خبراء: غرق حاملة الفوسفات ليست الحالة الأولى.. والخطر في "الريم الأخضر"
وسط العديد من المطالبات والحملات بالتوعية، والتصدي لتلوث مياه نهر النيل، خرج خبر سقوط صندل محمل بـ500 طن صخور فوسفاتية في نهر النيل بقنا كالصاعقة على المواطن المصري، حيث أدت هذه الحادثة إلى بلبلة واستياء في الشارع المصري وعلى مواقع التواص الاجتماعي، الذي تصدرها هاشتاج "#الفوسفات في النيل".
تضاربت تصريحات العديد من خبراء المياه والري حول مدى تأثير هذه الحادثة على تلوث مياه النيل، حيث أكد البعض على عدم حدوث تلوث للمياه، لأن الصخور المحملة على متن هذه الناقلة لا تذوب بغير استخدام مواد شديدة التركيز، ومطالبات البعض الآخر بضرورة التصدي والمراقبة على مثل هذه الحوادث للحد منها.
وفي نفس السياق، وقع وزير الموارد المائية والري الدكتور حسام مغازي، ونادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية، اليوم الأربعاء، بروتوكول تعاون بخصوص "حملة إنقاذ نهر النيل"، للتوعية بخطورة التعدي على نهر النيل، وعدم تلويثه.
غرق ناقلة الفوسفات في النيل" ليست الأولى"
قال أستاذ المياه ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للمياه الصحية الدكتور مغاوري شحاتة، إن واقعة غرق ناقلة فوسفات بمياه نهر النيل ليست الحادثة الأولى من هذا النوع، مطالبا المسؤولين بضرورة وجود حساب للمقصرين تجاه هذه الحوادث التي تؤثر على مياه النيل.
وأوضح شحاتة، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أمس الأربعاء، أن الناقلة كانت تحمل صخورا تحتوي على نسب عالية من الفوسفات، مؤكدا على استقرارها في قاع النهر، لكن هذه الصخور ينتج عنها بعض الغبار والرماد الذي يحمله مجرى المياه في النهر.
وأضاف رئيس الجمعية العربية للمياه الصحية، أن نسبة تلوث مياه الشرب ضئيلة، حيث تحيط محطات الشرب الذي تستقي مصدرها من مياه النيل بمصفات وسياج دقيقة جدا لمنع الشوائب والرواسب التي تحملها المياه، مشيرا إلى أن المحطات تكون مؤمنة بشكل كبير.
وطالب شحاتة ألا تمر الحادثة مرور الكرام، في الوقت الذي تنتشر فيه إعلانات التوعية ومطالبات المواطنين بالحفاظ على مياه نهر النيل من التلوث.
"الكادميوم" والريم الأخضر أضرار غرق الفوسفات
قال أستاذ استصلاح الأراضي والري بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، إن غرق صندل محمل بـ500 طن فوسفات غير مقلق إطلاقاً، موضحاً أن الصندل كان محملاً بصخور تحتوي على خام الفوسفات، وتستخدم كميات كبيرة من حامض الكبريتيك لتفكيكها، لاستخراجه من تلك الصخور.
وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" اليوم الأربعاء، أن ما يضر ليس الفوسفات، ولكن توجد شوائب أخرى من مادة الكادميوم، التي تعتبر من الفلزات الثقيلة ولها أضرار كبيرة على الكلى والكبد على المدى الطويل، مشيرا إلى القضاء على مثل هذه الشوائب بواسطة أحواض الأكسدة بمحطات المياه.
وتابع أستاذ الري بجامعة القاهرة، أن الضرر الثاني من سقوط هذا الصندل، هو تكوين شوائب الفوسفات لمساحات خضراء من الريم الأخضر على سطح النيل، الذي يمنع وصول الأكسجين إلى الأسماك، لكنه لا يضر بها على الإطلاق، موضحا أن مادة اليورانيم توجد بتركيزات مهملة جدا، لا تذكر ولا يوجد منها أضرار.
وأوضح نور الدين أن القانون لا يسمح بنقل المواد الكاوية والحارقة والسائلة عبر مياه نهر النيل، وأن جميع هذه الصنادل ومراكب النقل تحصل على تصاريح من هيئة المصطحات المائية ويتم إجراء الفحص الفني عليها، إضافة إلى ضرورة المتابعة والتفتيش على الحمولات ووزنها ومدى صلاحيتها.
غرق حاملة الفوسفات قضية أمن قومي
قال رئيس قطاع مياه النيل السابق محمد عبد العاطي، إن حادثة غرق ناقلة فوسفات محملة بـ500 طن من الفوسفات بقنا، تعتبر قضية أمن قومي، موضحا أن هناك عديد من الجهات المسؤولة عن هذا الحادث وتبعاته، كوزارة الصحة والبيئة والري وهيئة النقل النهري.
وأضاف عبد العاطي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أنه يجب زيادة المراقبة على مثل هذه الرحلات، التي تتسبب حوادثها في العديد من المشكلات الصحية وغيرها التي تمس نيلنا العظيم، حيث يجب تطوير أجهزة الملاحة النيلية، إضافة إلى وجود أجهزة المراقبة والرادار والتفتيش الفني على مثل هذه الناقلات، كما يجب تحديد المسارات الملاحية النيلية لهذه السفن.
وطالب عبد العاطي الجهات المسؤولة بضرورة الاهتمام والتصدي لمثل هذه الحوادث التي تتسبب في إثارة البلبلة للمواطن المصري، بخاصة عندما يتعلق الأمر بمياه النيل.
ناقلة الفوسفات كانت تحمل صخورا لا تذوب
قال الخبير في شئون المياه والري، الدكتور ضياء القوصي، إنه لا توجد مخاطر من غرق ناقلة محملة بـ500 طن فوسفات، في نهر النيل، موضحا أن هذه الحمولة عبارة عن صخور لا تذوب سوى باستخدام كيماويات شديدة التركيز لتفتيتها.
وأضاف القوصي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أنه يجب المراقبة الشديدة على الممرات الملاحية في نهر النيل، ويجب وضح إشارات ضوئية وعلامات لتحديد المسار، إضافة إلى التفتيش المستمر من قبل هيئة النقل النهري على التجاوزات التي تحدث، سواء بتولي غير المؤهلين لقيادة هذه الناقلات، أو بزيادة حجم الحمولات عن الحجم المخصص لهذه الناقلات، ما يتسبب في وقوع مثل هذه الكوارث.