وصار صديقه حتى ذهب معه يوما إلى شقته حيث يضع أمواله التي جمعها بكده وتعبه في العراق وسقاه عصير به مواد مخدرة فنام وسرقه وفر هاربا ولم يعثر عليه ثانية".
وأضاف اللواء "شافعي": "بعد يأس مصطفى في العثور على اللص تراكمت عليه الديون فبدأ يفعل ما فعله به صديقه اللص ومنها بدأ بتخدير ضحاياه".
كان "مصطفى" يتصفح الجرائد صباح يوم تنفيذ جريمته ويتصل بصاحب إعلان أفضل وأفخم سيارة ويقابله بحجة شراء السيارة وفي أثناء السير لتجربتها يضع مخدر داخل علبة العصير مستخدما "سرنجة" وما أن يشربها الضحية ينام ويسرق سيارته ويزور أوراقها وييبعها.
أشار "شافعي" إلى أن "مصطفى" فعل هذه الطريقة أكثر من مرة حتى تحصل على أموال طائلة، وبعدها شعر أنه سوف يقع في قبضة رجال مباحث سرقة السيارات، فغير مساره الإجرامي.
لفت مدير مباحث الأموال العامة إلى أن المتهم كان على درجة عالية من الذكاء وكان من أوائل دفعته. قرر الجاني تغيير نشاطه إلى سرقة المساكن.
يروي رجل المباحث أن الجاني توجه ذات مرة لسرقة شقة طبيبة بمنطقة الدقي في أثناء تواجدها بعملها، وكانت تقيم بمفردها. أصطحب المتهم "مصطفى" صديقه وخلال تواجدهما بالشقة طلب من صديقه أن يسرق غرفة النوم، وهو غرفة ثانية.
بعد عودة اللصين لشقة "مصطفى" لتقاسم المسروقات فوجيء "مصطفى" بأن صديقه سرق محتويات بسيطة أقل بكثير مما سرق فتسلل الشك إلى نفسه أن يكون رفيقه أخفى جزءا من المسروقات، وحدثت مشادة بينهما ولم يجدا حلا لكشف الحقيقة.
يكمل مدير المباحث حديثه ضاحكا: "تخيل ماذا فعل مصطفى مع صديقه لكشف الحقيقة؟.. ارتدى في اليوم الثاني ملابس أنيقة ومعه صديقه وتوجها إلى الشقة التي قاما بسرقتها".
وتابع: "ما إن فتحت لهما الطبيبة الباب أخبرها أنه ضابط بمباحث الأموال العامة وجاء ليستعلم عن المسروقات فرحبت به الطبيبة وأعطته تفاصيل المسروقات بالكامل وفواتير شراء المصوغات!!.. فعاد وقال لصاحبه (شفت الحقيقة بانت من عند ربنا)".
وختم شافعي حديثه بالقول: "تم القاء القبض على المتهم بعد عملية قام بها بسرقة سيدة كانت تعمل في توظيف الأموال وحكى لنا عن أغرب جرائمة وتم محاكمته".