التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:33 م , بتوقيت القاهرة

6 دوافع وراء مشاركة المغرب في عملية "عاصفة الحزم"

فوجئ المغاربة بعد الإعلان، عن مشاركة حكومتهم في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وسط تضارب في تقدير دوافعها، بين الحرص على أمن الحلفاء الإستراتيجيين في منطقة الخليج العربي، والمساهمة إلى جانب دول سنيَّة في "تقليم الأظافر الإيرانية"، كما وصفت ذلك صحيفة "جارديان" البريطانية.


الخبيرُ في الشؤُون الأمنية والإستراتيجية عبدالرَّحِيم المنار أسليمي، يشرح خمسة أسباب يراها أسبابا وراء اتخاذ المغرب قرار المشاركَة في العمليَّة العسكريَّة، الراميَة إلى كبح تقدم قوات الحوثِي في اليمن، بعد تحالف الجماعة المدعُومة من إيران، مع الرئيس السابق، "علِي عبدالله صالح".


1- مكانة الخليج في سياسة المغرب الخارجية.


حماية أمن الخليج أحد توابث السياسة الخارجية للمغرب، العودة إلى تاريخ العلاقات المغربية الخليجية تظهر أمن الخليج جزء من الأمن القومي المغربي، على أن ذاك التقارب إزداد أكثر في السنوات الأخيرة نتيجة دعامتين أساسيتين.


أولى الدعامتين، المستوى الكبير الذي وصلت إليه العلاقات الثناىية المغربية-الإماراتية والعلاقات المغربية - السعودية، وثانيهما مقاربة دول مجلس التعاون الخليجي التي ترى المغرب والأردن جزءا من التنظيم الإقليمي يحظى بامتياز من طرف دوله.


2- التهديد الشيعي الزاحف إلى كل الدول السنية.


يدافع المغرب عن الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية، فيما تتحرك جماعة الحوثي وهي حركة "إرهابية شيعية" من منطلق أهداف عقائدية وطائفية خطيرة تهدد السعودية وكل الدول السنية في منطقة الخليج، ويعتبر أسليمي "الحوثيين هم حركة شيعية اثنى عشرية تدين بالولاء لإيران وتنفذ المشروع الإيراني في اليمن وتسعى إلى التمدد نحو جنوب المملكة العربية السعودية.


ويرى أن "الحوثيين يوهمون المجتمع الدولي بكونهم حركة سياسية، في حين أن الواقع غير ذلك، إذ يحملون مشروعا شبيها بما قامت به الميليشيات الشيعية العراقية من تطهير عرقي وحرب إبادة في المناطق السنية بدعم من حكومة نوري المالكي السابقة".


3- مقتضيات الشرعية الدولية.


المغرب يشارك في العملية العسكرية دفاعا عن الشرعية الدولية، فقد وجه الرئيس هادي، نداء استغاثة لإنقاذ اليمنيين من خطر حرب عرقية ضد اليمنيين، تقودها الحركة الحوثية التي أسقطت الرئيس والحكومة، وبدأت تحكم اليمنيين بطريقة الميليشيات والعصابات، وكان من الضروري أن يستجيب المغرب لهذا النداء لسببين رئيسيين.


الاستجابة المغربية تأتِي، على حد قول الباحث، بالنظر إلى ارتباط المغرب باتفاقيات عسكرية مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية، تتضمن بنودَ الدفاع المشترك ورد المخاطر المُحتملة، فضلا عن انقلاب الحوثيين على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن، وهو ماسيشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، حسب قرارت مجلس الأمن، وهذا ما يستوجب مساندة المغرب لدول مجلس التعاون الخليجي لرد التهديد.


4- الاتفاقيات العسكرية الموقعة مع الإمارات.


يرد أسليمي، السبب الرابع إلى كون أمن دولة الإمارات العربية المتحدة جزءا من الأمن القومي المغربي. إذ تشارك المملكة إلى جانب الإمارات تنفيذا للاتفاقيات العسكرية والأمنية التي أبرمت خلال السنوات الماضية، إضافة إلى مشاركة المغرب في محاربة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا ومحاربة الإرهاب الشيعي الحوثي في اليمن.


ويذكر الباحث: "الإمارات العربية المتحدة تضع الحركة الحوثية على رأس الحركات الإرهابية المهددة للأمن القومي، إلى جانب "داعش" والقاعدة وتنظيمات أخرى مثل "بوكو حرام" وتنظيم القاعدة، في بلاد المغرب الإسلامي.


ويرى أسليمي، أن "عاصفة الحزم" تحظى بدعم دولي من طرف القوى الدولية الكبرى، منها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الإقليمية كتركيا، إضافة إلى تأييد منظمة الأمم المتحدة.


5- وقُوف الجزائر مع الاٍرهاب والشيعة ضد الدول السنية.


يرى أسليمي، أنه بقدر ما أظهر المغرب مرونة كبيرة في سياسته الخارجية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ورد المخاطر والتعاون الدولي في التحالفات الدولية مقابل ذلك، أظهرت الجزائر سلوكا شاذا برفضها التعاون ورفض جميع مبادرات رد الأمن والسلم الدوليين ومحاربة الاٍرهاب، إذ رفضت التدخل الدولي من مالي وليبيا واليمن وسعت إلى عرقلة الجهود العربية داخل جامعة الدول العربية في حل كل التوترات.


ويضيف الجزائر دولة فاشلة في سياستها الخارجية، التي ظلت رهينة سنوات الستينيات، كما أن سياسة "بومدين" ووزير خارجيته وقتذ عبدالعزيز بوتفليقة، لاتزالُ المحدد لمقاربة العالم و الجوار، "وهذا خطا كبير يقود إلى سوء تقدير أمني جزائري لكل مناطق التوتر، ويزداد موقف الشك الدولي في دولة الجزائر بخصوص موقفها من قضايا الإرهاب.


ويستدلُ على تهمة دعم الجزائر للميليشيات الإرهابية في كل مناطق التوتر، ذاكرا "الدولة التي أبرمت 200 اتفاقية مع 200 شخصية ليبية يعني شيئا واحد، هو أن الجزائر داعمة لـ"للميليشيات المسلحة الإرهابية"، على اعتبار أن لا توجدُ دولة عاقلة في العالم توقع اتفاقيات مع أشخاص إلا اذا كانت تسعى إلى أخذ تعهدات من جماعات مسلحة بالاستمرار في الفوضى.


ويذكر الباحث أن الموقف يزداد غموضا مع موقف الجزائر الرافض والمعارض للعملية العسكرية الجارية ضد الحوثيين، يشرح أسليمي، وهو ما يمكن تفسيره بدعم الجزائر للميليشيات الإرهابية الشيعية وخوفها من ضغط شيعي داخلي، لكونها تحتضن ما يزيد على أكثر من مليوني شيعي بالجزائريين فيما تشير بعض الإحصائيات إلى أن سفارة العراق وإيران في الجزائر عملت على تشييع 500 ألف شخص جزائري في سنة 2014 وحدها.


وعلى هذا، فإنَّ الجزائر اليوم أصبحت تواجه جماعات عقائدية ودينية مختلفة تؤثر في سياستها الخارجية، ومن المتوقع أن تخرج الجماعات صراعاتها إلى الواجهة، وقد بدأ مؤشر هذا الصراع يخرج من خلال مايجري في مدينة غرداية كمثال لما هو قادم، على حد قول الباحث.


6- موقف متشيعي الخط الرسالي المغربي مقلق.


ويرى الباحث لدى إنطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن مؤشرا مقلقا في المغرب، ممثلا وهو موقف ما يسمى بمجموعة الخط الرسالي الشيعية، التي أبدت تضامنا مع الحوثيين الذي يعني ولاء للشيعة ولمرجعية المرشد في ايران.


والخطورة هو أنّ أول امتحان للخط الرسالي أظهر فيه ولاء مطلقا لإيران وليس للدولة الموجود فوقها، يجزمُ المتحدث، "وهذه هي خطورة المتشيعين التي يجب الانتباه اليها، فمشروع إيران الثورة الخمينية مختلف عن إيران الدولة، وكل المتشيعين يرتبطون ارتباطا أعمى بإيران الشيعية الخمينية ويتجاوزون الولاء لدولهم ".