5 مؤشرات لقرب تدخل مصر بريا في اليمن
تكهنات وشكوك دارت خلال الفترة الأخيرة حول الموقف المصري من التدخل البري المصري في اليمن، بعد مشاركتها جوا من خلال طائرات مصرية، انطلقت إلى جانب شقيقتها العربية، فيما عرف بعاصفة الحزم، التي شنتها المملكة العربية السعودية على مواقع للحوثيين في اليمن، بعد سيطرتهم على المؤسسات الشرعية في الدولة والانقلاب على الرئيس عبدربه منصور هادي.
لكن هناك 5 مؤشرات ربما تحض مصر على التدخل البري في اليمن، وهي:
باب المندب
رغم رسائل الطمأنة التي يرسلها الحوثيون إلى مصر بشأن باب المندب، وتأكيدهم عدم إضرارهم بالمصالح المصرية، حيث قال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إنهم مستعدون للدخول في نقاشات مباشرة لإزالة المخاوف فيما يخص مضيق باب المندب وتأثيراته على الملاحة الدولية.
وأضاف عبدالسلام "ونؤكد لأشقائنا في مصر أنه لا صحة لتلك المخاوف إطلاقا، وأن الهدف منها توريط الشعب المصري في المشاركة في دماء اليمنيين وسفكها بدون حق".
إلا أن الأيام الأخيرة الماضية شهدت، رغم الغارات الجوية، تقدما كبيرا للحوثيين في عدن العاصمة الجديدة للرئيس هادي والقريبة من باب المندب.
وقبل أسبوع أوردت قناة "سكاي نيوز" بالعربيه، في نبأ عاجل، أن الحوثيين انتشروا في محيط مضيق باب المندب بعد تسلمهم أسلحه اللواء 17 لقاعدة عسكرية ساحلية تطل على المضيق، لافتة إلى أن اللواء المذكور موالٍ للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ومن جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته عقب اجتماعه بقيادات الجيش في الخامس من أبريل الماضي، أن قضية باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي.
الأمن القومي
في تبادل لإطلاق النار بين قوات حرس الحدود السعودية وميليشيات الحوثي يتزايد أعداد القتلى يوميا في صفوف قوات حرس الحدود السعودي منذ بدء "عاصفة الحزم" حتي وصل إلى 3 قتلى.
وفي السياق ذاته، يؤكد الرئيس السيسي دائما أن أمن مصر من أمن الخليج، وهو ما أورده في كلمته عقب اجتماعه بقيادات الجيش التي اعتبرها البعض تمهيدا لقرار مصري بالتدخل البري في اليمن، حيث قال "إننا عندما ندافع عن أشقائنا فهذا أمر ليس فيه كلام، ومصر لن تتخلى أبدا عن أشقائها في الخليج، وسنقوم معهم بحمايتهم والدفاع عنهم إذا تطلب الأمر ذلك، وسنقف بجانبهم حتى لو لم يقفوا بجانبنا، ولن يستطيع أحد أن يقترب من أشقائنا، بمن فيهم الخليج، الذي يعد أمنه خطا أحمر، وجزءا من الأمن القومي المصري، وأي حد سيقترب من أشقائنا سنتصدى له بالقوة".
الوضع مختلف عن الستينيات
شهدت حرب اليمن في الستينيات مشاركة من القوات المصرية بقرابة 70 ألف جندي لحماية ثورة اليمن، حيث استمر القتال لسنوات، قتل فيها ما بين الألف إلى الخمسة آلاف، وفق تقديرات المشاركين بها، فضلا عن الخسائر المادية قدرت بـ40 مليون دولار، كما اعتبرها البعض سببا أساسيا في هزيمة مصر في حرب 1967.
ووسط مخاوف من تكرار سيناريو حرب اليمن عام 1962، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الوضع في اليمن الآن مختلف عن الستينات، وأن عاصفة الحزم تخضع لحسابات دقيقة، حيث بدأ كلمته قائلا: "أنا عايز أوجه رسالة للمصريين، لأني حسيت إن في نوع من القلق لدى الرأي العام في مصر".
إجلاء سريع للمصريين
بدأت السلطات المصرية في عملية إجلاء سريعة لرعاياها في اليمن، عقب شن المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، على رأسها مصر، ضرباتها الجوية، حيث بلغ عدد المصريين العائدين من اليمن حتى الآن أكثر من 500 مصري، عبر المنافذ السعودية وميناء عدن وجيبوتي.
كما كشف المشاركون في غرفة العمليات المنعقدة بوزارة الخارجية لإجلاء الرعايا المصريين عن اليمن أن لديهم وقت محدد لإنهاء عملية الإجلاء، مؤكدين "ليس لدينا وقت.. لدينا يومين فقط"، وذلك خلال تواجد "دوت مصر" داخل غرفة العمليات أمس الأول الأحد.
ليست الأولى
الحرب الحالية في اليمن ليست الأولى التي تخوضها مصر خارج حدودها، فقد شاركت مصر، فضلا عن حرب اليمن، في حرب نيجيريا عام 1967، والتي أرسل فيها جمال عبدالناصر عددا من الطيارين المتقاعدين استجابة لطلب نيجيريا مساعدة مصر .
شاركت مصر أيضا في حرب الخليج عام 1991، حيث دخلت ضمن تحالف عسكري ضم 34 دولة لتحرير الكويت من الغزو العراقي، حيث شارك فيها 35 ألف مقاتل مصري ما بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة، فيما أعلن الرئيس المصري وقتها محمد حسني مبارك أن مصر تكبدت خسائر مادية من الحرب بلغت 20 مليار دولار.