التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:42 م , بتوقيت القاهرة

أزهري يؤيد بحيري: "خلق الكون" في صحيح مسلم كلام لحبر يهودي

أثارت مناظرة إسلام بحيري والدكتور أسامة الأزهري والحبيب علي الجفري، نقطة خلاف بشأن حديث "خلق الكون في صحيح مسلم"، فبحيري تمسك بأنه موضوع، لأن البخاري أكد أنه ليس كلاما للنبي محمد "ص"، وأنه كلام لحبر يهود من يهود اليمن دخل الإسلام.


الحديث الذي رواه مسلم أبي هريرة رضي الله عنه يقول فيه "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل".


وقد أثار بحيري أن الحديث يتعارض مع كون القرآن، أكد أن الخلق في 6 أيام وليس في 7، في أية "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ" [هود:7].


الجاويش يفند الحديث


عالم الحديث الأزهري، محمد الجاويش، يكشف أن ما أثاره بحيري صحيح، فالحديث رده الإمام البخاري، على حد قوله، والإمام يحيي ابن معين، مؤكدا أن البخاري أستاذ مسلم، ومسلم أورده في صحيحه رقم 2789، وأورده النسائي  في السنن الكبري 11392، وأورده البيهقي في السنن الكبرى 17705.


ويقول الجاويش، لـ"دوت مصر": إن الإمام النووي في شرح صحيح مسلم لم يتعرض بشرح الحديث بشكل موسع ولم يحاول أن يجمع التعارض بين الآية والحديث، موضحا أن عند تحقيق كتاب السنن الكبرى للبيهقي علق المعلق بأن هذا الحديث منكر.


وأضاف الجاويش، أن المحدث عبدالله بن الصديق الغماري، في كتاب الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة، وضع هذا الحديث رقم 10 في سلسلة أحاديثه الشاذة، ونقل قول عقبة أن هذا الحديث شاذ لأنه يفيد خلق الله وما فيها في سبعة أيام، مع أن القرآن يفيد أن خلق السموات والأرض معا كان في 6 أيام.


وأوضح الجاويش، أن البخاري علل هذا الحديث في التاريخ الكبير وقال "رواه بعضهم عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وهو الأصح"، وهو ما يؤكد ما عرضه إسلام بحيري أمس الجمعة في مناظرته على شاشة CBC، عبر برنامج "ممكن" مع الإعلامي خيري رمضان.


كما أضاف الجاويش، قول ابن كثير في تفسيره، أن هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه علي ابن المدين والبخاري وغيره، واحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وأوضح الجاويش أن العلماء قالوا إن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار وقد اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعا إلى النبي.


وتابع الجاويش، أن ابن تيمية مع أنه قال "روى مسلم أحاديث قد عُرِف أنها غلط"، لكنه قال على هذا الحديث "ولكن هذا له نظائر".


وأكد الجاويش أن كعب الأحبار كان مجسما في الذات الإلهية، وابن تيمية يدافع عنه، حتى لا تهدم عقيدة التجسيم في الإله التي ينتهجها ابن تيمية.


وختم الجاويش كلامه بأن السيد حسن السقاف جزم في تعليقه على كتاب العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي حديث رقم 193، بأن هذا الحديث موضوع وهو قول كعب الأحبار.