48 ساعة أخمدت "عاصفة الحزم"
48 ساعة كانت فارقة في تحول مسار "عاصفة الحزم" ففي لحظات أفادت خلالها المؤشرات أن العاصفة في طريقها للنشاط أكثر، وعدم الاكتفاء بالضربات الجوي والانتقال للتدخل البري، تغير المسار بعد أن أعلن أمس الثلاثاء، المتحدث باسم العملية توقفها، والبدء في عملية جديدة باسم "إعادة الأمل.
عاصفة الحزم استمرت في دك حصون الحوثيين باليمن على مدار 27 يوما، بقيادة سعودية ومشاركة 10 دول خليجية وعربية، وبدعم استخباراتي أمريكي، بهدف إعادة الشرعية لليمن، لتتخذ بعدها العمليات منحى آخر، بعد عدة مبادرات، واقتراب العودة لمائدة الحوار مجددا.
صاحب قرار إنهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية عدة قرارات في عدة اتجاهات جعلت المتابع للأحداث يتوقع أن المشهد يتجه لخيار من الاثنين الأول هو "تصعيد عسكري" بدخول قوات برية إلى اليمن لحسم التمرد الحوثي، والثاني يؤول إلى تسوية سياسية يكون الحوثيين طرفا رئيسيا.
تأهب وترقب
ارتفعت مؤشرات التصعيد العسكري في اليمن عقب زيارة وزير الدفاع الكويتي إلى العاصمة السعودية الرياض، أول أمس الإثنين، وسط وفد عسكري للتشاور بشأن الأوضاع الميدانية في اليمن، وأعقبها إعطاء الملك سلمان الضوء الأخضر لقوات الحرس الوطني السعودي للمشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، مما اعتبر مؤشرا واضحا لبدء عملية التدخل البري، وجاء ذلك بالتزامن مع تحرك دبلوماسي خليجي كثيف ظهر في زيارة عدد من وزراء الخارجية الخليجيين للرياض لبحث مستقبل "عاصفة الحزم".
خطوة للوراء
شكل قرار جماعة الحوثي بالإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس اليمني اللواء ناصر هادي عقب إعلان وقف العمليات العسكرية في اليمن بإنهاء "عاصفة الحزم" مؤشرا قويا على وجود تسوية سياسية تمت بين الطرفين خاصة أن "الصبيحي" و"هادي" هم أحد الكروت القوية التي استند عليهما الحوثيين في الضغط على الحكومة اليمنية الشرعية طيلة الفترة الماضية.
العرب قادمون
حظت "عاصفة الحزم" بدعم عربي واضح منذ بدايتها فقد بدءت العاصفة في اليوم الأول لاجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تبعهتا القمة العربية على مستوى الرؤساء والملوك التي أيدت بالإجماع "عاصفة الحزم" في اليمن، وفي ختام عملية "عاصفة الحزم" لعبت الصدفة دورا في أن يعقب نهاية "العاصفة" اجتماع لرؤساء أركان قادة الجيوش العرب لمناقشة تشكيل القوة العربية المشتركة الذي يعد دعما غير مباشر للعملية العسكرية في اليمن.
تجاهل حوثي
بالرغم من إعلان المتحدث باسم "عاصفة الحزم"، العميد الركن أحمد عسيري أن العمليات العسكرية انتهت في اليمن، استمرت مليشيات الحوثي منذ صباح اليوم، في الاستيلاء على مناطق جديدة في اليمن وسط إصرار قوات الحراك الجنوبي والقبائل اليمنية على مواجهة الحوثيين بغض النظر عن وقف العمليات العسكرية التي بدأت تقصف اليمن اليوم بثوب جديد حمل اسم "إعادة الأمل"، وبين قصف التحالف واشتباكات الحوثيين والقبائل يبقى المواطن اليمني حائرا منتظرا لحل سياسي يضمن له العيش في سلام دون اقتتال ودماء.
ورقة ضغط
وأكد الخبير الاستراتيجي، اللواء جمال مظلوم، أن "عاصفة الحزم" حققت قدرا كبيرا من أهدافها، ما دفع إيران إلى الضغط على الحوثيين للتراجع خطوات للوراء حتى تضمن ما تبقى لهم من مكاسب على الأرض، تمهيدا لتحرك أكثر قوة في المستقبل نحو السيطرة على مقاليد الحكم في اليمن، مشيرا إلى أن الحوثيين يواصلون العمليات العسكرية لاستخدامها كروتا للتفاوض في التسوية السياسية.
وأشار مظلوم لـ"دوت مصر" إلى أن الحل السياسي بدأ يلوح في الأفق في ظل الحديث عن إعادة إعمار اليمن برؤية جديدة تشمل الجميع، ما يمهد الطريق لوجود الحوثيين داخل المنظومة السياسية اليمنية، لكن بشروط ربما يفرضها مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن اجتماع قادة الجيوش العربي، اليوم الأربعاء، للحديث عن بناء قوة عربية مشتركة هو "كارت ضغط" على الحوثيين للتراجع خطوات أكثر للوراء في اليمن.