قال رئيس بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات السودانية السفير علاء الزهيري، أن الجامعة تولي أهمية قصوى لموضوع الانتخابات كاستحقاق دستوري أساسي في مسيرة الديمقراطية بالدول العربية، مشيرا إلى أن القادة العرب أكدوا منذ صدور "وثيقة العهد" في عام 2005 على أهمية تدعيم المسار الديمقراطي بمختلف الدول العربية.

وأشار السفير الزهيري في حوار خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، بمناسبة قيام بعثة من الجامعة بمراقبة الانتخابات السودانية التي انطلقت صباح اليوم الاثنين إلى أن التطورات لتي حدثت خلال السنوات الـ5 الماضية أثرت على موضوع الديمقراطية بشكل عام والاستحقاقات الانتخابية بشكل خاص، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تنبهت لأهمية أن تنشأ شكل مؤسسي لمتابعة الانتخابات في الدول الأعضاء وتقديم المساعدات الانتخابية للدول التي تحتاجها ، على أن تكون الأولوية للدول الأعضاء في هذا التجمع الإقليمي.

وأضاف أن الأمانة العامة راقبت الكثير من الاستحقاقات، منذ اهتمامها بهذا الموضوع، حيث قامت بمراقبة نحو 60 عملية انتخابية، بمشاركة 950 مراقبا من الجامعة العربية، مشيرا إلى تلك الاستحقاقات كانت أغلبها بالدول العربية، لافتا إلى مشاركة الجامعة في مراقبة الانتخابات في عدد من الدول الأجنبية بناء على طلبات من تلك الدول منها "جورجيا ، وليتوانيا ، والأكوادور" وبعض الدول الأفريقية ، ومؤخرا الهند.

وقال السفير علاء الزهيري، إن الجامعة أسست "أمانة شئون الانتخابات" وهي أمانة تعنى بموضوع الانتخابات بشكل مهني واحترافي لتخريج مجموعة من الخبراء في هذا المجال بالتعاون مع المنظمات العالمية والإقليمية الأخرى العاملة في هذا المجال.

وأشار إلى صدور قرار من قمة الكويت، لدعم هذه الأنشطة الخاصة بمتابعة العمليات الديمقراطية بالدول العربية ودعمها وتكوين وبناء قدرات للخبراء، وتوفير الموارد المالية لقيام بهذه الأنشطة.

وأوضح الزهيري، أن المفوضية القومية للانتخابات بالسودان، طلبت من الجامعة العربية مراقبة الانتخابات، حيث أصدر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ، قرارا بتشكيل بعثة لمراقبة الانتخابات بالسودان، سبقتها بعثة للتعرف على الوضع منذ 3 أسابيع أجرت تلك البعثة مقابلات مع كافة القوى والأحزاب المشاركة والمعارضة وحكومة الخرطوم  للوصول إلى رؤية حول حجم المشاركة في الانتخابات وتقدير الأمن ، لافتا إلى أن البعثة تتكون من 40 مراقبا، وتم تشكيل غرفة عمليات بمكتب الجامعة العربية الدائم بالخرطوم ، كما تم تشكيل 17 فريق عمل لتغطية أغلب الولايات السودانية، مع الوضع في الاعتبار معايير اختيار التنوع الجغرافي والكثافة السكانية، والعلاقة بين الريف والحضر والمناطق الهادئة والساخنة وغيرها من المعايير، التي تعكس الوضع الحقيقي لمجريات الأمور للعملية الانتخابية.

وقال الزهيري، أنه تم نشر فرق بعثة الجامعة العربية للولايات السودانية المختلفة لمتابعة سير عملية الاقتراع، مشيرا إلى أن عمل البعثة سيستمر على مدى أربعة أيام تشمل الاقتراع والفرز، وأكد في هذا الصدد أنه سيتم إعداد تقرير تفصيلي يشمل كافة الجوانب الخاصة بالانتخابات السودانية بإيجابياتها وسلبياتها، وإصدار توصيات لمفوضية الانتخابات بالسودان ولحكومة الخرطوم، للأخذ بها في الاستحقاقات القادمة.

وأشار السفير علاء الزهيري، إلى أن الجامعة أسهمت مؤخرا في الاستحقاق الانتخابي بتونس من خلال متابعة كافة مراحلها، مؤكدا أن مفوضية الانتخابات المستقلة بتونس، أشادت بتوصيات بعثة الجامعة العربية والتي تم الأخذ بها في تعديل بعض الإجراءات في الانتخابات الرئاسية بتونس خاصة في مرحلة الإعادة.