التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:58 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "مروة".. السجن بالألوان بريشة أستاذة الفنون الجميلة

لا تخشى "مروة" الأضواء. قبل سجنها كانت ضيفة على وسائل الاعلام. تتأهب خلال الشهور المقبلة للخروج من أبواب السجن. لا حسابات مسبقة لما قد يحدث، فقط تحاول استعادة مزاج ما قبل السجن والإقبال على الحياة.

قضت أستاذة الفنون الجميلة أربع سنين ونصف خلف الأسوار في جريمة استيلاء على مال عام، كانت التهمة الموجهة إليها هي التزوير في أوراق رسمية، وأدانتها محكمة جنايات قنا في 2010 بالسجن سبع سنوات.

تتملك روح الفنان من الأستاذة الجامعية الأربعينية. حصلت على الطلاق بعد زواج دام ثلاث سنوات، قبل 13 عاما. رزقت خلال زواجها بابنها يوسف، 14 عاما. لم تجد في الزواج حرية تسمح لها بالعطاء لفنها.

قضت "مروة" أكثر سبع سنين ترعى ابنها وحدها بعد الطلاق قبل أن تتورط في قضية التزوير. تركته قبل أن يتم عامه العاشر. تأسف لأنها ليست معه ترعاه. تقول إنها تستعد لمغادرة السجن قريبا وفقا لـ"العفو المشروط"، وفيه تحتسب سنة السجن ثمانية أشهر، كما تقول.

تلخص أستاذة الفنون الجميلة قضيتها بأن سكرتيرتها ورطتها في قضية نصب تضمنت تزوير أوراق ملكية قطعة أرض فانتهى بها الحال مسجونة في سجن النساء بالقناطر.

من حياة الفنان التي تثور على كل القيود إلى منشأة عقابية هدفها تقييد الحرية، كان الدرس مهما لـ"مروة". تدرك الآن قيمة  كل شيء "حتى إبرة الخياطة"، فلا شك أن تجربة السجن قاسية لفنان.

تتذكر "مروة" وهي على أعتاب الخروج من السجن ما افتقدته طيلة الأعوام الماضية "لبسي.. الألوان.. الأكسيسوريز بتاعتي.. عربيتي.. بيتي.. سريري.. تليفوني وشنطي والأحذية بتاعتي.. حاجات بسيطة قوي عند كل الناس بس يمكن مبيحسوش بقيمتها".

على هامش احتفالية قطاع السجون بعيد الأم التقى "دوت مصر" بـ"مروة"، كانت نصيحتها للأمهات ممزوجة بمأساتها الشخصية. كانت الدموع تترقرق في عينيها وهي تقول "قبل ما تعملي أي حاجة أو تثقي في أي حد فكري مليون مرة لأنك متتخيليش ليلة واحدة بعيد عن ابنك وانتي عايزه تروحيله ونفسك تشوفيه وتسمعي صوته ومش قادرة".

في بداية الأمر، لم تتعايش "مروة" مع ظروف السجن. تقول إنها مرت بمرحلة اكتئاب استمرت لعامين متتاليين قبل أن تتمكن إدارة السجن من إقناعها من ممارسة فنها داخل السجن، ومساعدة الأخريات حتى ولو "نفسيا".

من وراء أستاذة الفنون الجميلة كانت تطل لوحاتها، التي أنجزتها خلال عامين ونصف. قالت إن إدارة السجن وفرت لها الدعم النفسي والخامات وغيرها لرسم هذه اللوحات.

كانت مدة سجنها بمثابة إعادة اكتشاف لنفسها. تقول إنها كانت تتنقل بين البحر والحدائق وتتأمل لتنتج لوحاتها. صارت الآن تنظر بداخلها. تقول انها كانت تشعر بانها "مالكة كل حاجة"، وفقدت كل شيء بدخولها السجن.

تقول "مروة" إن جامعتها خيبت آمالها بعد أن اوقفتها عن العمل ولم تعين لها محاميا يدافع عنها، كما أوقفت راتبها الذي كان من المفترض أن يذهب جزءا منه إلى نجلها حتى وإن توقف لأنها عائله الوحيد.

تتطلع استاذة الفنون الجميلة لبداية جديدة بعد خروجها القريب من السجن، تقول إنها استفادت كثيرا من وجودها بداخلة، وأكثر "تشكر" كل من تسبب في حبسها خلف القضبان.