التوقيت الإثنين، 30 ديسمبر 2024
التوقيت 11:02 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| أين ذهب كتاب ميثاق العمل الإسلامي؟

في ظل دعوة جبهة "إصلاح الجماعة الإسلامية"، دعت الجبهة إلى عقد جمعية عمومية لعزل مجلس الشورى الحالي.


وفي حين أسس جبهة "إصلاح الجماعة الإسلامية" عدد من المنسحبين مؤخرا من "جماعة الإخوان"، بسبب إصرار قادتها على التمسك بـ"تحالف دعم الشرعية" التابع للإخوان.


يتبادر إلى الذاكرة الانشقاقات والمراجعات السابقة للجماعة الإسلامية، ولعل أشهر التغيرات في مسارها، فترة المراجعات الفكرية التي عقدتها الجماعة عندما توصل قادتها إلى أن الخط الفكري الذي سلكوه كانت نهايته خاطئة.


وكان أول من طرح فكرة المراجعات مؤسس الجماعة الإسلامية، كرم زهدي، وظلت المناقشات طوال 15 عاما، وتواصلت الحوارات والأبحاث حتى أطلقت مبادرة وقف العنف في يوليو عام 1997، ثم سلسلة المراجعات الفكرية التي حدثت وتم تتويجها بنشرها في أربعة كتب وتداولها على نطاق أوسع في مصر والعالم العربي.


ميثاق العمل الإسلامي


أثناء وجود قادة الجماعة الإسلامية في السجون، حاول قادة الجماعة بلورت معظم أفكارها في صورة كتب ورسائل داخل سجن ليمان طره، ولعل أهمها كان دستور الجماعة أو ما يعرف بـ"ميثاق العمل الإسلامي"، الذى وضعه عدد من قيادات الجماعة على رأسهم، عاصم عبدالماجد وعصام درباله وناجح إبراهيم.


أفكار الميثاق


احتوى الميثاق على الكثير من الأفكار لكن من أمهما:  إقامة خلافة على نهج النبوة، والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله خلال جماعة منضبطة حركتها بالشرع الحنيف تأبى المداهنة أو الركون وتستوعب ما سبقها من تجارب.


وتحدث الميثاق على الفريضة الغائبة، وحكم قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام، إذ يعتقدون، بأن الجهاد هو القتال أي المواجهة والدم، أما اقتصار الجهاد على الوسائل السلمية مثل الكتابة والخطابة والإعداد بتربية الأمة العلمية والفكرية أو بمزاحمة السياسيين في أحزابهم وأساليبهم السياسية، بل إن الاهتمام بالهجرة يعد من الجبن والتخاذل ولن ينتصر المسلمون إلا بقوة السلاح وعلى المسلمين أن ينخرطوا في الجهاد مهما قل عددهم.


وأكد الميثاق، على أن الطوائف المنتسبة للإسلام الممتنعة عن التزام بعض شرائعه تقاتل حتى تلتزم ما تركته من الشرائع وكذلك قتال من عاونهم من رجال الشرطة ونحوهم وإن خرجوا مجبرين يقتلوا ويبعثوا على نياتهم.


وشدد الميثاق، على أن القتال ليس فقط لمن داهم الديار، واستولى على جزء من أرض الإسلام، ولكنه أيضا لمن يقف بالسيف والسلطان في وجه الدعوة، رافضا التخلية بين الناس، "ندعوهم لدين الله ونحكمهم بشرع الله؛ لأن الاستعمار هو العدو البعيد والحكام الكفرة هم العدو القريب، وهم أولى من قتال العدو البعيد".


مصر في الميثاق


ويرى قادة الجماعة الإسلامية في ميثاقهم أن الديار المصرية، وما شابهها بأنها ليست بدار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام لكون أهلها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحق، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحق، وعلى ذلك لا يكفرون الأمة، إنما يكفرون الحكام الذين يبدلون ويعطلون شرائع الإسلام، وعليه لا يحرِّمون تولي الوظائف الحكومية مثل جماعة التكفير.



أين ذهب الثلاثة؟


بعد عشرات السنوات من إصدار دربالة وعبدالماجد وإبراهيم، أين كانوا وكيف أصبحوا؟ ومن فيهم التزم بهذه المبادئ؟


عاصم عبدالماجد


كان عاصم عبدالماجد المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وصدر ضده في مارس 1982 حكما بالسجن 15 عاما أشغال شاقة.


واتهم في قضية تنظيم الجهاد وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط في 8 /10 /1981، إذ كان على رأس القوة المقتحمة لمديرية الأمن التي احتلت المديرية لأربع ساعات، وأسفرت المواجهات في هذه الحادثة الشهيرة عن مصرع 118 شخص، وأصيب أثناء عملية الاقتحام بثلاثة أعيرة نارية في ركبته اليسرى والساق اليمنى فعجز عن الحركة، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى، إذ قبض عليه ونقله إلى القاهرة، وصدر ضده حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة في 30 /9 /1984.


وشارك مع مجموعة منها عمر عبدالرحمن، عبود الزمر، طارق الزمر، خالد الإسلامبولي وغيرهم في تأسيس الجماعة الإسلامية في مصر، والتي انتشرت بشكل خاص في محافظات الصعيد وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج.


وشارك عاصم مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، ومنها أعمال العنف من قبل عام 1981، حتى نهاية العنف والصراع بمبادرة وقف العنف الصادرة في عام 1997.


وبعد "30 يونية"، قام عبدالماجد بالتحريض ضد الجيش والنظام المصري في ميدان رابعة العدوية.



وبعد فض رابعة قرر التوجه إلى قطر، ليقوم بالتحريض ضد الجيش والنظام المصري من هناك، واستمر في تحريضه، من خلال شاشة قناة "الجزيرة" والقنوات الموالية للإخوان.



ناجح إبراهيم


ناجح إبراهيم الذي تتلمذ على يد مجموعة من دعاة الإخوان المسلمين في بلدته ديروط، وكون مع مجموعة من رفاقه الجماعة الإسلامية، سجن لمدة 24 عاما بعد مقتل الرئيس السادات، بعد أن شارك في مذبحة أسيوط عام 1981، فتوجهت مكونة من تسعة أفراد بقيادة ناجح إبراهيم، مترجلين إلى مباحث التموين وأطلقوا النيران على من في المبنى ثم توجهوا إلى قسم أول أسيوط واستولوا على ما به من ذخائر، وهناك أصيب ناجح وبعض زملائه، وعندما رأى ناجح أنهم لايستطيعون المقاومة هرب بواسطة دراجة بخارية.


ثم قاد مع كرم زهدي مبادرة منع العنف والمراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية، والتي تخلت بها عن العنف وحلت بها الجناح العسكري ورجعت إلى الوسطية الإسلامية.


وقام ناجح إبراهيم، بتعديل أفكاره، حتى أن يكتب الآن في العديد من الصحف، والمواقع الإخبارية، ويتم اعتباره كمفكر إسلامي ترك العنف وتخلي عنه.



عصام دربالة


فقد عصام دربالة كف يده بسبب انفجار عبوة ناسفة أراد أن يلقيها على ضباط وجنود مديرية أمن أسيوط عام 1981، عندما أرادت الجماعة الإسلامية إضعاف الأجهزة الأمنية بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وتم سجنه حتى عام 2006م.


وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى وجود صلة بينه وبين الإخوان، ويتعزم دربالة فريق الصقور داخل "الجماعة"، وهذا الفريق له السيطرة الكاملة، بعد أن تقدم أغلب القيادات التاريخية باستقالاتهم فور اختيار "دربالة" لرئاسة "الشورى.


وترى "جماعة الإخوان" الحفاظ على استمرار دربالة، لوجود مصالح مشتركة بينهما، لكن الجماعة الإسلامية تمر بموجة انشقاقات كبيرة، لكنه يحافظ على استمرار الوضع القائم بدعم من الإخوان.


ويتولى رئاسة مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وصدر عنه الكثير من التصريحات المتضاربة بخصوص الأوضاع داخل مصر وخارجها، لكن هناك محاولات للإطاحة به، فمنسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية ربيع شلبي، أكد لـ"دوت مصر" أن الجبهة ستدعو إلى عقد جمعية عمومية لتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة برئاسة الشيخ فؤاد الدواليبي، القيادي البارز سابقا والشيخ كرم زهدي، مؤسس الجماعة الإسلامية والقيام بزيارة المتمردين على الجماعة في المحافظات لرفض سياسات المجلس الحالي.