التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:05 ص , بتوقيت القاهرة

"الوعر".. مدينة سورية يتغذى سكانها على "علف البقر"

لا يزال سكان العديد من المناطق في سوريا يحاولون التكيف مع واقع جديد فرضته الحرب، بعد مرور 4 أعوام على الصراع،  يتمثل في ندرة المواد الغذائية والأدوية، وفقدان مقومات العيش الطبيعية.


ويعيش قاطنو حي الوعر، الواقع ضمن مدينة حمص، هذه الفترة أسوأ أيامهم، بحسب "سكاي نيوز عربية"، بسبب النقص الشديد بالمواد الغذائية والطبية والأدوية والمستلزمات اللازمة لعلاج الجرحى في ظل حصار مفروض عليه من جهاته الأربع.


ويكتظ الحي بالسكان الذين يقدر عددهم بأكثر من ربع مليون نسمة بعد أن كان قاطنوه قبل الحرب لا يتجاوزون 50 ألفًا، ورغم المساعدات التي تصل إلى الحي، إلا أنها لا تسد رمق السكان، الذين زادت أعدادهم بسبب النزوح الداخلي، ويروي أصحاب الحي قصصًا لا تصدق عن الجوع والحرمان على مدى أعوام من العيش تحت الحصار.


ويقول أحد السكان، بحسب "سكاي نيوز عربية"، "في كل صباح أذهب مع أحد أطفالي لنبحث في أكياس القمامة عن بقايا طعام قد تكون أوراق خس أو فتات خبز يمكن أن نسد بها بعضًا من جوعنا".


وتقول إحدى السيدات، وفقًا لشهادات تنقلها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من داخل الحي: "لم يذق أطفالي طعم البندورة (الطماطم) والبطاطا منذ أكثر من عام، علمًا بأنها كانت ذات ثمن بخس جدًّا قبل الأحداث".


وتضيف: "كل ما يهمني حاليًا هو الحصول على هذا", مشيرة بيدها إلى كيس من الخبز الجاف إلى جوار طفلتها الصغيرة التي لم تكمل أعوامها العشرة.


ويروي شاهد آخر قصته، قائلًا: "نقتات على الشعير وعلف البقر، وهما غير متوفرين في الحي بسهولة، وبعت مصاغ زوجتي من أجل بعض كيلوات من الشعير لا تستطيع حتى البهائم أكلها".


ويقول عجوز، تجاوز السبعين، كان يملك محلا لبيع اللحوم: "فقدت نحو أربعين كيلوجرامًا من وزنه خلال عامين، وبعد أن كنت قادرًا على تعليق شاة يزن وزنها 50 كيلوجرامًا بمفردي، لم أعد أقوى على حمل أي شيء".


يذكر أن هناك ملايين السوريين النازحين واللاجئين، معظمهم يعاني نقص الغذاء والدواء، ولاسيما في المخيمات والمناطق المحاصرة، وسجلت إحصاءات محلية ودولية آلاف الوفيات منهم نتيجة الجوع والمرض.