التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:12 ص , بتوقيت القاهرة

صور| "الكليم العدوي" حدوتة مصرية لم تعد تروى

"الكليم العدوي" حدوتة مصرية، تروى عبق الماضي، وتاريخ من الصناعة اليدوية في صعيد مصر، التي اشتهرت بها قرية "بني عدى"، ولا تزال أكبر قرية متخصصة في صناعة الصوف وإنتاج الكليم الشهير.


"بني عدي"، عرفت ببسالة أبنائها ضد الحملة الفرنسية، واستشهد خلالها 3 آلاف، وذلك في الثامن عشر من أبريل من العام 1799 حتى أصبحت هذه الذكرى العظيمة، فيما بعد العيد القومي لمحافظة أسيوط..


ويعد "الكليم العدوي"، فلكلورًا شعبيًّا، وليس مجرد صناعة في طريقها للاندثار، يتميز بمتانته وجودة خاماته، وبراعة صناعته، ويتميز بالجهد اليدوي والتصميمات البسيطة، ما جعله أحد المنتجات السياحية الأولى في التصدير، كما يلجأ البعض إلى تعليقه على الحائط.


التقت "دوت مصر" الطالبة في الثانوية العامة، رشا إبراهيم، لتحدثنا عن مراحل تصنيع الكليم العدوي، التي تساعد والدتها في تكاليف المعيشة، ولم تكمل تعليمها الجامعي، "يبدأ الإعداد للصوف الخام ثم يتم فرز الأصواف كل لون على حدا، الأحمر، والأبيض، والبني، والأسود، ثم تأتي مرحلة تسريح وتنعيم الصوف من أجل الغزل بإرسالها إلى مصانع الغزل أو بعض البيوت المتخصصة في ذلك".


وتابعت: "وبعد غزله يتم مدها على المنوال في الوضع الرأسي، وشدها بإحكام، ويبدأ النسيج الفعلي للكليم بنظام محدد، يتم اختياره وتنفيذه، ثم يخرج الكليم على هيئة فرشة دكة أو مصلية أو زهارة أو الكليم الكبير، الذي يعد الأغلى سعرًا، ويتنوع ما بين، الهرمي، وجلد النمر، والثلاث قمرات، والعتبة أزاز، والثعبان، وأشهرهم بلاط الحمام".


وأضافت إبراهيم، أن "الأسعار متواضعة رغم ما يبذل من جهد في تلك الصناعة، فالكليم الكبير يستغرق أكثر من شهر ونصف، وفرشة الدكة أو المصلاة، تنجز في 4 أيام، ولا يكون الثمن سوى 20 جنيهًا".


وعن مشكلات صناع الكليم العدوي، أوضحت أحد العاملات في تلك الصناعة، وتدعى، سنية عبدالحق، أن "الكليم العدوي كان يعد مصدر الرزق الأكبر لقرية بني عدى، عندما كان يلقى رواجًا عالميًّا لأهمية الصناعات الحرفية والأعمال اليدوية، وما يتصف به الكليم العدوي من قوة ومتانة جعله يعيش أطول فترة ممكنة دون تغير ألوانه، لعدم احتوائه على صبغات، لكن اليوم أصبح نادرًا من يريد شرائه او اقتنائه، لذا انخفض سعره للغاية".


وأشارت إلى أن "الكليم العدوي اشتهر في الماضي وكان مطلوب عالميًّا، ويصدر إلى دول أوروبية، مثل ألمانيا، ولكن لم يعد كما كان، ولا أحد يهتم بتلك الحرفة الآن، وهي في طريقها إلى الاندثار".