بعد 10 سنوات من منعه.. عودة أخطر صحفي في المغرب
أقل من 72 ساعة تفصل عن انتهاء واحد من أكثر الأحكام القضائية إثارة للجدل في المنطقة العربية، وأكثرها غرابة في تاريخ الصحافة المغربية، إذ يعود قلم الصحفي المغربي علي المرابط للحياة من جديد، بعد 10 أعوام كاملة من الحكم عليه بتهمة القذف، لسيتحق هذا الرجل وصف "أخطر صحفي في المغرب".
اسم على مسمى
"المرابط"، مدير موقع "دومان أون لاين"، الذي يبدو أنه استقى من اسمه أسلوبا لحياته ليصبح اسما على مسمى ينتظر تكريمه، غدا الجمعة، في احتفال تنظمه جمعية "الحرية الآن"، المعنية بالدفاع عن حرية التعبير والصحافة في المغرب، بمناسبة انتهاء الحكم عليه بالمنع من الكتابة ومماسة الصحافة في بلاده لمدة 10 سنوات منذ 12 أبريل عام 2005، والوقوف على ذكرى "أسوأ حكم ضد الصحافة في المغرب"، بحسب بيان المنظمة.
قصة كفاح
ينحدر علي المرابط، البالغ من العمر 55 سنة، من قبيلة تمسمان في الريف الشمالي الشرقي للمغرب، قبل أن تهاجر عائلته إلى مدينة الحمامة البيضاء، حيث تربى وواصل دراسته هناك.
وبدأ "المرابط" مسيرته العملية موظفا في وزارة الخارجية المغربية، قبل أن يتحول للعمل الصحفي رغم المضايقات الكثيرة والمتاعب التي عاشها، وفقا لما أوردته وسائل إعلام محلية.
منعه من الكتابة
وفي أعقاب التقرير الذي كتب فيه لصحيفة "إل موندو" الأسبانية أن الصحراويين المقيمين في مخيمات "تندوف" جنوب غرب الجزائر، يعدون "لاجئين" وليسوا في عداد "المحتجزين"، بما يخالف الأطروحة الرسمية المغربية، وإثر شكوى تقدم بها ضده مواطن مغربي، اتهمه من خلالها بالافتراء على "المواطنين المغاربة المختطفين من جبهة البوليساريو الانفصالية"، أصدرت المحكمة الابتدائية في الرباط حكمها السابق، والذي رافقته غرامة مادية وصلت إلى 50 ألف درهم (خمسة آلاف دولار أمريكي)، غير أن علي المرابط رفض استئناف الحكم، "لعدم ثقته في نزاهة واستقلال القضاء الذي أصدره"، على حد تعبيره.
حكم سابق
هذا الحكم لم يكن الأول في حق الصحفي المغربي، بل سبقه حكم آخر، صدر عام 2003، وصل بداية إلى السجن 4 سنوات، والغرامة 20 ألف درهم (ألفي دولار أمريكي)، قبل أن يتم تخفيفه إلى 3 سنوات، بتهمة المس بالاحترام الواجب للملك، وإهانة المقدسات، والتشكيك في الوحدة الترابية، إثر مقالات ورسوم كاريكاتورية نشرها في صحيفتيه "دومان" و"دومان ماجازين"، وانتهى هذا إلى الإفراج عنه بعفو ملكي، بعد تدهور حالته في السجن؛ حيث خاض إضرابا طويلا عن الطعام استغرق حوالي 50 يوما.
إصرار على البقاء
آنذاك، رفض "المرابط" فكرة ترحيله إلى فرنسا التي يحمل جنسيتها، واختار البقاء في بلاده، إلا أن السلطات لم تمنحه الترخيص بإصدار صحيفة جديدة بعد منع صحيفتيه السابقين، مما دفعه إلى العمل مع جرائد أجنبية.
علي "المرابط" دائما
وها هو ذا علي المرابط يعيش الآن في مدينة تطوان (شمالي المغرب)، حيث يدير الموقع الإلكتروني "دومان أونلاين" منذ عام 2011، متحديا الحظر المفروض عليه، مؤكدا في حواره مع موقع "اليوم 24" المغربي، "أنا لم أتغير، فعلي المرابط الذي كان في سنوات سابقة هو نفسه علي المرابط الذي سيعود اليوم، وهو الذي سيظل حتى آخر يوم في حياتي، سأظل أعيش في المغرب وحتى لو صدر في حقي منع ثان وثالث فهذا لن يمنعني من الكتابة".