التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:12 م , بتوقيت القاهرة

"عدم الانحياز" .. حجر أساس سياسة مصر الخارجية

شهد رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب،  الجمعة الماضي، احتفال إندونيسا بمرور 60 عاما علي تأسيس منظمة عدم الانحياز بباندونج وذلك خلال زيارته الحالية لإندونيسيا.


مبادئ عشرة أبرزها اجتماع باندونج عام 1955 كانت حجر الأساس لحركة تبناها زعماء دول الهند ومصر ويوغسلافيا عرفت باسم حركة عدم الانحياز، التي في 2015 بلغت عامها الستين، جاء على رأس تلك المبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، واحترام حقوق الإنسان، وإقرار مبدأ المساواة بين الأجناس، وعدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأي من الدول الكبرى.


رأى زعماء الدول الثلاثة في حركة عدم الانحياز خدمة لتطلعاتهم القومية، فالرئيس اليوغسلافي تيتو وجد في الحركة عنصرًا مؤازرًا له بعد قطيعته مع الاتحاد السوفيتي، أما رئيس الوزراء الهندي نهرو فوجد فيها عونًا له في مواجهة التهديدات الصينية، وضغوط الأحلاف العسكرية الأمريكية في آسيا، أما الرئيس المصري جمال عبد الناصر فكان يحتاج إلى مساندة عالمية له أثناء صعوده إلى السلطة يضمن له استقلال مصر.


"الحياد الإيجابي"،"عدم الالتزام"، "عدم الانحياز" .. مسميات ثلاثة لحركة اعتبرها مؤسسوها وسيلة نحو هوية مستقلة ودور إيجابي تجاه التكتلات الخارجية حيث كانت واحدة من نتائج الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، والحرب الباردة التي تصاعدت بين المعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية) والمعسكر الشرقي (الاتحاد السوفيتى وحلف وارسو)، وتدمير دول المحور، وكان هدفها الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة.



مساعد وزير الخارجية السابق جمال بيومي أكد لـ "دوت مصر" أن حركة عدم الانحياز هي نتاج فكر عظماء السياسة الدولية في الوقت التي أصبحت فيه معظم الدول ضحايا ما بين المعسكرين الشرقي والغربي إلا أنه عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 لم تكن هناك جبهتان تمثلان جانبي عدم الانحياز، حيث انقلب النظام الدولي لتنفرد الولايات المتحدة بالقرار.


وأضاف بيومي لـ"دوت مصر" أن حركة عدم الانحياز ظلت مستمرة حتى الآن لظهور تحديات لا تقل أهمية عن خلاف روسيا وأمريكا من دور مهم في التوسط بين الشعوب التي تنجرف في صراعات والحروب بالوكالة التي أصبحت تعاني منها دول الشرق الأوسط والتوجه نحو منع الانتشار النووي فضلا عن دورها المعهود في الكفاح ضد التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا ودعم الشعوب المتطلعة للاستقلال كما كانت صوتا لشعوب العالم الثالث ومؤيد دائم للقضية الفلسطينية.


ولفت مساعد وزير الخارجية السابق إلى ضرورة إعادة إحياء حركة عدم الانحياز بتبادل مزايا اقتصادية وتجارية ودمجها بمجموعة الـ 77، التي تضم الدول النامية وتهدف لترقية المصالح الاقتصادية لأعضائها مجتمعة، إضافة إلى خلق قدرة تفاوضية مشتركة ضمن نطاق الأمم المتحدة.



وكانت مصر قد استضافت دورتين لعقد مؤتمر حركة عدم الانحياز، الأولى فى الفترة من 5-10 أكتوبر 1964، بحضور 25 دولة، وأهم ما تناولته التنديد بالتدخل الأمريكى فى فيتنام وكوريا، ودعم حركات التحرر الوطنى، والثانية، فى الفترة من 11-16 يوليو عام 2009، تحت شعار "التضامن الدولى من أجل السلام والتنمية" بمشاركة وفود أكثر من 140 دولة.