خبراء: زيارة السيسي لإثيوبيا أوجدت ظهيرا استراتيجيا لمصر
أشاد خبراء بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإثيوبيا والسودان، واعتبروا أن الزيارة جاءت لرأب الصدع في العلاقات بين مصر والدول الإفريقية، بعد تدهورها في العقدين الماضيين.
من جانبه، أشاد المتحدث باسم حزب الوفد، بهجت الحسامي، بالسياسة المصرية الجديدة تجاه إثيوبيا، منذ وقت محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسني مبارك في تسعينيات القرن الماضي، إلى الآن، مشيرا إلى أن مصر خلال هذه الفترة فقدت الظهير الجنوبي الداعم لها في كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
وأضاف الحسامي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، مساء الثلاثاء، أن الرئيس السيسي استعاد كل العلاقات المصرية والإثيوبية بعد سياسة مبارك ومرسي الخاطئة ضد أديس أبابا، كما أنه استعاد هيبة مصر بعد عقود، خصوصا بعد تلاقي وجهات النظر ضد الإرهاب، لتكون بذلك إفريقيا هي الداعم لمصر في كل الأصعدة.
وأكد المتحدث باسم الوفد ضرورة احتواء دول حوض النيل الأخرى وجنوب السودان، والعمل على إبرام اتفاقيات اقتصادية وأمنية مع هذه الدول لتأمين مصر استراتيجيا، مشددا على ضرورة التعاون العسكري، بين دول الحوض، لا سيما السودان التي من الممكن أن تكون مصدرا لتوليد الطاقة لمصر واستيراد الأيدي العاملة.
في السياق ذاته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، عادل الصفتي، إن زيارة الرئيس السيسي لإثيوبيا عمّقت العلاقات بين البلدين، وجاءت لإحياء العلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا، كما كانت عليه في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأضاف الصفتي في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، مساء الثلاثاء، إن اتفاقية المبادئ العشرة مع إثيوبيا والسودان، اعتراف رسمي بحق إثيوبيا في بناء سد النهضة، وأن الاتفاقية لم تحدد كمية المياه المقررة أن تكون حصة مصر، وأنها لم تحتفظ لها بنسبة محددة من حصتها التاريخية.
بدوره، أعلن الخبير القانوني، مجدي الجوهري، تأييده لاتفاقية المبادئ التي وقعها الرئيس السيسي، والرئيس السوداني، ورئيس وزراء إثيوبيا، حول كل ما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أهمية توقيع هذه الاتفاقية.
وأكد الجوهري، لـ"دوت مصر"، اليوم الثلاثاء، أن التعاون الحقيقي بين مصر وجميع الدول الإفريقية سيكون في صالح جميع الدول العربية والقارة السمراء، لافتا إلى أن الحكومة المصرية لا بد أن تستغل النجاحات المبهرة التي حققها الرئيس السيسى في زيارته للسودان وإثيوبيا لصالح الاقتصاد المصري ولصالح الدول الثلاث وشعوبها.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد خلال زيارته لإثيوبيا، على تلاقي وجهات النظر بين البلدين، حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم، وهو خطر الإرهاب الذي يمثل تحديا جماعيا يستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهته والقضاء عليه، حتى نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم الثلاثاء، بعد لقاءات موسعة مع رئيس إثيوبيا مولاتو تشومي، أن اتفاق إعلان المبادئ الذي قمنا بالتوقيع عليه أمس في الخرطوم بالاشتراك مع السودان الشقيق، يمثل خطوة إيجابية على الطريق الصحيح، نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف، وهي خطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ "تحقيق المكاسب للجميع"، ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى على صعيد تحقيق هذه الأهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغدا، ولكن تتعلق بحياة ومستقبل ورفاهية أجيالنا المقبلة".