قال وزير الثقافة السابق، جابر عصفور، إن الشخصية المصرية مثل كل شخصيات العالم، تتكون من مجموعة عناصر ثابتة، وأخرى متغيرة، موضحا أنها تكون سلبية أو إيجابية على حسب الفترة الزمنية، مضيفا:"حدث حركة تدين فظيعة في المجتمع المصري، وهذه الحركة انتشر بها أفكار دينية خاطئة، منها أن الحجاب فرض، ومن يقول إن الحجاب فرض لا يفقه في الدين الإسلامي".

وأوضح عصفور خلال حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان، عبر فضائية "سي بي سي"، مساء الخميس، أنه عندما تمر مصر بأزمة كبيرة، أو ثورة بها أمل، يصبح هناك عودة الروح "الكل في واحد"، مثلما حدث في ثورة 1919، وثورة 25 يناير، و30 يونيو،  مشيرا إلى أنه في لحظة الخطر تختفي السلبيات، وتظهر الايجابيات فقط.

ولفت وزير الثقافة السابق إلى أنه كي تصحوا مصر، يجب أن يتم وضع الدولة على لحظة زمنية تفجر كل الجوانب الإيجابية في داخلهم، أو على الأقل يتم تذكيرهم بهذه اللحظة لتخرج مرة أخرى.

وأضاف :"مررت بتجربة منذ أيام قليلة، فأنا عدت أستاذا بجامعة القاهرة، وكان هناك دعوة من قسم اللغة العربية لحضور احتفال بذكرى سهيرة القلماوي، وهي أستاذتي، وكان طبيعي أن أحضر، وبالفعل ذهبت مدرج 78، وهو أهم مدرج في كلية الآداب، وله أهمية عاطفية خاصة وعامة، وتحدثت مع الطلاب عن أساتذتي الراحلة، وأنا تعودت أن أنظر إلى عيون الطلاب أثناء حديثي، فلاحظت أن هناك ضعفا في الذاكرة الثقافية التي تكاد تكون ممسوحة لدى الطلاب، فتخيل أن طلاب كلية الآداب لا يعرفون أن طه حسين كان وزير المعارف، إذن هذا هو الخلل الأول، وهو أن الذاكرة الثقافية للأمة في حالة انقطاع".

واستطرد :"لو تحدثت معهم عن مصطفى كامل، الرجل الذي علم مصر كلها معنى الوطنية الذي نفتقده الآن، نجد أن الذاكرة فصمت،

وأوضح وزير الثقافة السابق، أنه جاء على مصر مجموعة من الفترات طمست بعض الطبقات من الذاكرة، وكان هذا الأمر عمدا، عن طريق الإعلام المسلط، والتعليم، وأيضا الأجهزة الأيديلوجية للدولة التي تسلط على ذاكرة الأمة وتسمح منها طبقات وتبقى طبقات".

وتابع جابر عصفور :"أنت تتعامل مع شعب وشباب حدث له محو لذاكرته على مستويات متعددة، سواء دينية أو ثقافية أو تعليمية، موضحا أن الشخصية المصرية الآن ذاكرتها قريبة جدا، ولأنها كذلك يصيبها الخوف واليأس والعجز بسرعة، فبعد 25 يناير عندما لا يتحقق آمالهم يحدث لهم إحباط، ففي سنة حكم الإخوان المسلمين حاولوا أن يجعلونا نتذكر حسن البنا، بهدف طمس حقائق في صالح ذاكرة مستحدثة سياسية".