قال عالم المصريات والباحث الأثري، الدكتور عماد المهدي، اليوم الأحد، إنه لا توجد ديانة مقدسة تحرم الطبيعة التي أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان بالخروج وتأملها، لافتا إلى أن الإنسان في مصر القديمة، كان متأثرا بالظواهر الكونية المحيطة به، موضحا أن مناسبة شم النسيم موروث ثقافي مصري منذ آلاف السنين، يعكس العبقرية في الحفاظ على الهوية.

وأضاف المهدي، خلال حواره مع الإعلامية لبنى عسل، عبر برنامج "الحياة اليوم"، على شاشة "الحياة"، أن المصري كان يقسم فصول السنة إلى ثلاثة، مشيرا إلى أن شم النسيم كان عيدا للزراعة، وعيد شعب قومي لأنه موسم الحصاد، وفيه بدأ العمل وتصنيع المنتجات.

وأوضح المهدي أن التسمية بالهيروغليفية لشم النسيم، ترمز بحرف "ش" المستطيل الممثل للبركة في منتصف الحديقة، بـ"م" البومة، أما كلمة "سم" فتعني النباتات، وتنطق في القبطية "شم سيم"، والعامية المصرية "شم النسيم".

ولفت المهدي إلى أن  الخس والبصل من الخضروات الشهيرة للمصري القديم، فكانت من أسرع النباتات نموا، بالتزامن مع الفيضان، مشيرا إلى أن كثرة الأسماك، بعد الفيضان، جعلت المصري القديم يتجه لتمليح الأسماك الزائدة عن احتياجاته، وأوضح أن البيض يرمز عند المصري القديم إلى الآلهة بتاح، وتم تلوينه في عصر الفرس، ولكن الألوان مبتكرة من قبل المصريين القدماء.

وأوضح المهدي أن المصري القديم احتفل بعيد الفيضان، عبر تزيين الحدائق والبساتين، لافتا إلى أن أول منسق زهور في العالم، لقب بكبير البساتين في عصر الملك منحتب الثالث من الأسرة الـ 18 ، مشيرا إلى أن أشهر الزهور المزروعة في العيد، كانت اللوتس و البردي والخشخاش.