واشنطن بوست: القوة العربية المشتركة نقطة تحول في الشرق الأوسط
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الإعلان عن تشكيل قوة عربية مشتركة، خلال القمة العربية الأخير، يعد بمثابة نقطة تحول مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وتعكس ضيق حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة، ومن بينهم مصر والمملكة العربية السعودية من السياسات الأمريكية، خاصة تجاه إيران.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الافتتاحي، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رحبت بالمبادرة، في ظل توجهها الراهن نحو إبعاد نفسها عن دائرة الحروب في المنطقة، إلا أنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى تفاقم الصراعات وبالتالي تقويض المصالح الأمريكية في المنطقة، خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن القوة العربية المشتركة تمثل في ذاتها إشكالية كبيرة، في ظل عدم قدرة العديد من الدول المشاركة في تشكيل تلك القوى على مجابهة التهديدات الأمنية المتواجدة على أراضيها، بالإضافة إلى تعارض المصالح بين الدول الأعضاء تجاه العديد من القضايا، ففي الوقت الذي تقف فيه مصر والإمارات إلى جوار أحد الطوائف المتصارعة في ليبيا، تقف قطر على الجانب الآخر.
الولايات المتحدة كانت حريصة تماما على دعم حلفائها عسكريا وسياسيا، حتى يمكنهم زعامة المنطقة، وهو ما لا يمكنهم تحقيقه بأنفسهم، بحسب الصحيفة، موضحة ان الوضع تغير في التعامل مع أزمة اليمن، حيث أنها في الوقت الذي قامت فيه السعودية بضرب معاقل الحوثيين يتجه أوباما لتوقيع اتفاق مع إيران حول ملفها النووي، بل والتلميح لإمكانية القبول بسيطرة الحوثيين.
واختتمت الصحيفة مقالها بأن الولايات المتحدة تقدم حاليا دعما استخباراتيا للتدخل السعودي في اليمن، إلا أن مثل هذا الدعم ربما لا يضمن نجاح العملية العسكرية، وكذلك لا يضمن الوصول إلى حل تفاوضي، وبالتالي فإن االصراع الحالي ربما يتحول إلى حربا إقليمية بين المملكة وإيران وحلفائهما بفضل الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في المنطقة.