التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:47 ص , بتوقيت القاهرة

الحرب على الإرهاب تحاصر "الشجرة المباركة" في سيناء

تعاني مزارع أشجار الزيتون الواقعة في شمال سيناء، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، تحت اسم "الشجرة المباركة"، من آثار الحرب على الإرهاب، ورغم تميز إنتاجها لزيت زيتون من أجود الأنواع، إلا أنها شهدت تدهورًا كبيرًا ولاسيما في السنوات الأخيرة مع تصاعد حدة الأعمال الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة من قِبل عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس".



أحد المزارعين، في جنوب العريش، ويدعى محمود سعيد، قال إن "مساحات زراعات الزيتون في شمال سيناء توسعت بشكل كبير منذ العام 2012، لتبدأ بعد ذلك في التراجع تحت وطأة الحرب على الإرهاب، نظرًا لما طالها من تجريف وهجرة للمزارعين".


وأضاف سعيد، أن "زراعة الزيتون تعاني من التجريف بجوار عدد من الطرق على مساحة تقدر بحوالي 150 مترًا لأسباب أمنية، دون الحصول على تعويضات نظير اقتلع تلك الأشجار، وهذا ما حدث أيضًا مع مزارع الزيتون بجوار الطريق الدولي بين العريش والشيخ زويد ورفح خلافًا لقرى جنوب الشيخ زويد".



وفي السياق ذاته، أوضح مصدر أمني، أن "ما يحدث من تجريف هو عمل اضطراري وخيار إجباري نظرًا إلى مواجهة العناصر الإرهابية التي تختبئ في تلك المزراع، وتطلق قذائف آر بي جيه، تجاه المدرعات التي تمر على الطريق".


وأشار تاجر زيتون يدعى، سعيد أبوجميل، إلى أن "العريش نمت فيها زراعة أشجار الزيتون بالإضافة إلى معاصر حديثة لاستخلاص الزيت، تم استيراد ماكيناتها بأسعار باهظة، ولكن في الفترة الأخيرة لم يتمكن المزارعون من زيادة المحصول بل قل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، إضافة إلى صعوبة التنقل اليسير وإهمال رعاية الأشجار".



وتابع أبوجميل: "وصل سعر صفيحة الزيت وزن 16 كيلوجرامًا في العام 2012 إلى 500 جنيه، نظرًا إلى قيام شركات بتصديرها أو نقلها إلى قطاع غزة إلا أن انعدام فرص التصدير أدى إلى خفض الأسعار إلى 350 جنيهًا، وغالبًا ما يبحث التجار حاليًا عن فرص في السوق المحلية، رغم أن الشعب المصري لا يعتمد بشكل رئيسي على زيت الزيتون".



واعترف وكيل وزارة الزراعة، المهندس عاطف مطر بتجريف الآلاف من أشجار الزيتون، إلا أنه قال: لقد قمنا بحصر المزارع التي تضررت من كافة الأشجار المثمرة، ومن بينها الزيتون، ووضع تلك البيانات في ملف وافي لتقديمه إلى الجهات المسؤولة لإقرار تعويضات لها".


وأشار مطر، إلى أنه خلال العام 2014  تم حصر الأشجار المضارة، وبلغت تقديراتها نحو 350 ألف شجرة، تمهيدًا لرفعها إلى الجهات المسؤولية، وتحديد جهة صرف التعويضات لملاك تلك المزروعات المتضررة.