ننشر تحقيقات النيابة في مقتل محامي علي يد ضابطين بالأمن الوطني
بعد أن فجر تقرير الطب الشرعي مفاجأة عن وفاة المحامي المصري كريم حمدي، المتوفي في آواخر شهر فبراير الماضي أثناء احتجازه داخل قسم شرطة المطرية، وأكد أنه قتل نتيجة التعذيب على يد ضابطين بالأمن الوطني، حصلت "دوت مصر "علي نسخة من تحقيقات النيابة العامة في القضية والتي بدأت باستجواب شهود العيان حيث قال الشاهد حنفى محمد على السقا، إن حال تواجده بغرفة النوبتجية لإنهاء أوراق الإفراج الخاصة به، شاهد المتهم المتوفى في حالة إعياء شديد ولا يستطيع المشي، وقام مأمور القسم بإحضار كوب مياه بالسكر له ثم نُقل إلى المستشفى.
وأفاد النقيب رجب مصطفى العماوي، بأن المجنى عليه كان فى حالة إعياء حال خروجه للنيابة الصباحية، وأنه حاول إسعافه وأمره المأمور باصطحاب المجني عليه إلى مستشفى المطرية، واستقبله الأطباء لمحاولة إسعافه، إلا أنه فارق الحياة.
ومن جانبة أكد مأمور قسم المطرية، العقيد محمود أحمد عبد الله،في التحقيقات إن قوة من قسم شرطة المطرية، توجهت لضبط وإحضار المتهمين عبدالغنى إبراهيم شعبان، وكريم حمدى محمد، بعد إذن النيابة، وكانا بحالة جيدة وطبيعية، وإنه شاهد المتهم "كريم حمدي"، أثناء ترحيله للعرض على النيابة، يظهر عليه علامات إعياء شديد، فقام "العقيد محمود" بالاتصال بمدير النيابة المختصة، واستأذنه في نقل المتهم للمستشفى، وتم نقله بالفعل، وعلم بعد ذلك بوفاته، حسب أقواله بالنيابة.
وتطابقت أقوال رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، الضابط وائل محمد متولي، مع أقوال مأمور القسم، العقيد محمود أحمد عبد الله.
وتبين من أقوال النقيب حمدى السعيد عثمان، معاون قسم شرطة المطرية، أنه عُرض عليه أوراق المتهم أواخر مساء يوم 23 فبراير، حوالى الساعة الثامنة مساءً، بمعرفة الملازم أول محمد حسام، رئيس التحقيقات بالقسم آنذاك، وذلك حال عودتهم من سرايا النيابة العامة، ارُفق قرار بحجزهم، وفى صباح اليوم التالى، علم بنقل المتهم "كريم حمدي" للمستشفى، ووفاته.
ونفى "السعيد" معرفته بسبب الإصابات المبينة بمناظرة النيابة العامة لجثمان المتهم المتوفى.
و بسؤال عبدالغنى إبراهيم شعبان، المتهم الذي ضُبط مع المجني عليه، شهد بأنه كان يُناقش، والمجنى عليه، كل منهما على حده، ومعصوب العينين، وأنه حال تواجده خارج الغرفة، وأثناء مناقشة ضباط الأمن الوطني للمجنى عليه، تنامى إلى سمعه أصوات المجني عليه يتأوه، وأضاف أنه اعتُدي عليه بواسطة ضباط الأمن الوطني بالضرب بالأيدى والأرجل، وأنه عقب المناقشة، وجد المجنى عليه فى حالة إعياء.
وأوضح محمد محمد مرسى، خال المجني عليه، أن المجنى عليه سبق أن تعرض لواقعة الإصابة بطلق ناري فى بطنه، في غضون شهر أبريل الماضي، وأنه تعرض لحادث نتج عنه كسر قدميه، وأنه أجرى عملية جراحية لتركيب شرائح ومسامير طبية.
وأضاف أنه مؤخراً أصيب بمؤخرته حال قضاء حاجته، وأنه كان يتعاطى عقار الترامادول كمسكن للألم.
الكشف الطبي الظاهري
أفاد الكشف الطبي الظاهري بأن الجثة لذكر فى حوالي العقد الثالث من العمر، سليم ظاهر العينين، نحيف البنية، فى دور التيبس الرمي المتداخل مع عوامل الحفظ بالثلاجة والتعفن الرمي، لم يتضح ظاهريا بعد والرسوب الرم بلون باهت بخلفية الجثة عدا مواضع الارتكاز، وكان بالجثة من الآثار الإصابية الحيوية الحديثة.
فيما قال الشاهد عبد الغنى إبراهيم، زميل المجني عليه، أنه أُلقى القبض عليه هو والمجنى عليه "كريم حمدي" فى القضية رقم 3763 لسنة 2015 جنايات المطرية، وأن ضابطي الأمن الوطني المتهمان، قاما بمناقشتهما داخل غرفة المباحث معصوبي العينين.وأنه سمع المجنى عليه يصرخ قائلا : "آه آه.. خلاص ياباشا هاعترف" وأثناء مناقشته كان يُعتدى عليه بواسطة الضابطين عن طريق الضرب بالأيدي والأرجل حتى أصيب بحالة إعياء.
وتابع الشاهد أن الضابط أحمد يحيى، رئيس مباحث المطرية فى ذلك الوقت، الذى كان يمارس فيه التعذيب كان نائما، وأن بعد مناقشة "كريم" من قِبل ضابطي الأمن الوطني، اعترف على بعض الأشخاصأ فاصطحبه الرائد أحمد يحيى للإرشاد عن محل إقامتهم.
وبعد عودته للقسم فجر ذات اليوم، وجد المجنى عليه نائما على الأرض ويردد قائلا : "أنا سقعان"، وطلب أحد أمناء الشرطة تقديم بعض الطعام له، و في الصباح أثناء الاستعداد لترحيلهما لسرايا النيابة، فوجئ بسقوطه على الأرض، وحاول المتواجدين إسعافه وإعطائه كوب مياه بالسكر لإفاقتهأ ونُقل إلى المستشفى، وتوفي متأثرا بإصابته، حسب الشاهد.
وأكد حازم حسام الدين حسن، طبيب بمصلحة الطب الشرعي، إن جثة المجني عليه وجد بها العديد من الإصابات كسر بالعظام الأنفي، وكسر بالجناح الأيمن للعظم اللامي بالرقبة، وكسور بالصدر من الضلع الثاني للثامن، وانسكابات غزيرة بالبطن والحوض.
وأضاف أن الإصابات بمنطقة الرقبة والصدر والخصيتين، وأن أيا منهما تكفى على أحداث الوفاة، وأن الأعراض التى ظهرت على المجني عليه، توضح أنه تعرض لصدمة نزيفية وعصبية نظر التعدى عليه، والتى أدت إلى وفاته، وأن تلك الإصابات جائزة الحدوث من الاعتداء عليه بالأيدي أو الأرجل.
وكان تقرير الطب الشرعي قد أثبت وجود كدمات بمناطق عديدة بجسده من الرقبة من الأمام، والصدر من الناحية اليسرى، وبالقضيب، وجرح قديم، وإصابة بالأنف، وبمعصم اليد اليسرى، وبالظهر، وبالعنق من الناحية اليسرى، وبالظهر من المنتصف، وبساقه اليسرى من الداخل، وإحمرار بجوار وصول منطقة العانة، واشتباه تورم إبر في القضيب وكيس الصفن، كما وُجد آثار عملية وغرز جراحية بالإلية اليمني، وغرز جراحية بالبطن من الناحية اليمنى من الأسفل.