عضو "إحياء ذكرى إبادة الأرمن": أردوغان هو من صنع "داعش"
أكد عضو لجنة إحياء ذكرى إبادة الأرمن، الدكتور أرمن مظلوميان، أن مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث.
وقال مظلوميان، في افتتاح ندوة "مائة عام على مذابح الأتراك للأرمن"، الذي نظمها مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن هناك 24 دولة اعترفت رسميا بمذابح الأرمن بأنها إبادة جماعية، منهم لبنان البلد العربي الوحيد.
وأشار إلى أنه بسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم من بينهم مصر والعراق وسوريا ولبنان والأراضي المقدسة، وتمنى أن تعترف مصر قريبا بالإبادة، خاصة أننا قادمون على برلمان جديد بمصر.
وحول سياسة أردوغان، أوضح مظلوميان أن مواقفه فاسدة، وأنه حول تركيا إلى دولة رئاسية، لأنه محب للسلطة، مشيرا إلى أن العقبة الوحيدة لأردوغان هي مصر والجيش المصري.
وأوضح أن تركيا تعد أكثر الدول محاربة للصحافة والإعلام، وأن ممارسات أردوغان ضد الإعلام تفضح إدعاءه الحرية والديمقراطية، ومشيرا إلى أنه لديه هوس السلطة والحكم، وأن المخابرات التركية لها صلات وثيقة بالإخوان في مصر، ومؤكدا أن أردوغان هو من صنع "داعش".
فيما أكد رئيس جامعة عين شمس، حسين عيسى، أنه يمكن القول إن العلاقات الاقتصادية والسياسية تشكل الدوافع الأساسية لتغيير العلاقات التركية.
وقال عيسى "إن خيبة أمل تركيا من عدم قبولها في عضوية الاتحاد الأوروبي أفقدها أمل انفتاح السوق الأوروبية المشتركة أمام تجارتها وإنتاجها الصناعي والزراعي".
وأضاف أن ذلك جاء بعد إنشاء خزانات وسدود مياه عملاقة والشروع في مشاريع الأناضول الزراعية الضخمة، التي سيفوق إنتاج حاصلاتها الزراعية حاجة السوق التركية المحلية، فالأسواق العربية المُستَهلِكة تُعتَبر البديل الأفضل لتصريف المنتجات".
وأشار إلى أن إثارة قضية الأرمن القديمة ضد الحكومة التركية من قبل بعض أطراف الاتحاد الأوروبي، هو الآخر جاء لوضع عراقيل إضافية أمام قبول تركيا في عضوية الاتحاد، ما خيب آمالها وجعلها تراجع مواقفها القديمة.
فيما أوضح سفير أرمينيا بالقاهرة، أرمن ملكونيان، أنه لن يتطرق إلى مواقف الدول الأخرى فيما يخص بمطالب الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في القيصرية العثمانية، مؤكدا "نحن نرحب بأي مبادرة أو حركة في ذلك الاتجاه"، ومضيفا أن أرمينيا والشعب الأرمينى يسعيان إلى الاعتراف الدولى بالإبادة الجماعية الأرمينية، وكذلك إدانتها والقضاء على عواقبها.
وأكد أن ذلك ليس مسألة إعادة العدالة أو الواجبة الأخلاقية تجاه 1,5 مليون من ضحايا تلك المجزرة فحسب، ولكن هي مسألة الأمن، حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائما معرضا للخطر في حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية، أما محاولات نفي الإبادة الجماعية فهي نوع من استمرار لتلك الإبادة، لافتا إلى أن أكثر من عشرين برلمانا في العالم أقر حتى الآن قرارات تعترف بالإبادة الجماعية الأرمينية وتندد بها.
وأضاف السفير الأرماني بالقاهرة إلى أن هناك بيانات ونداءات من مجالس الولايات والمدن في مختلف البلدان والمنظمات الدولية والمحلية حول تلك القضية، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية بين أرمينيا ومصر كانت دائما ممتازة وودية، لأنها مؤسسة على الروابط التاريخية والتقليدية المتينة بين كلا من الشعبين.
ولفت إلى أن هناك حوارا سياسيا على أعلى مستوى بين البلدين يجرى في جو من التفاهم التام المتبادل والبناء، بالإضافة إلى التعاون النشيط والمثمر في إطار المنظمات الدولية، ونحن مستعدون لتوسيع هذا الحوار والتعاون السياسي في المرحلة المقبلة، وأعتقد أنه سيكون في المستقبل فرص أكثر لتنسيق المواقف حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الأهمية المشتركة.
وتابع أن الجالية الأرمينية في مصر لديها تاريخ يمتد منذ قرون طويلة، حيث اندمج الأرمن في المجتمع المصري، ولهم مساهمتهم الملموسة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع الحفاظ على هويتهم القومية وحضارتهم الخاصة في نفس الوقت، مضيفا أن للأرمن شخصيات شهيرة في مصر، مثل أول رئيس وزراء ووزير الخارجية نوبار باشا، ووزير التربية يعقوب أرتين باشا، والرسام الكاريكاتير آلكسندر صاروخان والمغنية أنوشكا، والممثلات إيمان ونيللى ولبلبة.
وألمح إلى أنه فى ظروف الإمكانيات المحدودة في عهد الاتحاد السوفيتي بذلت الجالية الأرمينية جهودا للحفاظ على علاقات نشيطة مع أرمينيا السوفيتية، أما بعد استقلال أرمينيا في عام 1991 أصبحت لها مزيدا من الفرص في ذلك، وتلعب اليوم الجالية الأرمينية دور الجسر الذي يربط أرمينيا ومصر معا، ولديها مساهمة كبيرة في تطوير التعاون التجاري والثقافي والتعليمي بين بلدينا وشعبينا، وكذلك في تعزيز علاقات الصداقة الحارة والمخلصة بيننا.