التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:44 م , بتوقيت القاهرة

أسباب قد تُبعد جان قهوجي عن الرئاسة اللبنانية

يبرز اسم قائد الجيش اللبناني، جون قهوجي، كاسم متداول لتسلم كرسي رئاسة الجمهورية الفارغ منذ عام تقريبا في لبنان.


قهوجي الذي تسلم رئاسة الجيش بعد وصول سلفه ميشيل سليمان إلى سدة الرئاسة، لا يتواجد على قائمة أي تيار سياسي في البلاد منذ أن كان ضابطا في الجيش، ويؤكد ذلك، المحلل العسكري، والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني، هشام جابر لـ"دوت مصر"، بأن قهوجي لا يتبع لتيار سياسي في لبنان، وأنه في عهد قيادة ميشيل عون للجيش كان برتبة نقيب وبعيدا عن تلك الأحداث أو الانتماء للتيار العوني.



قهوجي المولود في بلدة "عين إبل" التابعة لمدينة "بنت جبيل" جنوبي لبنان، في العام 1953، تطوع في الجيش برتبة تلميذ ضابط ملتحقاً بالمدرسة الحربية وهو في سن العشرين، وقضى خدمته العسكرية الطويلة مترفعاً من رتبة إلى أخرى من الشرطة العسكرية إلى تخصص المشاة إلى التدريب العسكري، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة بدءاً من العام 1980 للخضوع لدورات تدريبية مكثفة في الجيش الأمريكي، ثم بدأ في الانخراط في سلسلة من الدورات والدراسات ضمن تخصص مكافحة الإرهاب.


في تاريخ 29 أغسطس/آب من العام 2008، حصل جان قهوجي على موافقة 21 وزيرا لتسلم رئاسة الجيش وترفيعه إلى رتبة "عماد"، بعد طرحه من قبل وزير الدفاع آنذاك، إلياس المر، واعترض عليه وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي غازي العريضي ووائل أبو فاعور، بسبب الآلية التي اعتمدت في اختيار قائد الجيش وليس عليه هو شخصيا.



تحفظ آخر جاء من قبل وزراء حزب القوات اللبنانية إبراهيم نجار وأنطوان كرم على الأسلوب الذي اعتمد في اختيار قائد الجيش أيضا.


التسلسل العسكري للعماد قهوحي في الجيش جاء بعد انتسابه بصفة تلميذ ضابط والتحق بالمدرسة الحربية وكان على الشكل التالي:


بدأ الخدمة في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وفي 1 يوليو/تموز 1976 رقي إلى رتبة ملازم.


انتقل إلى كتيبة الشرطة العسكرية في 21 فبراير/شباط 1977، ثم عين آمرا لسرية الشرطة العسكرية في منطقة جبل لبنان، في 7 ديسمبر/كانون الأول 1982.


 




 



 


بعد ذلك نقل قهوجي إلى لواء المشاة الرابع آمرًا للسرية 422 اعتبارًا من 28 سبتمبر 1983، وبعد ذلك نقل إلى المدرسة الحربية كمدرب في 4 شهر مارس/آذار 1984.


تابع قهوجي التنقل داخل اختصاصات الجيش، حيث انتقل في 1 نوفمبر 1987 إلى اللواء العاشر المجوقل كقائدا للكتيبة 103، ليعين في عام عام 1992 قائدا للفوج المجوقل.


في 22 يناير 1996 عين قائدا لفوج التدخل الثالث، وفي 31 يوليو/تموز 1999 عين رئيسا لأركان لواء المشاة الحادي عشر، كما عين مساعدًا لقائد لواء المشاة السابع في 22 أغسطس 2001، وفي 29 يوليو 2002 قائدًا للواء المشاة الثاني.



يطرح اسم جان قهوجي هذه الأيام بقوة لشغل رئاسة الجمهوري في لبنان، لكن المحلل العسكري اللبناني، هشام جابر خلال حديثه لـ "دوت مصر"، أكد أن كثرة الحديث عن اسم مرشح معين هي عبارة عن احتراق لأوراقه، فدائما ما يكون المرشح الرئاسي، هو ما أسماه رئيس "اتفاق اللحظات الأخيرة".


ويشير جابر إلى أن رئيس كتلة تيار المستقبل النيابية، ورئيس الحكومة الأسبق، فؤاد السنيورة، طرح خلال زيارته أمس للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اسم الوزير اللبناني السابق جان عبيد، كمرشح لرئاسة الجمهورية.


من جانبها واشنطن، ترى في العماد قهوجي بأنه حسم للاستعصاء السياسي بخصوص كرسي الرئاسة، حيث جاء وصف السفير الأمريكي في بيروت، ديفيد هيل، لسياسة قهوجي بعد تعاونه أمنيا مع حزب الله، بـ "الاستراتيجية الصائبة"، وأضاف أن الولايات المتحدة تنظر إلى تلك الشراكة ما بين حزب الله والجيش اللبناني على أنها "ضمان لاستقرار لبنان".


سياسة التعاون الأمني بين حزب الله والجيش اللبناني التي اتبعها قهوجي، أثارت حفيظة الكثير من اللبنانيين الذين يظهرون انحيازاً لمؤسسات الدولة، معتبرين أن قهوجي يرهن عقيدة الجيش اللبناني القتالي بعقيدة حزب ديني تابع لإيران، وتسببت في خلق حاجز كبير بينه وبين قوى الرابع عشر من آذار.


 




 



 


هناك مآخذ كثيرة لبعض اللبنانيين على جون قهوجي أيضا، إذا أنه امتنع عن دخول جبل محسن "حي تقطنه الطائفة العلوية اللبنانية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد"، وتركه لحزب الله.


إضافة لتنسيقه الأمني مع سوريا، وتهديده بتقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية إن لم يتم إعطاؤه الإذن باقتحام مسجد بلال الذي يتواجد فيه أحمد الأسير في مدينة صيدا بجنوب لبنان.


في الوقت نفسه، تعرض قهوجي لضغوط خارجية سواء من سوريا أو حتى من إيران، فبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، كان قهوجي ما بين الاستجابة القصوى لمطالب الأسد وحزب الله، إلى الرفض المطلق لأي من تلك المطالب، ونقلت الصحيفة في عام 2013 قول قهوجي: "من يريد مني التدخل في عرسال ليأتي ويجلس في مكاني وليريني ماذا سيفعل؟".


الشروط الحالية لجان قهوجي لأن يكون في سدة الرئاسة غير مكتملة بسبب أن الدستور اللبناني ينص على أن العسكري لا يمكنه تولي منصب الرئاسة، إلا أن يكون متوقفا عن ممارسة المهام العسكرية لمدة سنتين على الأقل.


 




 



 


وسجل قهوجي زيارة إلى سوريا إثر إعلان السعودية دعمها للجيش اللبناني بالسلاح، للتنسيق مع القيادة السورية حول تلك المساعدات، ونقلت صحيفة السفير اللبنانية أنباء زيارته تلك بالتفصيل.