بروفايل| عزة الدوري.. نكتة العراقيين التي تحولت إلى كابوس
لم يكن يعلم العراقيون، أن تلك الشخصية التي ارتبطت بكونها مثار للسخرية وإطلاق النكات، ستتحول يومًا ما لكابوس يؤرق أجفان الشعب العراقي، الذى عانى ويلات الصراع المسلح منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
كان عزة الدوري، -الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين-، مثار النكتة والسخرية السوداء في العراق بسبب عمله كبائع ثلج وأيضاً عدم إكماله للدراسة ومظهره، فكان يعرف في نكات الشارع العراقي، بلقب "الطرطور"، لكن سرعان ما تحول "الدوري" إلى اسم مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي ارتكب العشرات من العمليات العسكرية التي استهدفت المدنيين والعسكريين العراقيين "بحسب وكالات أنباء عالمية".
الذراع الأيمن لصدام حسين
عزة إبراهيم الدوري، مواليد 1942، في محافظة صلاح الدين، كان الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.
بعد الغزو الأمريكي للعراق، اختفى الدوري، وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي، في العراق، أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه.
نسبت إليه تسجيلات صوتية في فترات مختلفة منذ ذلك الحين، فظهر في تسجيل مرئي يوم 7 أبريل 2012 بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، بحسب سكاي نيوز.
مهمات ومناصب
شغل الدوري، منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان حكم الرئيس صدام حسين، وكانت له رتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد غزو الكويت، وكان وزيرًا للزراعة والداخلية، وملازماً لصدام مثل ظله منذ اندلاع ثورة 17 يوليو 1968، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس عبد السلام عارف في العراق، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بما يعرف بالثورة البيضاء بقيادة أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.
وعند اندلاع حرب الخليج عام 1991 نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز"، تحذيره للأكراد من إثارة أية متاعب للحكم في بغداد.
كما كان المفاوض الرئيسي مع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من الكويت لحل المشاكل الحدودية، والتي أدت إلى الحرب بين البلدين وجرت تلك المفاوضات برعاية الملك السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
وقبيل الغزو الأمريكي للعراق في أبريل/نيسان سنة 2003، تم تكليفه بمهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية.
على أوراق الكوتشينة
بعد عملية الغزو الأمريكي للعراق، اختفى عزة الدوري وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد 10 ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، فقامت القوات المسلحة الأمريكية بوضع صورته على كارت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية.
نسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة، كما نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين.
وفي أواخر سنة 2009، قام بتشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني.
كابوس داعش
نقلت وكالات أنباء عالمية، قيام الدوري، بقيادة عمليات تنظيم "داعش"، في محافظة نينوى العراقية التي أعلنها ولاية تابعة له منذ يوليو من العام الماضي.
كما تداولت مواقع إلكترونية على صلة بحزب البعث العراقي، تسجيلا صوتيا نسبته لنائب الرئيس العراقي السابق، عزة إبراهيم الدوري، توجه فيه بالتحية إلى تنظيم القاعدة وإلى عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" معلنا فيه أن السيطرة على بغداد باتت وشيكة، واعتبر سقوط محافظتي نينوى وصلاح الدين من أكبر "الفتوحات العربية" منذ عصر النبي محمد، كما هاجم إيران واتهمها بنشر ما وصفه بـ"السرطان الصفوي."
بين الحياة والموت
أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، اليوم الجمعة 17 أبريل 2015، أن عزة الدوري قد قتل في عملية أمنية في منطقة حمرين شرق محافظة صلاح الدين. وذلك خلال مواجهات القوات الأمنية والحشد الشعبي مع مسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس، فيما نفى حزب البعث العراقي، مقتله.