التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:04 ص , بتوقيت القاهرة

الإماراتيون يمهدون الطريق إلى "كامب ديفيد"

يعتزم زعماء دول الخليج العربي (عمان والكويت وقطر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية)، السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد في  يومي 13، و14 مايو/آيار المقبل تلبية للدعوة التي وجهها لهم الرئيس الأمريكي مطلع أبريل/نيسان، وذلك في أعقاب نجاح الاتفاق الإطاري بين الدول الغربية وإيران بشان الملف النووي. 

الإمارات تمهد  


زار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الإثنين واشنطن، للاجتماع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسئولين أمريكيين، وذلك استباقا للاجتماع المرتقب بين دول الخليج وأمريكا، نظرا لكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الوقت الحالي.

ووفقا لما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإن
 الإمارات العربية المتحدة انضمت للسعودية والبحرين ومصر والأردن في تعبيرها عن شكوكها تجاه الاتفاق النووي بين الغرب وطهران.


ويقول مراقبون إن اللقاء مع الشيخ محمد بن زايد سيكون مناسبة جيدة للرئيس الأمريكي للاستماع لوجهة نظر الإمارات التي تشاركها فيها الدول الخليجية الأخرى، بشأن الاتفاق النووي مع إيران ومآخذها عليه، خاصة أنه لم يتضمن أي بنود تضع ضوابط لإيران في علاقاتها مع دول الجوار.



مكاسب للخليج 


يعتقد المحلل السياسي المصري، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، دكتور وحيد عبد المجيد، أن لقاء كامب ديفيد المزمع انعقاده بعد 3 أسابيع يهدف إلى التوصل لترتيبات مسبقة لتوقيع الاتفاق النهائي بين إيران والدول الغربية، والتي سيكون للدول الخليجية يد بها حتى ولو كان بشكل غير مباشر. 


وأشار عبد المجيد لـ"دوت مصر" إلى أن اللقاء ربما يتضمن ضمانات بتوفير إمكانيات دفاعية أكبر للجيوش العربية، وضمان تجنب أي تأثيرات سلبية على العلاقات بين دول الخليج وواشنطن. 


مراقبون عرب 


ونفى "عبد المجيد" ما تداولته بعض التقارير الصحفية حول اشتراط الدول الخليجية أن يكون لها مفتشين في المفاعلات النووية في إيران، قائلا "كلام لا يوجد له أساس من الصحة".


وهو ما أكده عضو مجلس الشورى السعودي محمد عبد الله الزولفي في تصريح لـ"دوت مصر"، إذ قال: "أعتقد أن الهيئة الدولية للطاقة الذرية هي المسؤولة عن مراقبة السلاح النووي"، مشيرا إلى أن المفاعلات الإيرانية والأسلحة سوف تبقى تحت الرقابة الدولية، وليس بالضرورة أن يكون أحد من دول الخليج ضمن فريق المراقبة، لحساسية وضع إيران تجاه جيرانها. واستطرد قائلا إنها سوف تكون رقابة صارمة من قبل المجتمع الدولي. 



 


عاصفة الحزم حاضرة  


واعتبر السياسي السعودي، عملية عاصفة الحزم العسكرية التي تشنها الدول العربية ضد معاقل الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن بمثابة ورقة رابحة سوف يستغلها زعماء دول الخليج في لقائهم بالرئيس الأمريكي.

وقال الزولفي: "العالم تفاجأ بقرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشن الغارات العسكرية على أهداف لجماعة الحوثيين، وعلى الرغم من المساعدات الاستخباراتية التي تقدمها واشنطن إلا أن أوباما يدرك أن الرياض هي المتحكم في سير العملية العسكرية في اليمن".




كما تطرق الزولفي إلى الحرب الكلامية التي شنتها إيران على خلفية عاصفة الحزم، معتبرا أن تأثير هذه التصريحات سوف تكون حاضرة وبقوة في كامب ديفيد، وأعرب عن ذلك قائلا "إيران شنت حروب كلامية ضد دول الخليج وأججت الفوضى من خلال دعم الحوثيين في اليمن وبشار الأسد في سوريا وميلشيات الحشد الشعبي"،  إلا أن الزولفي لم يستبعد أن يؤدي اللقاء لنتائج تدفع طهران لأن تمد يديها إلى جيرانها للدخول في علاقات تحفظ للأطراف المختلفة التوازن حتى يتم التفرغ للبناء والتنمية.