التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:48 م , بتوقيت القاهرة

سلطنة عمان والعرب.."خلف خلاف"

امتنعت سلطنة عمان عن مشاركة دول الخليج في عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.. هكذا ظهر الموقف العماني من الضربات الضربات الخليجيةللحوثيين، وهو ليس أغرب موقف لعمان، تجاه دول العرب في الأزمات الإقليمية.


ظل الموقف العماني علامة استفهام كبيرة في كثير من المواقف، بداية من وقوفها بجانب مصر في معاهدة كامب ديفيد، والتي عارضتها معظم الدول العربية وقتها، نهاية بموقفها من رفض التدخل العسكري في عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين باليمن، في صورة دبلوماسية تظهر فيها عمان محاولة كسب كافة الأطراف في كثير من الأحيان.



ويأتي موقفها من إيران كما يقول البعض "خلف خلاف" الدول الخليجية والتي تقع معظمها في خلاف دائم مع إيران رفضا لتدخلها في شئون المنطقة العربية، بينما على الجانب الآخر تتوسط السلطنة لإيران في أزمة الملف النووي والعقوبات المطبقة عليها، فيما يتباين موقفها من الصراعات العربية من التأييد والمعارضة.


الحوثيون وعمان وصالح "أيد واحدة"


ساهمت سلطنة عمان في الدفع نحو توقيع اتفاقية السلم والشراكة في اليمن، في بداية الحوار اليمني، وودعت الحوار بين السلطة والحوثيين في اليمن، إلا أنها لم تؤد إلا إلى مزيد من السيطرة للحوثيين الذين يستمر توسعهم حتى وصل أخيرا إلى معقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن، الذي امتنعت مسقط تحديدا عن دعم شرعيته، كما لم تنقل بعثتها إلى عدن، وتغيبت عن اجتماعات مجلس التعاون الخليجي حول اليمن.


وسيطرت تطورات الوضع في اليمن تحت أعقاب الضربة العسكرية "عاصفة الحزم"، بعد تحفظ عمان على استخدام القوة العسكرية ضد اليمن ورفضت الانضمام إلى القرار الخليجي في هذا الشأن.



مسقط وكامب ديفيد


موقف سلطنة عمان من اتفاقية كامب ديفيد في عام 78، ومعاهدة السلام مع إسرائيل عام 79 لا ينسى، فبرغم قطع معظم الدول العربية علاقتها مع مصر في ذلك الوقت، ونقل مقر الجامعة العربية بعد ذلك لتونس، إلا أن سلطنة عمان رفضت قطع العلاقات مع مصر وأيدت معاهدة السلام.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العمانية في ذلك الوقت: "معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية يمكن اعتبارها فقط خطوة مبدئية قيد الاختبار من حيث التنفيذ، وينبغي أن يكون هدفها هو تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط".


موقفها من اتحاد مجلس التعاون الخليجي


عارضت مسقط مشروع إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تم عرضه في 2013، وتم مناقشته في الكويت، وهدد وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، بانسحاب بلاده من مجلس التعاون إذا تم هذا الاتحاد.



وقال إذا قررت الدول الخمس الأخرى الأعضاء في المجلس "السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة" إقامة هذا الاتحاد "فسننسحب ببساطة من مجلس التعاون الخليجي".


مسقط وطهران أشقاء دون الدم


في حرب الخليج الأولى 1980، حين وقفت الدول الخليجية العربية مع الرئيس صدام حسين في الحرب مع إيران، لم تنضم عمان إلى التحالف الخليجي مع العراق ضد إيران، وأبقت مسافة بينها وبين مواقف شقيقاتها الخليجيات، وحافظت على علاقات مع طهران.



ومن المعروف أن سلطنة عمان تحتوي على نسبة كبيرة من الشيعة، حيث وقفت سلطنة عمان كوسيط في المفاوضات التي تجري بين إيران وبين مجموعة الـ6 دول بخصوص المشروع النووي الإيراني، والتي أفاد وزير الخارجية الأمريكي مؤخرا أنها وصلت للتفاهم حول 90% من النقاط.


وتعقد مفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى (الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن + ألمانيا)، تتبناه سلطنة عمان، منذ مطلع السنة الماضية للاتفاق حول رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، في مقابل، ألا يتضمن البرنامج النووي الإيراني أي شق عسكري.


وتشابه الموقف الإيراني مع سلطنة عمان في عدة قضايا منها الأزمة السورية بالوقوف مع الرئيس السوري بشار الأسد.



عمان تؤيد بشار


عارضت عمان موقف معظم الدول العربية من نظام بشار الأسد -في بداية الأزمة السورية-، فرغم تحول الموقف مع مرور الوقت ليصبح الآن يربط بين نظام بشار والاستقرار في سوريا، فيما جاء الموقف العماني مخالفا لذلك منذ البداية، حيث عبر وزير عمان للشؤون الخارجية عن رفضه لطرد سوريا من الجامعة العربية، وأشار بأن هذا الموقف يعتبر في صالح تنظيم "داعش"، وجبهة النصرة في سوريا، وموقفها عبر دائما عن الحل السياسي عن طريق الوساطة.



عمان.. وسيط قطر والسعودية


وعلى خلاف مواقفها السابقة، ففي مارس 2014، قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث أن القرار اتخذ بعد فشل كافة الجهود في إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر.



ولجأت قطر إلى سلطنة عمان لتقوم بدور الوساطة بينها وبين السعودية والبحرين والإمارات، بعد قرار الدول الثلاثة بسحب سفرائهم من الدوحة.