التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 08:44 ص , بتوقيت القاهرة

الأسد : الغرب لا يرغب بالحل السياسي

صرح الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مع عدد من وسائل الإعلام الروسية، بأن الغرب لا يرغب بالحل السياسي للأزمة السورية.


ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن الأسد قوله : "أنا لا اقتنع بأن الغرب يوجد لديه حل سياسي، هو غير راغب بالحل السياسي، طبعاً عندما أقول الغرب، المقصود عدة دول كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي، وباقي الدول هي دول ثانوية، ولكن هذه الدول لا ترغب بالحل السياسي". 


وأضاف الرئيس السوري، قائلا: "بالنسبة لهذه الدول، فإن الحل السياسي يعني تغيير الدولة، إسقاط الدولة واستبدالها بدولة عميلة لها كما حصل في أوكرانيا تماما".


وشبه الأسد أحداث أوكرانيا بالسيناريو السوري، وبأنها "نفس الدعاية الإعلامية "..مضيفا "بالنسبة لهم ما حصل في أوكرانيا هو حل سياسي، ولكن لو بقي الرئيس السابق المنتخب من قبل الشعب، لقالوا بأن هذا الرئيس سيئ وديكتاتوري وقاتل للشعب، نفس البروباجندا، لذلك لا يوجد حل سياسي في الغرب، يوجد رغبة بالحرب وبتبديل الدول في أي مكان".
وتابع الرئيس السوري قائلا إن المبادرة الروسية هامة لأنها أكدت على الحل السياسي، وقطعت الطريق على دعاة الحرب.
وقال الأسد مجيبا على سؤال حول الجولة الثانية من اللقاء السوري - السوري، المتوقع عقدها في موسكو الشهر المقبل، "إن تقييمنا لهذه الجولة وللمبادرة الروسية ككل، هو تقييم إيجابي جداً لأن المبادرة هامة، وأستطيع أن أقول بأن المبادرة ضرورية". 
وأضاف الرئيس السوري قائلا: "الغرب، خلال الأزمة السورية، أو عدد من الدول الغربية كان يحاول أن يدفع باتجاه البدء بحرب عسكرية في سوريا وفي منطقتنا، تحت عنوان أحياناً مكافحة الإرهاب، وأحياناً دعم الشعوب التي قامت من أجل الحرية، وغيرها من الأكاذيب التي ترد في الإعلام الغربي، مضيفا أن المبادرة الروسية قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كما فعلت في أوكرانيا". 
وتابع الأسد قائلا: "دعاة الحرب كانوا يدفعون وما زالوا باتجاه تسليح الأطراف المختلفة في أوكرانيا من أجل تغيير الأنظمة في أوكرانيا ولاحقاً في روسيا.. مشيرا إلى أن الغرب لا يقبل بروسيا دولة كبرى وكشريك لهم على مستوى العالم، فكيف يقبلون بدولة صغيرة كسوريا؟
وقال الأسد: "إن الغرب لا يقبل شركاء، هو يريد فقط دولا تابعة، حتى الولايات المتحدة لا تقبل شركاء في الغرب، حتى أوروبا تريدها فقط تابعة للولايات المتحدة."، مؤكدا أنه "منذ اللقاءات الأولى بينه وبين المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا، دعم الأفكار التي طرحها".
وتابع الرئيس السوري: "عندما اتفقنا على العناوين الأساسية للمبادرة التي تم إعلانها لاحقاً من قبله، وبدأ فريق السيد دي ميستورا العمل في سوريا من أجل تطبيق هذه المبادرة، تابعنا هذا الدعم وتابعنا النقاش معه من أجل التفاصيل التي تخص هذه المبادرة".
وأكد الرئيس السوري، أن المبادرة من حيث المبدأ صحيحة لأنها تتعامل مع الواقع على الأرض بشيء يشبه المصالحات التي تحصل في سوريا، والهدف هو تخفيف الضغط والخطر عن المدنيين في مدينة حلب تحديداً كمقدمة لهذه المهمة التي بدأ بها، وقال : لكن مبادرة دي ميستورا تعتمد على أكثر من طرف، تعتمد طبعاً على تعاون الدولة بشكل أساسي وهي طرف رئيسي ومع مؤسساتها، لكنها من جانب آخر تعتمد على استجابة الإرهابيين أو المسلحين الذين يتواجدون في أحياء مختلفة من حلب، والمشكلة أيضاً في نفس هذا الموضوع هي كالمشكلة في الحوار السوري - السوري، أن بعض هؤلاء المسلحين يخضعون لدول أخرى.
ولفت الأسد إلى أن كل المسلحين أو ما وصفها بالقوى الإرهابية الموجودة هي حقيقةً مدعومة من تركيا بشكل مباشر، لذلك أعلنت هذه القوى منذ بدء مبادرة دي ميستورا رفضها التعامل معه ورفضها المطلق للمبادرة من الأساس، وأكدت هذا الرفض منذ أسبوع تقريباً، ولكن ثبتت هذا الرفض من خلال القيام بقصف المدنيين في مدينة حلب وسقوط الكثير من الشهداء.
وأضاف بشار: "مبادرة دي ميستورا مبادرة هامة بالمضمون، ونحن نعتقد أنها واقعية جداً بمضمونها وفرص نجاحها كبيرة إن توقفت تركيا والدول الأخرى التي تمول المسلحين عن التدخل، أحد أهم أسباب عوامل نجاحها هو أن معظم السوريين يرغبون بالتخلص من الإرهابيين من خلال عودة البعض من هؤلاء للحياة الطبيعية أو خروجهم من الأحياء التي يعيش فيها المدنيون لكي يعودوا إلى هذه الأحياء".
وأعرب الرئيس السوري عن أعتقاده بأن الأزمة السورية قابلة للحل، إذا جلس السوريون مع بعضهم وتحاوروا، وقال: لقد نجحنا عندما تمكنا من إجراء المصالحات بدون تدخل خارجي، فأنا أقول لكي ينجح السوريون يجب إيقاف التدخل الخارجي، وإيقاف إمداد الإرهابيين بالسلاح من قبل تركيا، ومن قبل السعودية، ومن قبل قطر، ومن قبل بعض الدول الأوروبية، هذا ما صرح به الفرنسيون والبريطانيون بشكل أساسي أنهم أرسلوا سلاح".
وتابع الأسد، قائلا: "يجب وقف إمداد المسلحين بالمال ، عندها الحل السياسي سيكون سهلاً، والمصالحات مع المسلحين ستكون سهلة، لأن المجتمع السوري، اليوم، يدعم المصالحات ويدعم كل هذه الحلول، والمجتمع السوري لم يتفكك كما كانوا يعتقدون، لأن ما يحصل في سوريا ليس حربا أهلية".
وشرح الرئيس السوري، قائلا: "في الحرب الأهلية يجب أن تكون هناك خطوط تفصل بين المتقاتلين إما على أساس عرقي أو على أساس ديني، أو على أساس طائفي، هذا الشيء غير موجود، كل الناس يعيشون مع بعضهم، لكن أغلب الناس يهرب من مناطق الإرهابيين إلى المناطق الآمنة تحت سلطة الدولة، هذا ما نعتقد أنه الأساس للوصول إلى هذا الحل، بالإضافة إلى مبادرات الأصدقاء كاللقاء التشاوري الذي سيعقد في موسكو الشهر القادم".
وأضاف الرئيس السوري إن المحاولات الغربية الرامية لتغيير الأنظمة بالقوة مستمرة على مدى عقود..وقال "على الأقل هذه المحاولات لم تتوقف خلال خمسة عقود، أكثر من خمسين عاماً بقليل، كانت تأخذ اتجاهين، أحياناً تبديل الدولة، وعندما كانت تفشل هذه المحاولات، وهي كانت دائماً تفشل، كانوا يذهبون باتجاه آخر هو إضعاف الدولة من الداخل، أحياناً من الخارج، كالحصار كما يفعلون الآن في روسيا".
وفيما يتعلق بالتواجد الروسي في الشرق الأوسط صرح الأسد ، بأن التواجد العسكري الروسي في شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري بالذات ضروري.
وقال: "بالنسبة للتواجد الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري، هو ضروري جداً لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي منذ أكثر من 20 عاماً، جزء منه التواجد كما قلت في مرفأ طرطوس".
وتابع الرئيس السوري، قائلا: "بالنسبة لنا كلما تعزز هذا التواجد في منطقتنا، كلما كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور هام لاستقرار العالم، طبعاً في هذا الإطار أستطيع أن أقول بأننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للتواجد الروسي في شرق المتوسط وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية لنفس الهدف الذي ذكرته، ولكن هذا الشيء طبعاً يعتمد على خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات".