قررت بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات السودانية، رفع تقريرها النهائي المفصل بشأن مهمتها في مراقبة الانتخابات التشريعية والرئاسية بالسودان، إلى الأمين العام، نبيل العربي، متضمنا عرضا تفصيليا حول المهمة وتوصياتها الخاصة لتأكيد الإيجابيات وتلافي السلبيات، كما قررت إيداع نسخة من التقرير لدى مختلف الجهات السودانية المعنية.

وقال رئيس البعثة، السفير علاء الزهيري، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد بالخرطوم، إنه مع تقدير جامعة الدول العربية لما بذلته المفوضية القومية للانتخابات بالسودان من جهد، وفي ظل ظروف صعبة، إلا أنها تؤكد على ضرورة أن تطور المفوضية من أدائها وآليات عملها تأمينا لما تحقق من إيجابيات وتلافيا لما ظهر من سلبيات في الانتخابات الحالية، على النحو الذي يعزز من مصداقيتها وقدرتها على تحمل أعباء هذه المسؤولية في الانتخابات المقبلة.

وأوردت بعثة الجامعة العربية 9 ملاحظات في تقريرها، حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم على نسخة منه، عن سير العملية الانتخابية في ضوء التقارير الواردة من فرق البعثة في الولايات المختلفة، شملت توافر المواد الانتخابية في أغلب المراكز التي ترددت عليها فرق البعثة، أخذا في الاعتبار ما حدث من تأخير في وصول بعض مواد التصويت لبعض مراكز الاقتراع ما أدى لاتخاذ المفوضية القومية للانتخابات قرارا بتمديد فترة الاقتراع، خصوصا في ولاية الجزيرة، التي تحوي مليونا و722 ألف ناخب موزعين على 118 مركز اقتراع.

وأكدت بعثة الجامعة العربية انتظام اللجان في القيام بأعمالها في الموعد المحدد، وهو الثامنة صباحا كل يوم على مدى أيام الاقتراع الأربعة، ما عدا بعض اللجان التي رصد تأخرا في بدء أعمالها، في اليومين الثالث والرابع من أيام الاقتراع.

وأشارت البعثة في تقريرها، إلى حدوث أخطاء في توزيع سجلات الناخبين ببعض مراكز الاقتراع انعكست في تصريحات المفوضية القومية للانتخابات وبعض المراقبين، وتم رصدها من قبل بعثة المراقبة.

وأكدت على الانتشار الأمني في الولايات كافة لتأمين الانتخابات قبل وأثناء عمليتي الاقتراع والفرز، وقد اتسم الانتشار في محيط اللجان بالكفاءة، ولم ترصد البعثة خروقات في هذا الصدد.

وأشادت البعثة بقرار المفوضية القومية للانتخابات بتمديد عملية الاقتراع ليوم إضافي، الذي جاء ملائما لمعالجة ما حدث من تأخير في إيصال مواد الاقتراع إلى بعض المراكز في الموعد المفترض، لإتاحة الفرص المتكافئة للمواطنين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

ورصدت بعثة المراقبة، توجيه بعض المرشحين وممثلي الأحزاب السياسية في محيط بعض الدوائر الانتخابية للناخبين، كما اتضح كذلك وجود تفاوت في معدل الإقبال على عملية التصويت بين العاصمة والولايات وداخل الولايات نفسها بين مناطق الحضر والريف.

وأشادت البعثة بالمشاركة الفاعلة للمرأة على كافة مستويات العملية الانتخابية، سواء كناخبة أو عضو في مراكز الاقتراع أو كمراقبة محلية، وأكدت ارتفاع نسبة مشاركة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في عملية الاقتراع مع انخفاض نسبة مشاركة الشباب.

وأكدت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات السودانية، على أن تلك الملاحظات في مجملها لا تؤثر على النتائج النهائية للعملية الانتخابية، التي تمتعت في عملية التصويت باتساق مع المعايير الدولية.

وأعربت في ختام بيانها عن الأمل في انتخاب رئيس جمهورية وفقا لإرادة الشعب وتشكيل برلمان قوي قادر على تحقيق تطلعاته في ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وأكدت على أن هذه الانتخابات تشكل خطوة هامة وإيجابية في إطار تعزيز المسار الديمقراطي بالسودان.

كما أكدت حرص الجامعة العربية على دعم السودان لتحقيق آماله وطموحاته في شيوع السلام بالبلاد ودفع عملية التنمية الاقتصادية إلى الأمام، مشيرة إلى أهمية تواصل الحوار الوطني الشامل في مرحلة لاحقة من الانتخابات في إطار يضم القوى والأحزاب السياسية دون إقصاء وكافة القضايا السودانية دون استثناء.