التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:30 م , بتوقيت القاهرة

خبراء يحذرون: الدخول البري المصري في اليمن "محفوف بالمخاطر"

تضاربت التكهنات فى الأيام الأخيرة حول قابلية مشاركة مصر بقوات برية لمواجهة الحوثيين باليمن، هناك من نفى نية مصر الإقبال على هذه الخطوة، وآخرون رجحونها بقوة، بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي التي نقلها التليفزيون المصري، عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، السبت، وقال فيها "إن مضيق باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي، وأن مصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج وستعمل على حمايتهم إذا تطلب الأمر ذلك".


تلك العبارة التى التقطتها صحيفة الشرق الأوسط، المعروف عنها قربها من دائرة القصر الملكي السعودي، والتى صرحت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة": "تصريحات السيسي تؤكد أن التدخل البري لم يعد مستبعدًا، بل ربما مرجحًا".


تشارك مصر ضمن عشرة دول فى عاصفة الحزم الموجهه ضد قوات الحوثيين باليمن، ويذكر أن لمصر تجربة برية سابقة فى اليمن عام 1962 فقدت فيها حسب المصادر 5 آلاف جندي مصري.


 نستعرض من خلال هذا التقرير بعضا من آراء الخبراء العسكريين والسياسيين عن ماذا يحدث إذا شرعت مصر فى مشاركة قوات التحالف العربي بقوات برية مصرية لمواجهة الحوثيين.


 


عواقب سيئة


يقول الخبير الإستراتيجي والضابط السابق بالمخابرات اللواء محمود زاهر: إن التدخل البري سواء كان من التحالف بصفة عامة أو بمشاركة عربية، لا يجب أن يحدث من الأساس، لأن نتائجه ستكون سيئة.


ولو اضطرت القوات المصرية للتدخل تكون القوات البرية المصرية حدودها المنطقة الجنوبية السعودية فقط ولا تدخل اليمن قط، نقف فقط مدافعين فيما بيننا ودول الخليج.


دخول اليمن أمر غير سليم بكافة المقاييس العسكرية والسياسية، وهناك ثلاثة أشياء بنيت عليهم وجهة نظري:


أولا الطبوغرافية والطبيعه الجبلية لليمن لا تسمح بحرب نظامية فى مقابل حرب عصابات وبالتالي يجب ان نعود الى ما اكتسبناه من خبرات عام 1962 حتى 1967 ونتائجهم السيئة  على الرغم ان الرئيس السيسي قال الزمن والظروف مختلفين.


ثانيا لو تم الاجتياح بريا ستصيب بالضرورة من هو معك وبالتالى سيكون لها مردود سياسي لأن من يناصرك داخل اليمن سيصبح مُضار وبالتالي لن تصبح مناصرته لك كامله.


ثالثا هذا العمل العسكري المسمى ب"عاصفة الحزم" هو نوع من المكيدة والاستراتيجية الصهيونيه التى دُفعت اليها السعودية ووقعت فيها ، وستكون هذه الحرب دافعا لأمريكا لكي تُهيج عليك ايران والقاعده والاخوان وكل من انقلبوا ضدك وبالتالى سنصبح فى موقع الخروج منه سيكون فى غاية الصعوبه.


 


خسارة فادحه لمصر


ويرى الباحث السياسي والجزائري المقيم بالقاهرة د.فريد خان: بالنسبة لتحالف العشر دول الموجودين مع السعودية فتدخلهم البري الآن سابق لأوانه، وبالنسبة لتدخل مصر فى الضربة البرية فهو مستبعد حتى الآن، لكن التهويل والشو الإعلامي يعطي نوعا من فكرة أن هناك ضربات برية، والجميع يدرك أن الضربات البرية ستأتي من الحدود السعودية، وذلك سيهدد أمن المملكة فى حد ذاتها.


وإذا حدث ذلك سيكون هناك ضحايا مدنيون من اليمنيين، لأن الحوثيين يتمركزون فى الأماكن السكانية، وستكون هناك خسائر لكلا الطرفين، والكل يدرك ويعلم أن إسرائيل لم تستطع تحقيق مآربها فى حرب لبنان عام 2006 بسبب وجود حزب الله، والتنظيمات الموجودة فى غزة أيضا لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها أمامهم، إذن نحن أمام سيناريو وإستراتيجية جديدة فى الحروب البرية لا تعتمد على القوة العسكرية أو الكم الهائل من المقاتلين، وسيطيل أمد الحرب البرية وستكون خسائرها فادحه لكل الأطراف، عسكريين ومدنيين.


وهذا الأمر سيؤثر على مصر سلبيا، لأن مصر مؤخرا فتحت شراكة إستراتيجية مع روسيا والصين، وكلاهما يرفض التدخل البري، إذن ستتأثر هذه العلاقات الثنائية، الأمر الآخر أن شمال إفريقيا (تونس والجزائر) يرفضون التدخل البري ومعارضين ايضا للقصف الجوي.


ومصر بعد أن كانت قلب العروبة النابض وجامعة الأمة العربية، ستصبح فى طرف فصيل معين ضد فصيل آخر، وسيتم وضعها ضمن إطار التحالف الخليجي، وهذا قد يقلل من الدور المصري، لأن حرب دولة عربية ضد الأخرى سيجعلنا نكرر الغزو العراقي للكويت.


ورطة


أما الخبير العسكري الذى أنشأ الفرقه 777 والحاصل على وسام النجمة العسكرية ونوط الجمهورية اللواء أحمد رجائى يقول:  "لا أعتقد أنه سيكون هناك تدخل مباشر لكنه سيكون فى صورة مساندة، لأن هناك بالفعل قوات جوية وقوات بحرية، ومن الأولى لمن يريد مواجهة الحوثيين على الأرض هم أهل البلد وجيش النظام"، مضيفا "إنت لو قتلت واحد حوثي هتقلب البلد كلها عليك، وقيادتنا واعيه بما فيه الكفايه لتعرف أنه ليس من العقل أو المنطق أن نكرر سيناريو حرب 1948 ونحارب بدلا من الفلسطنيين، وأنا أرى أن كل هذه العملية توريطة لمصر مع إيران فى اليمن ولابد أن نعي هذه اللعبة".


 


مخاطر كثيرة


ويقول سفير مصر بإيران سابقا ومساعد وزير الخارجية محمود فرج: "أعتقد أن دخول القوات المصرية بعد تجربة عام 1962 صعبة فى هذه الظروف، ومخاطرة سيكون من الصعب علينا تحملها، لأن اليمن تعتبر مجاهل وجبال، وليس هناك أمان الآن مثلما كان بالماضي من تنسيق مع القبائل التى كانت تدعم المصريين عام 1962، أرى أن يستمر الطيران فى شن هجمومه ونكتفى بذلك، القوات المصرية مؤهلة للدخول بريا لكنك سترسلها إلى مجال عسكري صعب المراس، ومليء بالمخاطر، وماذا سيكون العائد من وراء ذلك، فكيف يعقل أن نرسل بعض الكتائب إلى هناك ليواجهوا الموت المحتوم، فتلك أرض مليئة شيعة وحوثيين وإيرانيين وعناصر كثيرة غير مأمونة، الإيرانيون يريدون أن يوجهوا لك ضربة هناك تربكك ويكون لها صدى سيئ داخل مصر".