10 دلالات استراتيجية لعملية "عاصفة الحزم"
رصدت وكالة الأناضول للأنباء في تقرير لها، اليوم الخميس، العديد من الدلالات الاستراتيجية لعملية "عاصفة الحزم" التي شاركت فيها الدول العربية بقيادة القوات السعودية.
1- المبادرة
وبحسب الوكالة التركية، فإن العملية تعد المرة الأولى التي تتخذ فيها دول مجلس التعاون الخليجي زمام المبادرة في عملية عسكرية، فقد اكتفت دول الخليج في حرب تحرير الكويت ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (17 يناير/كانون ثان إلى 28 فبراير/شباط 1991) بالانضمام إلى التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية.
2- استدعاء القوة النووية
وظهر هذا الاستدعاء بحسب الوكالة، من خلال مشاركة دولة إسلامية هي باكستان، التي تتمتع بالقوة النووية، وكأنها رسالة لإيران، الداعمة للحوثيين، والتي تتهمها القوى الغربية بالسعي للحصول على القنبلة النووية.
3- غطاء عربي
واتضح هذا الدعم من خلال موافقة الدول العربية على العملية باستثناء العراق والجزائر، حيث تشارك في العملية دول: السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر والأردن والمغرب والسودان ومصر.
4- اللوجستية الأمريكية
بحسب الأناضول، حصل التحالف على الدعم اللوجستي والمعلوماتي الأمريكي، حيث كان من اللافت، أن الإعلان عن العملية العسكرية في اليمن جاء على لسان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، عادل بن أحمد الجبير، وذلك عبر مؤتمر صحفي عقده في الساعات الأولى من اليوم الخميس في مقر السفارة بواشنطن. وتضمن السعودية بهذا التنسيق الحصول على دعم سياسي أمريكي في مجلس الأمن، وذلك باستخدام حق النقض" الفيتو" ضد أي قرار قد يستهدف إدانة الضربة العسكرية.
5- زعامة سعودية
بذلت السعودية جهودا كبيرة قبل العملية من أجل تلطيف الأجواء في العلاقات الملتهبة بين الدول.
فاستقبلت في توقيت متزامن بنهاية شهر فبراير/شباط الماضي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما عده مراقبون إشارة من المملكة إلى رغبتها في تنقية الأجواء بين البلدين أو تهدئتها على الأقل، وإن لم يجلس الرئيسان مع بعضهما.
وكنتيجة لهذا التحرك استطاعت السعودية جمع الفرقاء " الإمارات- قطر"، "مصر - تركيا" على موقف موحد وهو تأييد عملية عاصفة الحزم السعودية.
6- قدرة استراتيجية
واتضح ذلك من خلال القدرة على الإعداد الشامل لمسرح العمليات قبل هبوب "عاصفة الحزم" السعودية من خلال ضمان التسليح وتهيئة الأجواء سياسيا، والتنسيق العسكري مع قوى دولية وإقليمية، وبحسب مكتب خبراء "آي أتش أس جينس" البريطاني فإن السعودية استوردت تجهيزات عسكرية بقيمة 6.4 مليارات دولار العام الماضي، لتصبح أكبر مستورد عالمي بعدما كانت في المرتبة الثانية في عام 2013 بعد الهند.
وسياسيا، هيأت السعودية الأجواء -أيضا- من خلال بيانات إدانة واسعة لتوسع الحوثيين في اليمن، أقربها تحذير وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، من مغبة وخطورة قصف الحوثيين لعدن.
وقال في تصريحات صحفية، قبل ساعات من الضربة السعودية: "حذرت أحمد علي صالح (نجل الرئيس اليمني السابق) من التقدم إلى عدن، لكنه لم يستجب".
7- أساس لتدخلات عربية
ورأت الأناضول أن العملية تؤسس لتدخلات عربية أخرى رغم أن القادة العرب سيجتمعون يومي 28 و29 مارس/آذار الجاري في قمتهم العربية، إلا أن المملكة العربية السعودية لم تنتظر قرارا من القادة العرب، بما يؤسس لتدخلات عربية مستقبلا في الأزمات دون انتظار لقرار من الجامعة العربية.
8- رسالة لإيران
جاءت العملية العسكرية بمثابة رسالة إلى إيران الداعم الأول للحوثيين، كما أنها جاءت -أيضا- متزامنة مع توقعات باتفاق وشيك بين طهران والقوى الغربية، لتبعث برسالة أن دول الخليج ستسعى لتحقيق أمنها دون النظر لهذا الاتفاق الذي تخشى دول الخليج أن يفتح الباب أمام امتلاك إيران السلاح النووي.
9- الطائفية تتحدث
ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن العملية تشير لانتقال الحالة الطائفية (السنية - الشيعية) في المنطقة من التوتر المحدود إلى الصدام المحدود، وأصبحت هناك مخاوف الآن من تفجر كبير لهذا الصدام.
وخلال الفترات السابقة شهدت عدة أقطار عربية توتر محدود بين السنة والشيعة، ومع هبوب عاصفة الحزم اليوم تحول هذا التوتر المحدود إلى صراع محدود تقتصر حدوده على اليمن، ويخشى أن يتفجر الصراع، لاسيما مع وجود أقليات شيعية في البحرين ولبنان والعراق وسوريا والمنطقة الشرقية في السعودية، ليهدد شبح الطائفية استقرار المنطقة.
وفي محاولة لمواجهة هذا الشبح، تبذل السعودية جهودا لتشكيل تحالف سني يشمل مصر وتركيا والأردن ودول الخليج، للوقوف أمام المد الشيعي في المنطقة. وسيلقي الخوف من هذا الشبح الإقليمي ظلاله على الصراع الداخلي في دول التحالف، حيث ستتوارى هذه الصراعات خلف الاهتمام بهذه القضية الإقليمية.
وهذا ما يفسر قيام القاهرة بالاستئناف على حكم اعتبار حماس منظمة إرهابية الصادر عن محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، حيث لم يعد مقبولا انشغال مصر بهذه القضية، بينما يواجه العالم العربي شبح الصراع الطائفي.
10 - الأمن الإقليمي
ولفتت الوكالة التركية إلى أن تراجع القضايا الداخلية أمام قضايا الأمن الإقليمي في ظل وضع مضطرب يهدد الأمن الإقليمي، يعد من أهم دلالات العملية العسكرية، فقد تراجعت القضايا الداخلية، وانعكس ذلك على اهتمامات وسائل الإعلام، وبالتالي اهتمامات المواطن.