التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:16 ص , بتوقيت القاهرة

محطات في موقف مصر من الأزمة السورية

بعد أن بدأت رياح الربيع تنتشر في أرجاء الوطن العربي، بداية من تونس إلى مصر ثم اليمن وليبيا وسوريا، وعلى استحياء في البحرين، وتضارب مواقف الحكومات العربية،على حسب المصالح السياسية لكل دولة، كان هناك من ثبت على موقفه منذ البدايه حتى الآن، وهناك من اختلف دعمه فى وقت لاحق نظرا لمجيء سياسيين جدد بسدة الحكم.


مصالح كل دولة تختلف أيدولوجيا وسياسيا عن غيرها، وبالنسبة لموقف مصر من "الثورة" السورية عبر عدة اتجاهات ومناحٍ، نحاول أن نرصد أهم محطاتها من خلال هذا التقرير:


 


المجلس العسكري و الصمت الاضطرارى


حاول المجلس العسكرى المصرى إعادة العلاقات السورية المصرية بعد ثورة 25 يناير لمسارها الطبيعى، فتم إيفاد اللواء مراد موافي مدير المخابرات المصرية السابق لسوريا فى 17 من مارس 2011، لكن كانت الثورة السورية لتوها قد أطلقت شراراتها الأولى، الأمر الذى أدى إلى تجميد هذا التحرك المصرى.


ومع تتطور الأحداث فى سوريا وازدياد عدد الضحايا ،أعلن المجلس العسكري رفضه للحلول الأمنية، والتأكيد على ضرورة إيجاد مخرج سياسي يتأسس على حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية، والتأكيد على رفض تفاقم الأزمة.


 


محمد مرسي والكثير من التعهدات


لم يخرج موقف الرئيس المصرى الجديد وقتها محمد مرسي عن الإطار العام للموقف المصرى منذ البداية، وهذا ما أكده تصريح مرسى فى 26 يوليو 2012 بـ"دعمه لتطلعات الشعب السوري في نيل حريته وفق اختياراته،لكنه "رفض" أي تدخل عسكري خارجي، وبناء عليه فلم يظهر من سلوك الرئيس وقتها سوى خطابات ورؤى طرحها فى أكثر من مناسبة، ومقابلة عبرت عن وجهة نظره، لكن لم تحدث اختراقا حقيقيا فى الموقف الرسمى المصرى.


ظهر ذلك أيضا فى رد المتحدث باسم الرئاسة عن تساؤلات حول موقف مصر من التطورات المتلاحقة في سوريا، في ضوء تعهدات الرئيس بمساعدة الشعب السوري، بقوله "إن وزارة الخارجية تبذل جهودا مكثفة للتوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية"، ما يعنى النأي عن الخوض فى الأزمة تحسبا للوضع السياسى الداخلى المرتبك.


 وسلط "مرسي" الضوء في خطابه، الذي ألقاه بجامعة القاهرة، على الأوضاع الراهنة في سوريا، مؤكدا وقوف الشعب المصري بجوار الشعب السوري، كما تناولت كلمته أمام مؤتمر المعارضة بالقاهرة توضيح رؤية مصر لسبل حل الأزمة، وذلك عبر ثلاث محطات أساسية، الأولى توفير الدعم الكامل وغير المنقوص لمبادرة كوفي آنان، والثانية بناء موقف دولي يرفض العدوان والقمع على الشعب السوري ويتخذ كل ما يلزم من إجراءات وبكافة الوسائل المتاحة لوقف نزيف الدم في سوريا الشقيقة، والثالثة ضرورة وضع تصور واضح لحل سوري وطني تحت مظلة عربية، وبدعم كامل من الأسرة الدولية.


 


عدلى منصور وتصريحات رمادية


فى لقاء جمع الرئيس السابق عدلى منصور بسعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق زعيم تيار المستقبل اللبناني، بتاريخ 20 فبراير 2014، وحينما تطرق الحديث إلى الأزمة السورية قال منصور "مصر ساندت الثورة السورية منذ بدايتها، ومصر نفسها في حالة ثورة منذ ثلاث سنوات، إلا أن هذا الدعم المصري لا ينسحب على ما تحولت إليه بعض مكونات المعارضة والثورة من تطرف وتشدد يُمثلان خطرا على سوريا ولبنان والمنطقة بأسرها، ومن ثم فإننا نُشجع الحل السياسي في سوريا، لكن ليس على حساب التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة ولا على حساب وحدة الأراضي السورية".


 


عبد الفتاح السيسي يرفض الحياد


فى حوار أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصحيفة الشرق الأوسط بفبراير الماضي، رفض وصف موقف مصر من الأزمة السورية بالحيادي، حيث قال: "نحن قلنا وجهة نظرنا منذ البداية، وهي البحث عن حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. هذا عنوان الحل الذي يشتمل على المعالجة المتزنة، وحل الميليشيات والعناصر المسلحة"، وسأل مستنكرا "هل هذا حياد؟".


 وعن موقف القاهرة من قضية بقاء الرئيس بشار الأسد قال "هناك فرق بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات. ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لمصلحة طرف واحد وإنما لمصلحة الجميع".


 


علم سوريا وحده فى القمة الأخيرة


غابت سوريا عن المشاركة فى القمة العربية الاخيرة التى أقيمت بشرم الشيخ، وظل المقعد السوري شاغرا، سواء ممن يمثل نظام بشار الأسد أو ممن يمثل الائتلاف السوري المعارض.


وعلق الائتلاف السوري عن هذا الموقف فى بيان له قائلا: "يعرب الائتلاف السوري المعارض عن أسفه الشديد لعدم دعوته لحضور القمة العربية، معتبرا تجاهل دعوته تراجعا في موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري".


ودعا الائتلاف الجامعة العربية إلى "عدم التفريط بحقوق الشعب السوري"، وشدد على أن "أي حل سياسي لا يحقق طموحات السوريين هو خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة".


وأضاف البيان أن إعادة تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف وسحب الشرعية من نظام بشار الأسد هو الحد الأدنى من الدعم المطلوب.


بينما لم تنف أو تثبت الجامعة العربية أو السلطة المصرية تجاهل دعوة المعارضة السورية للقمة العربية، واكتفى السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بقوله قبيل افتتاح جلسات القمة "مقعد سورية سيبقى شاغرًا خلال القمة".


ويثير غياب التمثيل السوري تساؤلات حول مدى تغير موقف مصر -باعتبارها البلد المضيف للقمة- من الائتلاف المعارض، ومدى تقبل الدول العربية المؤيدة للائتلاف تجاهل دعوة المعارضة السورية.


 


مصر تدعم سوريا بلهجة أكثر مباشرة



قام بتمثيل مصر فى المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا بالكويت، وزير الخارجية سامح شكري، الذي قال فى تصريحات له: "لقد مرت أعوام أربعة كاملة على بدء الأحداث فى سوريا، فما انطلق فى مهده احتجاجا سلميا وتعبيرا عن تطلعات الشعب السورى فى حياة ديمقراطية تعددية، لم يتم التعامل معه بالأسلوب الواجب، فتحول حربا يموت فيها أو يُشرد الأطفال والنساء وأبرياء كثيرون دون حتى أن تكون لتضحياتهم أية نتيجة، فالحرب وبكل أسف مستمرة ولم تلح فى الأفق حتى الآن بوادر انفراج الأزمة".


وأضاف: "نجتمع اليوم توفير الاحتياجات الأساسية لأشقائنا المنكوبين وبخاصة الأجيال الجديدة من الأطفال السوريين، وأتطلع لقيام المانحين الدوليين بالوفاء بتعهداتهم كاملة، لضمان ألا ينشأ جيل مفقود من الأشقاء السوريين لا يحظى بنصيبه من الخدمات الأساسية".
وتابع "تأمل الحكومة المصرية قيام المانحين الدوليين بالإعلان عن تعهدات مالية تقدم فى الإطار الثنائى للمكون الخاص بـ"الصمود" بما يسهم فى دعم قدراتنا الوطنية للاستمرار فى دعم اللاجئين السوريين، ونأمل أن يقف المجتمع الدولى بأكمله داعما للرؤية والحلول السورية والعربية لهذه الأزمة، التى طال أمدها على نحو لم يعد معه ممكنا أن يتحمل السوريون أكثر من ذلك".