من داخل غرفة عمليات إجلاء المصريين باليمن.. "باقي 48 ساعة"
غرفة مغلقة.. استمدت هيبتها مما يحدث داخلها، تمكن "دوت مصر" من دخولها ومعرفة ما يدور بها من كواليس، إلا أنه لم يتسن له التقاط أي صور نظرا لحيوية الموقف.
هدوء وترقب لهواتف امتلأت بها طاولة، يجلس عليها السفير المصري في اليمن، يوسف الشرقاوي، واثنان من معاونيه، بدا عليهم مشقة عملهم، الذي يستمر على مدار اليوم، فيما يعرف بغرفة عمليات اليمن، التي تتابع عملية إجلاء المصريين هناك.
فضلا عن الهواتف.. امتلأت الطاولة بعدد كبير من خرائط تفصيلية لمحافظات اليمن، وأوراق ومستندات تتضمن قوائم بأسماء مصريين يحتمون بفنادق ومستشفيات اليمن، كان من بينها قائمة لأسماء حوالي 20 مصريا يحتمون بالمستشفى السعودي الألماني بصنعاء، وأخرى تضمنت الأرقام التليفونية لعدد كبير من المصريين المتواجدين في اليمن، وثالثة تشمل نصائح بالطرق والمنافذ الحدودية الآمنة، التي تقدم لكل من لجأ لغرفة العمليات لايدرك ماذا يفعل.
الهواتف على الطاولة لا تتوقف عن الرنين، تنقل الوضع في اليمن بأن هناك سفنا من جنسيات مختلفة تقف بميناء عدن، منها سفينة هندية متوجهة إلى جيبوتي، وصل إليها عدد من المصريين، راجين قبطانها أن يسمح لهم بالسفر بسفينته، وهو ما أبي أن يسمح به إلا بتعليمات من السفير الهندي في اليمن، الذي تواصل معه السفير الشرقاوي، تليفونيا على أن يكون ذلك على المسؤولية الشخصية للأخير.
وفي تلك الأثناء، همس أحد معاوني السفير الشرقاوي له بأنه "لم يعد لدينا وقت، فقط لدينا يومان لإنهاء إجلاء المصريين من اليمن، لابد أن يعجل المصريون هناك بالرحيل".
يرن جرس الهاتف، فيوصي أحد المعاونين المتصل بأن يتوخي الحذر في طريقه إلى ميناء عدن، وأن الأولوية في السفر تكون للأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، موضحا أن التنقلات في اليمن تكون على مسؤوليتهم الشخصية فهم أكثر دراية بالأوضاع على الأرض التي تتغير يوميا، من وجود كمائن وحرب شوارع، وقطاع طرق، وتنصحهم غرفة العمليات دائما بأن يتواصلوا مع من سبقوهم إلى أحد المنافذ الحدودية لمعرفة آلية تنقلهم.
وعن أماكن تركز المصريين، قال الشرقاوي إن المصريين يتركزون بشكل أساسي في كل من صنعاء وعدن، وهما الأكثر اشتعالا من بين محافظات اليمن، خاصة عدن باعتبارها عاصمة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، كما أن بها الميناء، لافتا إلى أن المعركة القادمة ستكون عند "تعز"، الملاصقة لباب المندب.