التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:53 م , بتوقيت القاهرة

"هواجس طالب والمهدي المنتظر" سر مقتل دجال بولاق الدكرور

ترك الطالب الشبشب الذي كان يرتديه بجانب جثة الدجال، ليتمكن من الهرب مترجلا، بعدما أن غرز "سكين" طوله 20سم، في بطنه، بدافع هواجس نفسية تدور في ذهنه، أن الدجال سلط عليه الجن لإخضاعه.


رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، المستشار أسامة حنفي، يحكي لـ "دوت مصر"، ملخص الجريمة التي وقعت بمنطقة بولاق الدكرور، يوم السبت الماضي، حسبما قالها الطالب الجاني بتحقيقات النيابة العامة.


هواجس.. وفيس بوك


الطالب "أمير.م"، البالغ من العمر 19 عاما، بدأ أصدقائه يشعرون أنه يعاني من أمراض نفسية ومروره بحالات اكتئاب، فضلا عن معاناته من هواجس جنونية كثيرة، يتخيل وجودها، ولكن في الحقيقية ليس لها وجود على أرض الواقع.


ظل أصدقاء أمير  يطرحون عليه أفكار الذهاب لأحد الأطباء النفسيين للعلاج من هذه الهواجس التي يتخيلها، الأمر الذي جعل الطالب المتهم يبحث عبر الشبكة العنكبوتية طرق للعلاج، حتى عثر بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على صفحة خاصة بالرجل الخمسيني "جمال.ح."، يقوم بعلاج المرضى النفسيين بالسحر على عدة جلسات متفرقة، مقابل مبالغ مالية في شقة ملك له بمنطقة بولاق الدكرور.


منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، قرر الطالب أمير الذهاب إلى محل عمل الدجال، لطرح مشكلته عليه، بالطبع استجاب الرجل الخمسيني للطالب، خاصةً بعدما أن دفع الجاني المبلغ المالي الكبير الذي عرضه الدجال عليه، مقابل طلبات الجلسات العلاجية، وثمن مهنته وتكلفة تحضير الجن.


جلسات علاجية.. وملل الدجال


ظل أمير يتردد على منزل المجني عليه "الدجال" أكثر من 4 أشهر، لحضور الجلسات العلاجية، وكانت كل جلسة بثمن معين، حتى مل الطالب من الدجال لعدم قدرته على شفائه.


عندما شعر الرجل الخمسيني أن الطالب سينقطع عن حضور جلساته، أخذ يثبت أفكار وهمية في عقله، أنه المهدي المنتظر في الحياة، ولابد أن يستجيب له الجن لعلاجه من الأمراض النفسية، التي أصابته خلال الفترات السابقة، حتى يأس الجاني منه وتركه ليبتعد عنه، وقرر عدم الذهاب له مرة أخرى بعدما استحوذ على معظم أمواله في خلال الجلسات.


الهواجس الجنونية


انقطعت العلاقة بينهما قرابة سنتين. وفي هذه الفترة زادت الهواجس الجنونية للطالب، وتدهورت حالته النفسية، حتى اعتقد المجني عليه أن الرجل الخمسيني تسبب في مساسه بالجن، حتى يقوم بالرجوع إليه مرة أخرى.


عن يوم واقعة الجريمة، ذهب الطالب إلى بيت المجني عليه "الدجال"، يوم السبت الماضي، يوم واقعة الجريمة، حاملًا سكينة طولها 20 سم، وطرق باب منزله.


حفرة في بطن الدجال


دخل المتهم الطالب غرفة الدجال، وقام بطعنه بالسكين في أنحاء متفرقة من جسده - الوجه، القدم، البطن، اليد - ولم يترك الجاني مكانا فارغا في جسد المجني عليه بدون تشويهه بالسكين، وقام بتقطيع لحيته، حتى بلغت عدد الطعنات بجسده أكثر من 20 طعنة.


بعد أن قام الطالب بتنفيذ جريمته، للتخلص من لبسة الجن لجسده، ترك المتهم الشبشب الذي كان يرتديه بجانب جثة المجني عليه، ولاذ بالفرار في الشارع بمنطقة بولاق الدكرور.


مستشفى الأمراض العقلية


آثارت دماء الجريمة، على جسده، رعب المارة في الشارع، وحاولوا استيقافه، قائلًا لهم: "أنا قتلت دجال وهسلم نفسي دلوقتي لقسم بولاق الدكرور"، وبالفعل قام بتسليم نفسه ليعترف بتلك التفاصيل أمام محقق النيابة.


ونتيجة لتفسيرات المتهم الوهمية أمام النيابة العامة، قرر المستشار أسامة حنفي إيداعه داخل مستشفى الأمراض العقلية 45 يومًا، لبيان عما إذا يُعاني من أمراض نفسية من عدمه، مع استمرار حبسه على ذمة التحقيقات التي تجرى معه.