علقت إذاعة فرنسا الدولية "RfI" على الجدل الدائر في مصر حاليا على مسألة الحجاب بالقول إن "هذا الجدل الحاد يعكس صراع التيارات السياسية والاجتماعية في مصر بين القديم والحديث الذي يعود لقرنين من الزمان".

وأشارت الإذاعة في تقرير لها اليوم الجمعة، إلى أن مصر تشهد اختلاقا حادا صعد إلى السطح بعد أن دعا أحد الصحفيين المصريات للنزول إلى ميدان التحرير لخلع الحجاب، لافتة إلى أن هذه الدعوة أثارت عاصة حقيقية في مصر التي ترتدي أغلبية نسائها الحجاب.

وقالت الإذاعة إن صاحب دعوة "خلع الحجاب" يرى فيه حصان طروادة للتطرف، والذي يجعل من المرأة "أمة جنسية"، لذا فإنه يدعو النساء للبحث عن كرامتهن بإسقاط رمز الخضوع، وأضافت أن هذه "الدعوة تأتي على خطى المصرية هدى شعراوي في 1923 التي لاقت نجاحا كبيرا".

وأوضحت الإذاعة الفرنسية إلى أن هذا الجدل يرجع للصراع بين القديم والحديث الذي تعاني منه مصر منذ أكثر من قرنين، فمنذ تولى محمد علي السلطة في مصر قرر إخراجها من هيمنة المماليك والدولة العثمانية، وذلك من خلال توسيع مجال التعليم وعدم الاعتماد فقط على "الكُتّاب" الذي كان سائدا خلال هذه الفترة، ولذلك استقدم المعلمين والخبراء من أوروبا، كما أرسل بعثات الطلاب إلى الغرب، ومن ثم عادت إلى مصر وطالبت بالتغيير وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وهو ما خلق جدلا بعد ذلك استمر حتى الآن.