التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:22 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| لماذا وصف مدير مباحث الأموال العامة "المستريح" بـ "أغبى" نصاب ؟

تفاصيل جديدة كشفها لأول مرة مساعد وزير الداخلية مدير مباحث الأموال العامة اللواء أمجد شافعي، خلال حواره لـ"دوت مصر" قال إن المستريح شخصية غريبة وعجيبة لم يقابلها من قبل طوال عمله بمباحث الاموال العامة او غيرها بالقطاعات التى عمل بها منذ تخرجه في كلية الشرطة، فهو انسان بسيط الى اكبر حد مع اهل بيته فكان يمتلك شقة متواضعة بحى بولاق الدكرور بالجيزة، وليس المهندسين كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، ويعيش حياة الفقراء "الضنك" على حد قوله وكان لا يمتلك في بيته سوى قوت يومه وزوجته ليست من صاحبات الجواهر او المصوغات مثل النساء ولاتمتلك سوى مصوغات بسيطة منذ زواجهما.



وأضاف قائلا أن سبب افلاسه وعدم سداده أموال الضحايا مواقف غريبة منها انه كان يمتلك عدة سيارات وكل شهر يقوم بتيغيير موديل سيارته ويبيع القديمة ليحدث بسيارة اعلى منها فى القيمة والسعر وكان يخسر دائما في كل سيارة من 100 إلى 200 ألف جنيه، وكان عند عودته لمسكنه يقوم بركن السيارة فى جراج بعيد عن مسكنه ويعود على قديميه إلى اسرته وذلك حتى لا تعلم زوجته بثراؤه.


 


كروت شحن



وأوضح مدير المباحث أن المستريح ولد بمحافظة قنا وكان يعمل فى بيع كروت شحن الموبايل وبدأ ذلك منذ 4 سنوات، وجمع أموال عديدة من أقاربه واصدقائه بالقرية، وشغلها فى مجال كروت الشحن وكان يعطى اصحاب المال نسبة فائدة قيمتها 5% في بداية الأمر وربح منها مكاسب ليست كبيرة لكنها كبرت من حجم تجارته فى هذا المجال، مشيرا الى انه اتجه لتجميع مبالغ اكثر لتحقيق مكاسب اكبر.


وأشار إلى أنه فور تجيع ما يقرب من 25 مليون جنيه من اقاربه فى قنا اوهمهم بأنه سوف ينشأ مصنع اسمدة بالقرية وسوف يستثمر فيه أموالهم وبدأ يعرض على أقاربه نسبة قيمتها تتراوح مابين 10 و15 % شهريا على الاموال التى يتحصلها من اقاربه من خلال سمسار له فى كل عائلة كان يسهل له اقناع الضحايا مقابل اعطاؤه نسبة 10 % على كل ضحية وكان يستلم نسبته فور تسليم اموال الضحايا وهذا ما ساهم فى ارتفاع اعداد الضحايا بسبب الثقة التى تعطيها كل عائلة لهذا السمسار الذي يعد من أحد أذرعة المستريح.



ممتلكات


واوضح ان المستريح كان يمتلك مقرين لشركتين وهميتين الاولى بشارع محي الدين ابو العز بالدقى بالجيزة والتى كان يجتمع فيها لاتمام الصفقات والنصب على الضحايا وكان يجهز فيها لمشروعه الوهمى "مصنع الاسمدة" والثانية بالعقار رقم 127 شارع مصر والسودان بحدائق القبة بالقاهرة والخاصة بالتوظيف، وانه عند افتتاحه لمقر الشركة الاولى دعى بعض الشخصيات العامة واقام حفلة روج لها اعلاميا فكانت سببا فى اقناع الضحايا فى جدية المشروع واستعان فى افتتاح الشركة وطرح مشروع الاسمدة بنصاب زميله من جنسية اجنبية والذى حضر منتحلا صفة خبير أسمدة.


ارصدة البنوك "صفر"



واكمل اللواء أمجد شافعى قائلا انه فور القاء القبض على المستريح لم نجد سوى وديعة قيمتها مليون جنيه كانت باسم احمد مصطفى كانت مودعة باحد البنوك وقام بصرفها لاحد الضحايا لتسديد ما عليه له ولم تجد المباحث أرصدة بإسمه فى البنوك أو أصول شركات او عقارات او حتى سيارات، وأن المكتبين ايجار جديد. 


واشار الى  ان المستريح بدأ نشاطه الفعلي فى جمع أموال المواطنين بزعم توظيفها بداية من عام  2011، وكان يمنح مودعى الأموال لديه النسبة المتفق عليها من الأرباح 15%، إلا أنه توقف عن سداد تلك الأرباح اعتبارا من أول يناير الماضي، الأمر الذى دفع المواطنين للتقدم ببلاغات ضده تتهمه بالنصب، ومن بين المبلغين شخصيات كثيرة ذات مهن مرموقة وثبت التحريات انه نصب على شخصيات عامة رفضت تقديم بلاغات للحفاظ على هيبتها وواجهتها الاجتماعية ومناصبها الادارية بالدولة.


واوضح ان تحقيقات النيابة العامة، كشفت قيام المتهم بتلقى 53 مليونا و843 ألفا و500 جنيه من 311 مواطنا حتى الان بزعم توظيفها واستثمارها فى مجال تجارة بطاقات شحن التليفونات المحمولة، والاستثمار العقارى، وأوهم ضحاياه بمنحهم أرباحا شهرية تصل نسبتها إلى 11% من رأس المال، بعد توظيفها من المشاريع الاستثمارية التى يمتلكها.




مصنع الوهم للاسمدة



وعن طريقة نصب المستريح على المواطنين قال مدير المباحث انه كان يتبع طريقة سهلة لإصطياد ضحاياه، تمثلت فى إقناع من يريد وضع أمواله لديه بأنه متدين ورجل أعمال وأنه يريد الإستثمار فى مشروعات تخدم البلد مثل مشروع الاسمدة ، وذاع صيته بعد عدة شهور بعدما وجد المواطنين أن الأرباح تفوق مايمكن الحصول عليه من البنوك، وكان يأخذ من أصل الأموال ويعطي زبائنه بمعني إن قام أحد المواطنين بإعطائه مبلغ مائة ألف جنيه، كان يعطيه شهريا 12 ألف جنيه من أمواله ويقنعه أن ذلك من أرباح أمواله، فيقوم المودع لديه بزيادة المبلغ، وظل على تلك الحالة وقتا كبيرا، قبل أن يمتنع عن سداد أرباح المواطنين،وكان يبحث فى هذا الوقت عن طريقة للهروب بأمواله كغيره ممن سبقوه .


"المينى كوبر" سبب سقوط المستريح فى شباك الشرطة


وعن عملية تتبع المستريح والقبض عليه قال اللواء أمجد شافعى ان مباحث الأموال العامة رصدت المتهم خلال 4 ايام متتالية بعد ترقبها ذراعه اليمنى الحاصل على ليسانس حقوق والذى كان يعمل لديه بالشركة بفرع الدقى حيث تمت مراقبته وكان حريصا للغاية وحاول اكثر من مرة الهرب من المراقبة الا ان رجال الاموال العامة له بالمرصاد الى ان تم ضبطه برفقة المستريح بنادى الصيد حيث دعاه الاخير لتحرير توكيل بيع سيارته "مينى كوبر". 



الهروب



واوضح انه المتهم كان لا ينام في فندق بعد هربه او يستأجر شقة وكان ينام في الشارع ويتنقل من مقهى لاخر حتى لا يتم ضبطه وانه كان دائم التخفي ومحاولة التنقل ليلا من مكان لمكان، وكان يقوم بذلك بمساعدة أحد المحامين ممن كان يحاول التخفي عليه هو الأخر وكانوا يجتمعون فى أماكن مختلفة، حتى لا يتم رصدهم، ولكن رئيس مباحث الأموال العامة قام بالتواصل معه شخصيا وأقنعه أنه يريد الإستثمار معه وأنه سيقوم بحمايته، قبل أن يتم عمل كمين وظبطه .



ونفى مدير المباحث ضبط المستريح داخل نادى الصيد يسير بالتراك بالترنينج الرياضى قائلا انه كان يرتدى الملابس الرياضية وكاب رياضي فقط للتخفي من اعين رجال المباحث وانه كان بنادى الصيد ينتظر صديقه المحامى لعمل توكيل بيع سيارة، مشيرا الى ان المستريح شخصية غريبة لم يقابلها من قبل ووصفه بالنصاب الغبى رغم عدد الضحايا الذين سقطوا في شباكه.


 
الأسرة 



وقال مدير المباحث ان المستريح كان متزوج من ربة منزل ويقيم معها في شقة متواضعة بمنطقة بولاق الدكرور ولديه ثلاثة ابناء أكبرهم ولد يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان يعيش حياة الفقراء لم يفكر فى التنزهه او السهر فى محلات وسط البد او بارات شارع الهرم مثلما يفعل النصابون المعتادون الذين يجمعون الاموال ويظهر عليهم علامات الثراء الفاحش فجأة من خلال ملابسهم وسياراتهم وسهراتهم إلا ان "المستريح" لم يفعل ذلك فكان كادحا لا يظهر عليه اية علامات الثراء رغم تلك المبالغ التى استولى عليها والتى تجاوزت ربع مليار جنيه، لكنه كان يرتدى ملابس فاخرة ويستخدم سيارته "مينى كوبر" لاتمام صفقات النصب فقط.