التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:42 م , بتوقيت القاهرة

الجامع الأزهر.. ألف عام بين "الفاطمي" و"السيسي"

في 4 أبريل عام 970، وضع الخليفة المعز لدين اللَّه الفاطمي، حجر أساس الجامع الأزهر، واستكمل بناء المسجد في شهر رمضان سنة 972م، وهو أول جامع بُني في مدينة القاهرة، ليتحول لأقدم أثر فاطمي قائم في مصر.


وبني "الأزهر، قبل أكثر من ألف سنة، على يد جوهر الصقلي بعد ما أسس مدينة القاهرة، وكانت أول صلاة فيه هي صلاة الجمعة 22 يونيو سنة 972م.



التسمية


اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والغالب أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بـ"فاطمة الزهراء"، ابنة سيدنا محمد، بعد أن سمي في بداية الأمر باسم مسجد "القاهرة".


وتعتبر جامعة الأزهر أول جامعة في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة، والقانون الإسلامي، وثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين بالمغرب.


عمارة المسجد


الهندسة المعمارية للأزهر ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ مصر، وتم استغلال فترات متعددة من التاريخ المصري في بناءه، بداية من قدماء المصريين، في شكل القاعدة اليونانية والرومانية، والقباب وبوابات المضافة والمحراب من الفترة العثمانية، والمآذن التي بناها المماليك.


بني المسجد في البداية على شكل قاعة للصلاة، مع خمسة ممرات، وفناء مركزي متواضع، ومنذ ذلك الحين تم توسيع المسجد عدة مرات مع منشآت إضافية محيطة تماما بالهيكل الأصلي.



تصدعات


تعرض الجامع الأزهر لعدد من التصدعات في تاريخه، ففي عام 1303م، أسفر أحد الزلازل عن انهيارات وتصدعات للمسجد، وجددت عمارة الجامع على يد محتسب القاهرة، محمد بن حسن الأسعردي، وقد سقطت منارة الجامع عام 1398م فشيدها السلطان برقوق في الحال.


شيعة وسنة


في عصر الدولة الفاطمية بني الجامع الأزهر كقاعدة لنشر مذهب الشيعة الإسماعيلية، وأصبحت التعاليم التي كانت سرية من المذهب الإسماعيلي متاحة لعامة الناس، وفي عهد الدولة الأيوبية تم إهمال المسجد وحُظرت الصلاة فيه بواسطة "صدر الدين بن درباس"، قاضي "صلاح الدين الأيوبي" الذي كان معاديا لمبادئ التعاليم الشيعية، ونقلت الصلاة إلى مسجد الحاكم بأمر الله، وفقا للمذهب السني.


ثم عادت الصلاة في الأزهر أثناء حكم المماليك، بأمر من السلطان بيبرس سنة 1266، وفقا للمذهب الحنفي، التي ينتمي إليه المماليك، بعد نحو 100 سنة.



الأزهر والثورة


بدأت الثورة المصرية ضد نابليون بونابرت والحملة الفرنسية من الأزهر في 21 أكتوبر 1798، وقام المصريون المسلحين بالحجارة والرماح فقط، بأعمال بطولية ضد جيش نابليون، وفي صباح اليوم التالي اجتمع الديوان مع نابليون في محاولة للتوصل إلى نهاية سلمية للأعمال العدائية، ورفض نابليون في البداية، لكنه وافق لمحاولة التوصل إلى حل سلمي، وطلب من شيوخ الديوان تنظيم محادثات مع الثوار، الذين رفضوا، وعلى إثر هذا أمر نابليون بإطلاق النار على المدينة وبخاصة الأزهر من القلعة، وخلال ذلك قتل 300 جندي فرنسي، وستة من علماء الأزهر.


وكان للأزهر دور كبير في الثورة العرابية، وفي عام 1919 كان الأزهر والكنيسة يدا واحدة مع سعد زغلول في نضاله ضد الإنجليز.


التحديات الحالية


يتعرض الأزهر في الوقت الحالي لتحدي تجديد الخطاب الديني، وتنقيح كتبه ومناهجه من كل ما يحرض على العنف، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.