التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:17 م , بتوقيت القاهرة

صور| مستشفيات الأمراض العقلية.. جدران تملؤها الكآبة

لا تقترب كثيرا، كن حذرا، الرعب أيضا يخشى الظهور هنا، فهنا تتوقف الحياة، فقط نبضات تعدو وأخريات متباطئة، أداء غير متوافق لمكان يعجز حتى الزمان على هدمه، ولكن ناجح بحرفية في ازدياد قبحه.



فتلك السيدة أو ما تبقى منها ليست بأكلة لحوم البشر، أو زومبي تطارد بطلا ما في فيلم، بل ماضي فتاة تحولت إلى تلك الحالة في مستشفى مهمتها العلاج، تجلس في الظلام برائحتها العطنة، ثابتة كتمثال أصم منتظرة، وأي انتظار يقتل إلا انتظار اللاشيء.


وأخرى لا تتحرك كثيرا تنظر لك في تحدٍ، لاتزال تملك القليل من النرجسية في جيوبها الخاوية وعقلها المتبخر في نظر الأطباء، شعرها مصفف رباني على طريقة الالاجارسون، صامتة متحفزة لا تهتم من تكون أنت ومن تكون هي أيضا، جالسة على شيء أقرب ما يكون إلى فراش تنظر في عينيك، بل بالأحرى تنظر داخل روحك.



راكعا في الغرفة الخالية بين فراشين متهتكين كقلبه وعقله تماما، راكعا غير عابئ بما ينتظره وغير واعٍ بالضوء الخافت المفترش على كتفيه الدقيقين، فقط ينظر بين قضبان النافذة المفتوحة بين فراشين يعدا حدود عالمه الافتراضي، لن يتحرك، لن يغادر، إلى أين يذهب، من ينتظره، لا أحد.



لا ليست ثلاجة أموات في مشرحة، بل غرفة في مستشفى، ليسوا بأموات بل فقط منهكين، نائمين، مفكرين بعقل يتهم بالخيانة العظمى لهروبه من صاحبة، ليست توابيت للراحة الأبدية، بل أسره "فراش" لراحة أجساد أرهقها الزمن والمعاملة السيئة، أنه ليس الجحيم بل مستشفى الأمراض العقلية في مصر.


فقد اقتحمت المصورة الشجاعة نرمين همام أسوار ما يسمى بالمستشفى لتظهر حجم المأساة التي تكمن في الداخل، أين النظافة التي يحتاجها المريض الطبيعي، بل التي يحتاجها الإنسان الطبيعي؟.




هنا فقط يظهر جليا الفرق بين الواقع الحقيقي لحالة مرضى في مستشفى لا يقدرون على وصف ما يشعرون به، وبين ما تم تخزينه في عقولنا من السينما لحالة هؤلاء المرضى، فقط اهتمت السينما المصرية بهم كنوع من إضافة الدعابة في أحداث الفيلم، أو يكون الفيلم بأكمله قائما على فكرة الضحك "من الجلدة للجلدة" والمجانين هنا هم الأبطال.  


فهم ظرفاء يعيشون في عالم وردي مليء بالضحكات والمواقف الكوميدية، التي تحببك أنت شخصيا في الانضمام إليهم وأن تعيش في ذلك العالم المكتظ بالشفافية.


فيلم إضراب المجانين



فيلم إسماعيل يس في مستشفى المجانين كامل



فيلم في الصيف لازم نحب



أغنية اتفضل من غير مطرود



 على الرغم من ما أضافته مستشفى الأمراض العقلية من كوميديا للسينما والنكات المصرية إلا أنها بالفعل "جدران تملؤها الكآبة".