فيديو| "القميص العدوي"..تراث أسيوطي شاهد على صمود بني عدي
برز دور نساء قرية بني عدي بمحافظة أسيوط في تصدي قريتهم للحملة الفرنسية في العام 1799، عندما شجعوا أبناءهم على قتال العدو، ومساندة أزواجهن للتصدي للحملة، ولم ينس التاريخ ابتكارهم في المواجهات مع الفرنسيين عندما قامت نساء القرية بتسخين الزيت وسكبه على الجنود من أعلى البيوت، واستخدام آواني الطعام، وأدوات المنزل لصدهم، بينما رد جنود الحملة بإحراق القرية.
وكعادة المرأة الصعيدية التي تتميز بالتمسك بالعادات والتقاليد، لا يزال نساء قرية بني عدي يرتدين زيًّا موحدًا يطلقن عليه القميص العدوي، يعود إلى الحملة الفرنسية، وعندما تتجول في شوارع بني عدي لن تستطيع أن تفرق بين سيدة وأخرى، فجميعهن يرتدين نفس الزي.
القميص العدوي أو"التوب"، كما يطلقون عليه، يعد من تراث المرأة العدوية الذي ورثته عن والداتهن وجداتهن، وهو أهم ما يميز تلك المرأة العدوية، ولا يطلق عليها لقب عدوية إلا بعد لبس ذلك الزي، وبالرغم من انفتاح أهالى القرية ومواكبتهم لتطورات العصر، ودخول بناتهن الجامعة، وانتشار مظاهر الموضة في الشارع الأسيوطي، إلا أن العدويات لا يزلن يحتفظن بزيهم المميز.
"دوت مصر" التقت إحدى سيدات القرية، أم عمرو، التي تحدثت عن هذا الزي، قائلة: "لا توجد سيدة واحدة في قرية بني عدي تستطيع أن تتجول في الشارع دون أن ترتدي الثوب العدوي، فالسيدة المتزوجة يحتوى جهازها على قميصين للزي العدوي، حتى الفتيات الصغيرات يرتدين لبس القميص العدوي، فور تخرجها من المرحلة الإعدادية، ورغم ارتفاع ثمنه، الذي يتراوح ما بين ألف وخمسمائة وثلاثة آلاف جنيه، إلا أنه لا يمكن أن تخلو ملابس الفتاة منه".
وتتابع أم عمرو، أن "مراحل صنع الثوب العدوي تبدأ بشراء قطعة قماش أبيض، يبدأ سعرها من 3000 جنيه، ويتم صبغها باللون الأسود، وتشغل بخطوط حرير، لتنتهي تكلفة القميص العدوي لما يقرب من ألف وخمسمائة جنيه، ويباع بأكثر من ذلك، وهذا القميص العدوي لا يتم غسله خوفًا من زوال الصبغة، ويتم استبداله بآخر بعد أكثر من عشرة أعوام كما تقول الأسطورة".