بعد حظر تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر منذ عام 2013، أعلنت الادارة الأمريكية بشكل مفاجئ استئناف تلك المساعدات، ما أثار ردود فعل مثيرة للجدل.

كان أهم هذه الردود مقال للكاتب الأمريك ستيفن كوك بالقول  إن "مصر لن تعود لأحضان الولايات المتحدة الأمريكية مجددا ولن تحسن الأجواء مع مصر، فكلا الطرفين له أولوياته المختلفة عن الآخر في العديد من الملفات في المنطقة"، وهذا ما لقي سخرية من عدد من الخبراء العسكريين في مصر.

هنحضنها ليه؟

"هنحضنها ليه" هكذا رد الخبير العسكري اللواء دكتور ممدوح عطية على مقال الكاتب الأمريكي ستيفن كوك حول قرار الإدارة الامريكية باستئناف تقديم السلاح لمصر بعد حظر منذ عام 2013، بالقول إن "مصر لن تعود لأحضان الولايات المتحدة الامريكية مجددا".

 وتابع عطية لـ"دوت مصر" أن أمريكا لها الشرف في الاقتراب من دولة بحجم مصر، فهي عاصمة الدنيا وعاصمة التاريخ، وإن كانت أمريكا قد ظلت على قرارها فهي الخاسرة.

وأضاف أن "ما فعلته الإدارة الأمريكية هو تصويب لأخطاء أوباما، ومصر لم تتوقف حياتها على الأسلحة الأمريكية، خاصة أن روسيا وفرنسا جاهزتان لتقديم الأسلحة لمصر، بحسب قوله.

وأردف قائلا أن "الشعب المصري لديه طاقة بناءة وإيجابية ولم نحتج مليما من أمريكا، فمصر صاحبة حضارة 7 آلاف عام، وأمريكا ليست القطب الأوحد ".

المصلحة العليا

وأشار اللواء ممدوح عطية إلى أن أمريكا اتخذت ذلك القرار حفاظا على المصالح المشتركة وما تبقى من علاقة بين البلدين بعد أخطاء أوباما، موضحا أن أمريكا لم تكن تخشى من العلاقات المصرية الروسية لأنها تعتمد على الاتحاد الأوروبي، الذي يسمع كلامها، بل ويقبل الأعتاب".

ويرى الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد أن مصر لا تريد أن تعود مرة أخرى تحت العباءة الأمريكية، مشيرا الى أن مصر أخذت درس ولم يكن لديها استعداد مرة أخرى العودة للعباءة الأمريكية وهذه سياسة ونوع من الاستقلال في القرار الوطني، بألا تكون مصر تابعة لأحد.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية رأت أن مصر تقترب من روسيا، وهم لا يريدون أن تكون هناك قطيعة بين مصر وأمريكا، فقرروا الإفراج عن المعونة العسكرية، فحاولوا أن يحافظوا على ما بقى من العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكدا أنه لن يعود شيء للوراء.

وقال اللواء نبيل ثروت إنه من الصعب أن نقول إن مصر ستعود لأحضان أمريكا مرة أخرى، لأن مصر أصبحت تفرض نفسها على العالم، واستعادت قوتها ومكانتها، وتحظى باحترام زائد بين الدول.

وأشار إلى أن الجيش المصري حارب في 73 باستخدام أسلحة روسية، وكان من مصلحتها التنويع في أسلحتها سواء فرنسية أو روسية أو أمريكية.

وتابع أن مصر لها مكانتها وعلاقاتها القوية بين الدول، وعليها أن تعلنها صريحة أنها لن تعود لأحضان أمريكا مجددا، ولن تكون تابعة لأية دولة أيا كانت، وهي قادرة الآن على اتخاذ شتى قرارتها.