فيديو| بعد اقتحام الشرطة لها.. "دوت مصر" في معقل "الكلافين"
على ضفاف فرع دمياط لنهر النيل، بقرية ميت عطار، التابعة لمركز بنها، تقع عزبة "الكلافين"، مسرح المواجهة الأحدث بين قوات الأمن والخارجين على القانون، والتي راح ضحيتها 6 قتلى .
كان الدخول إلى "العزبة" قبل نحو أسبوعين أمرا محظورا، كما العبور من أمام شاطئها على النيل لدواع أمنية تفرضها عائلات "العزبة" على سكان بنها بالكامل، إلى أن اقتحمتها قوات الأمن وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الداخلية.
"دوت مصر" انتقل إلى عزبة "الكلافين" في محاولة لمحاورة أعضاء العائلة التي تحمل الاسم نفسه، وتتهمها الشرطة بفرض السيطرة وترويع سكان القرية والصيادين بقرى مركز بنها.
الطريق إلى العزبة
بدأ الطريق إلى "الكلافين" بسيارة أجرة " سوزوكي - تمناية" من موقف بنها إلى قرية ميت عطار، وسارت وسط الزراعات حتى وصلت إلى رقعة زراعية كبيرة، تمتد على ضفاف النيل هي "العزبة". لا يتطلب لقاء كبير عائلة الكلافين حسن الكلاف "محام" عناء البحث عنه، فالمزارعين على مشارف القرية يعرفونه جيدا.
عن يوم الاقتحام، يقول حسن الكلاف، إنه فوجئ في صباح الجمعة قبل الماضي، بصوت إطلاق رصاص من كل جانب، فخشي أن تكون عائلة "البربري" التي لها خصومة ثأرية مع عائلته قد هبّت لتصفية الخصومة، فخرج من منزله، وسمع أن قوات الشرطة تلاحق سيارة ملاكي، كانت تطلق النار عليها بقرية ميت عطار.
الحملة الأمنية
أضاف "الكلاف" أن القوات اقتربت من عزبة الكلافين، وانتشرت المدرعات بصورة غير عادية في كل مكان حول "العزبة"، وأطلقت وابلا من الرصاص تجاه منازلهم، ما أسفر عن إصابة 2 من أشقائه "محمود، محمد"، وكذلك أبناء عمومته محمود رسمي، وعبدالحليم ربيع، ورفعت عبدالحليم، وجميعهم ماتوا متأثرين بإصاباتاتهم.
وأشار إلى أن قوات الشرطة جرّفت 15 فدانا مزروعة بشجر الموز، وردمت الترعة التي تصل مياه النهر بأراضيهم، وهدمت مدخل العزبة ومنازلهم، والصادر بشأنها تراخيص مرافق مياه وكهرباء وصرف.
خلافات ثأرية
وعن سبب الأسلحة المنتشرة بالعزبة يحكي"الكلاف": هناك خلافات قديمة عمرها 7 سنوات، بدأت بمشاجرة بين أحد أفراد عائلته، وشخص من قرية ميت عطار يدعى "البربري"، بسبب الخلاف على ملكية أرض يمتلكها، ويضع الكلافين يدهم عليها منذ ما يقرب من 200 عام، وكان "البربري" المعروف عنه السطو والبلطجة واستخدام السلاح في ترويع الأهالي، يحاول أخذها بقوة السلاح، فقتله "عبدالمعطي" أحد أفراد عائلة "كلاف"، أثناء مشاجرة على الأرض، وبعدها تم إلقاء القبض على القاتل.
وتابع: لم تمر أيام إلا واقتحم أقارب "البربري"العزبة، وقتلوا 4 سيدات و6 أطفال وطالب بكيلة الطب من عائلة "الكلافين"، وعندما خرج المسجونين من "الكلافين" ردوا على "البربري" وقتلوا 2 من عائلته، وبعدها تدخل أهل الخير للصلح بين العائلتين إلا أن عائلة "البربري" رفضت وطالبت بتسليم الأرض كاملة وهنا رفضت أيضا عائلة "الكلاف" وبدأت في تسليح نفسها، استعدادا لمعارك محتملة.
ممنوع الاقتراب
وأشار "كلاف" إلى أن عائلته بعدما جهزت الأسلحة، أغلقت العزبة على نفسها، خوفا من خطر هجمات "البربري" الذي حاصر العزبة لمدة 14 يوما، منع خلالها أهل "الكلافين" من الخروج حتى لشراء الأدوية، لكن الحصار انتهى ولم يستطع "البربري" النيل من الكلافين.
يقول جمال طعيمة، من أهالي عزبة الكلافين، "في العزبة كل شيء بحساب، الخروج والدخول إليها بحساب.. السير أمامها في الطريق العام بحساب.. لا يدخل أو يخرج منها أحدا إلا عن طريق الكلافين، أيضا الصيادون منعوا من العمل ليلا خوفا من تسللل رجال البربري إلى العزبة من خلال قواربهم".
صلح فاشل
يتابع "طعيمة": هناك تواطؤ واضح من أجهزة الأمن بالقليوبية مع "البربري" لأنها قتلت 6 من أبناء العزبة بحجة حيازتهم أسلحة"، مشيرا إلى أن البربري يحوز أسلحة وذخائر لا مثيل لها، بالإضافة لإيواءه عددا كبيرا من الهاربين من السجون، أشهرهم أمين موسى، الهارب من قرية "الجعافرة" إحدى قرى المثلث الذهبي بشبين القناطر، الشهيرة بتجارة المخدرات.
الداخلية ظلمتنا
وادعى طعيمة أن هناك "ظلم واضح" من قبل الداخلية لأنها جاءت على طرف لحساب آخر، مؤكدا أنها تعلم بالخصومة الثأرية بين العائلتين ولم تحرك ساكنا، مشيرا إلى أن عائلة "بربري" حين حاصرت "العزبة"، واستغاث السكان بمركز الشرطة، قال لهم مسؤولوه "انتوا حرين مع بعض..مالناش دعوة".
واختتم حسن الكلاف حديثه لـ"دوت مصر" قائلا: لقد خسرت كل شئ بسبب مباحث بنها، التي تواطأت مع "البربري" حتى كبر الثأر ووصلنا لهذا الحد، من قتل لأهله وأشقاءه أمام عينيه، وكان بإمكان الشرطة أن تصلح بين العائلتين، إلا أن هناك من يريد أن ينصر البربري على "الكلافين"- بحسب قوله.