التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:26 م , بتوقيت القاهرة

صور| "الديكوفيل والأقراص المخدرة".. أبرز مشكلات زراعة القصب بقنا

في الوقت الذي يعتبر فيه "القصب" المحصول الرئيسي في محافظة قنا، حيث تحتل المركز الأول في إنتاجه على مستوى الجمهورية، بنسبة 51.5%، يعاني مزارعو القصب من إهمال الدولة لهم وعدم النظر إلى متطلباتهم أو توفير مستحقاتهم المالية، وتأخير العائد المادي الخاص بهم وصرفه على دفعات.


 



ويواجه المزارعون عدة مشكلات أهمها تهالك خطوط الديكوفيل، الذي يؤدى إلى تكرار انقلاب القاطرات المحملة بالقصب، وإعادة شحنها مرة أخرى على نفقة المزارع، إضافة إلى تكرار اشتعال النيران في محصول القصب وصعوبة السيطرة عليه، وارتفاع أسعار العمالة المؤقتة وندرتها، وكساد محصول العسل الأسود وانخفاض سعره داخل عصارات القصب.



"دوت مصر" رصد مشكلات مزارعي القصب بمحافظة قنا قبيل بدأ موسم زراعة المحصول، وكان أبرزها قلة العائد المادي مقابل زراعة القصب المكلفة،  فضلا عن ارتفاع الأجور للمعدات التي تقوم بخدمة الأرض، وارتفاع أسعار السماد وبيعها في السوق السوداء، والأجور اليومية للعمال.



وشدد باسم محمد، عضو نقابة مزارعي القصب بقنا، على ضرورة تعديل العقد المبرم بين المزارعين والشركة، واصفا إياه بـ"الزواج الكاثوليكي" وطالب بوجود نسخة من العقد لدى كل مزارع، موضحا أن أهم التعديلات المطلوبة ألا يتم خصم قيمة الشوائب التي يتم فصلها عن المحصول، وأن يتم عمل فواصل في الكسر لكل 10 أو 15 فدانا.


 



ويقول أحمد عمران، مزارع، إن هناك مشكلة كبيرة تواجه المزارعين في عملية النقل والشحن، حيث يتحمل المزارع مصاريف باهظة، علاوة على ذلك فإن خطوط الديكوفيل، التابعة لشركة السكر، والتي تمر عليها العربات المحملة بالقصب غير صالحة، وفى معظم الأوقات تنقلب للقاطرات المارة فوقها.


ويوضح أن تهالك الخطوط قد يؤدي لضياع المحصول حال انقلاب القاطرة في إحدى الترع المتاخمة للخطوط، أو سرقته حال انقلاب القاطرة على الطريق العمومي، فضلا عن تعطيل حركة المرور، وجفاف المحصول وضعف إنتاجه من السكر بسبب تأخر وصوله إلى الشركة.


ويشير عمران إلى تكرار الحرائق الناتجة عن انقلاب القاطرات على الأعمدة الكهربائية المجاورة لخطوط الديكوفيل، مما يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي واشتعال النيران في محصول القصب أو المنازل المجاورة.


ويستنكر تحمل المزارع وحده مصاريف إعادة الشحن دون تعويضات من الشركة رغم أنها المسؤولة عن تهالك الخطوط المتسبب في انقلاب القاطرات.        



ندرة العمالة اليومية، وارتفاع أجرها.. مشكلة أخرى تواجه مزارعي القصب هذا الموسم، يرجعها البعض لاختفاء الأقراص المخدرة التي يعتمد عليها العمال في إكسابهم النشاط اللازم لأداء أعمالهم الشاقة.


ويوضح محمود صادق، مزارع، أن الحصول على عامل أصبح أمرا شاقا، مما يؤدي إلى تأخر جمع المحصول ويُضعف من إنتاجه، فضلا عن ارتفاع الأجرة إلى 50 جنيها في اليوم الواحد مما يُحمل المزارع مصاريف ومشقات إضافية.


ويرجع أحد المزارعين ندرة العمالة المؤقتة هذا الموسم إلى اختفاء الأقراص المخدرة، بعد سيطرة الأمن على التجار وضبط عدد كبير من الأقراص. ويضيف أن العمال يعتمدون بشكل كبير على الأقراص المخدرة حتى تساعدهم في أداء عملهم من كسر القصب، ونقله، وشحنه.



وينفي المهندس مجدي زيدان، مدير شركة سكر نجع حمادي، تهالك خطوط الديكوفيل، مؤكدا أن الخطوط جيدة ويتم صيانتها بشكل دوري.


ويضيف أن المزارعين لهم حرية الاختيار في طريقة نقل وتوريد القصب للشركة، وأنهم هم من يفضلون النقل بالمقطورات الخاصة لاستيعابها لعدد أكبر من أطنان القصب يصل إلى 30 طنا في المرة الواحدة، بينما تستوعب عربات الديكوفيل من 8 إلى 9 طن في النقلة.


ويتابع زيدان أن هناك شركات تمنح المزارعين بدل مصروفات نقل القصب في حالة كون المكان بعيدًا، ولا تتوافر به خطوط ديكوفيل، مستطردًا أنه سيتم عرض الأمر على مجلس إدارة الشركة، ومؤكدا مساندة الشركة للمزارعين.


وردا على تسبب المقطورات في كثرة وقوع الحوادث خلال موسم القصب، يقول زيدان، إن الشركة تأخذ التدابير اللازمة لذلك، حيث يتم ندب موظف بالشركة بالمناطق التي لا تحوي مزلقانات شرعية مثل منطقة كوبري الرمل، ومنطقة الأربعين.


ويلفت مدير شركة سكر نجع حمادي إلى أن الشركة استقبلت حتى الآن 850 ألف طن قصب، من أصل مليون و500 ألف طن من المقرر توريدها إلى الشركة مع نهاية الموسم.