شهدت محلات الفسيخ والرنجة بمحافظة الأقصر إقبالا شديدا من قبل مواطني المحافظة على تلك المحلات استعدادا للاحتفال بيوم شم النسيم اليوم الإثنين، مصرين على شراء الأسماك المملحة؛ لأنها عادة قديمة اعتادوا عليها – بحسب قولهم -.

ويعد الاحتفال بشم النسيم بأكل الملوحة عادة فرعونية توارثها المصريون وما زالوا يحافظون عليها ويزيد الإقبال عليها في شم النسيم وعيد الفطر، حيث شهدت أسواق ومحلات الأقصر إقبال المواطنين على أكل الفسيخ والرنجة والسردين والبيض الملون والخس والملانة وامتدت الطوابير أمام محلات الفسيخ لعدة أمتار، حيث يعتبر الأقصريون تناول الفسيخ أمرا لا يمكن تفويته في هذه المناسبة.

يقول طلعت أبو المجد، أحد أشهر بائعي الفسيخ في الأقصر، إن سوق الفسيخ والملوحة هذا العام شهد ارتفاعًا ملحوظًا لم نشاهده من قبل بالأعوام السابقة وذلك بسبب توفر الأسماك الأمر الذي جعل أسعارها متوسطة إذ يتراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين 30 و35 جنيهًا على حسب النوع، بينما كان سعر الفسيخ "المتشفي" يصل إلى 50 جنيها للكيلو العام الماضي لافتا إلى أن هناك ارتفاعا في الأسعار في السردين وصل إلى 15 و17 جنيها للكيلو والرنجة وصلت إلى 25 و30 جنيها للكيلو .

والتقط شقيقه حجاج طرف الحديث قائلا "الناس بدأت في التزاحم على محلات بيع الفسيخ منذ يوم الجمعة الماضي، ويستمر حتى الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن الأسعار تتفاوت في الفسيخ ولكن بعد انتهاء الموسم تنخفض الأسعار وتعود لطبيعتها، لافتا إلى أن أسعار هذا العام في متناول الجميع مقارنة بالعام الماضي، كما أن حملات التفتيش المستمرة جعلت المواطن يطمئن إلى سلامة الفسيخ لذا أقبلوا على شرائه.

"دوت مصر" رصد آراء المواطنين في تناول الفسيخ في هذا ويقول زكريا محمود، موظف، إن العائلة تجتمع صباح يوم شم النسيم لتتناول وجبة الفسيخ أو الملوحة ومعها البصل ثم نخرج للمتنزهات العامة بالبيض الملون، لافتا إلى أن شراء الفسيخ هي عادة قديمة "منقدرش نبطلها ولكن الجيل الجديد من أبنائه لا يميلون إلى تناول الفسيخ ويفضلون الرنجة، وذلك لطعمها أولا ويعتبرونها مصنوعة بطريقة جيدة.

وتضيف منى أبو الوفا ربة منزل، أن محلات بيع الفسخ في شم النسيم تشهد زحامًا شديدًا، وذلك لحرص مواطني الأقصر على شراء الملوحة والفسيخ والرنجة مضيفة أنها عادة فرعونية قديمة وهي مش حرام زي الناس ما بتقول، لكن منذ أن كنا صغارا اعتدنا على ذلك، إضافة إلى تلوين البيض أيضًا والذي يفرح به الأطفال.

وتقول سهير علي، إنه لابد من التأكد من سلامة الفسيخ والرنجة بأن يكون لونها أحمر ورائحتها مقبولة كما أنها تتعامل مع محل تثق فيه ولا تشترى من على الرصيف لضمان سلامة الفسيخ خوفا من أن يكون فاسدا.

وقالت حمدية عبد الله "إن الطبيب أكد عليها عدم تناول الأملاح إلا أنها قررت الخروج وشراء الفسيخ حتى لا تنقطع عادتها وعادة أسرتها، مشيرة إلى أن الفسيخ بيعالج البرد والإمساك وعسر الهضم".

وبالقرب من محلات الفسيخ والسردين والرنجة، تجد بائعي البصل والليمون والبيض، حيث يصفها المواطنون بأنها "مضاد حيوى" فلابد من تناول البصل والليمون والخس بجانب الفسيخ على مائدة شم النسيم حتى تقلل من آثار الأسماك المملحة وعليها إقبال كبير مثلها مثل الفسيخ والرنجة.

وفي ذات السياق، حذرت الدكتورة رقية ناصر مدير إدارة المكافحة بمديرية الصحة بالأقصر، من تناول الفسيخ خلال الاحتفال بعيد شم النسيم نظرا لما تسببه السموم المتواجدة به من أضرار خطيرة قد تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب شللا في عضلات الجهاز التنفسي مما يؤدى للوفاة.

وأشارت رقية إلى أن بعض بائعي الفسيخ يبيعون منتجا مجهول المصدر بعيدا عن أعين الرقابة، خاصةً في الأسواق الشعبية، مشيرة إلى أن أعراض التسمم تتمثل في حدوث زغللة بالعين وصعوبة في التنفس وطالبت بالإبلاغ عن أي حالات طارئة فورا إلى المستشفى.