كيف احتجز الحوثيون سكرتير المستشار الثقافي للسفارة المصرية؟
قبل أيام، كشفت مصادر دبلوماسية يمنية لـ"دوت مصر" عن احتجاز 30 مصريا في اليمن من قبل الحوثيين، من بينهم مصريين متعاقدين مع السفارة المصرية باليمن، الأول سكرتير المستشار الثقافي المصري، ويدعى، إبراهيم منتصر محمد عبدالحميد، والثاني المسؤول الإعلامي للبعثة الأزهرية، ويدعى، ياسر محمد فخري المصري".
ويروي المستشار الثقافي للسفارة المصرية في اليمن الدكتور مصطفي الشيخ، لـ"دوت مصر"، تفاصيل احتجاز المصريين هناك، حيث أكد في بداية حديثه أن المحتجزين ليسوا من البعثة الدبلوماسية المصرية في اليمن، ولكنهم يعملون بالتعاقد مع السفارة وفقا لقانون العمل، الأول إبراهيم منتصر يسكن في اليمن منذ 30 عاما ويعمل بالسفارة المصرية باليمن منذ 15 عاما، أما الثاني فهو ياسر المصري، موظف محلي بالسفارة.
وأضاف "كان الاثنان يستعدان للسفر معا إلى مصر، حيث حجزا بالفعل في إحدي شركات النقل البري لنقلهم إلى الحدود السعودية، وكان من المفترض أن يسافرا صباح يوم الإثنين قبل الماضي، ولكن في يوم الخميس، قبيل سفرهم، استوقفهم مسلحون حوثيون خلال تواجدهم خارج محل حلاقة، وعند سؤالهما عن جنسيتهما، كان ردهما بأنهما مصريان، فاصطحبوهما معهم لاحتجازهما".
وقال "في اليوم نفسه، توسط الشيخ الأزهري محمد العيسوي، وهو إمام وخطيب بأحد المساجد التابعة للقوات المسلحة منذ 35 سنة، للافراج عن المصريين المحتجزين، حيث أكد لي في مكالمة هاتفية إن هناك عدد آخر من المصريين المحتجزين دون أن يذكر عددهم، وبالفعل أفرجوا عنهم، وفي مكالمة هاتفية مساء الخميس أبلغني "إبراهيم" بالإفراج، وأنه يستعد للسفر برا حسب التنسيق المسبق، ولكن فوجئت في آخر اليوم بالشيخ محمد العيسوي يبلغني أنه سيعيدهم مرة أخري للتوقيع علي بعض المحاضر، بدعوى أن التحقيقات لم تكتمل بعد".
ولفت المستشار الثقافي إلى أنه حاول الاتصال به مرة أخرى، ولكن زوجته ردت وقالت إنه ترك تليفونه، وأبلغته بأنه محتجز ولم يفرج عنه حتي الآن، ولم يعرف أحد أي معلومات عنه.
وحول سبب إعادة احتجازهم مرة أخرى، قال "ليس هناك اتصال بيننا لنعرف سبب احتجازهم مرة أخرى، ولكن المتداول أنهم ليسوا لديهم تصارح للسفر"، مؤكدا أن السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي، المتواجد حاليا في القاهرة، يجري اتصالات مكثفة مع السفارة اليمنية بالقاهرة، التي بدورها تتواصل مع أطراف يمنية للإفراج عن المحتجزين، لافتا إلى أن الأمر معقد، حيث لا يوجد أي شخص يمثل مصر في اليمن، حتي السلطة الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح، متواجدون الآن في الرياض.
وشدد "الشيخ" علي أنه لا صحة للاتهامات التي وجهت للبعثة الدبلوماسية في اليمن بأنها تخلت عن المصريين هناك عشية الغارات الجوية/ لافتا إلى أن البعثة الدبلوماسية عادت إلي القاهرة في 23 فبراير، وبالتالي لم يكن لديها علم بأي شئ مما يدور الآن، مضيفا "نحن عدنا كأي بعثة دبلوماسية تخلي موقعها، كما حدث في السفارات السعودية والاماراتية، وبالتالي عندما جاء قرار من الخارجية المصرية، لم يكن هناك خطر علي المصريين المتواجدين في اليمن".
وتابع "عندما عاد السفير المصري لليمن مرة أخري، عاد بصفة شخصية لعدن وليس صنعاء، لإبلاغ الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور القمة العربية، ولم يرافقه أي من أعضاء البعثة الدبلوماسية، كما لم يكن في القنصلية المصرية بعدن إلا القنصل وعدد محدود من أعضاء القنصلية".