التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 02:07 ص , بتوقيت القاهرة

العالم مقتنع أخيراً أن إسرائيل ليست مهتمة بالسلام

كان على الناخبين الإسرائيليين أن يختاروا؛ ومن خلال إعادة انتخاب الشخصية التي تراجعت علنا عن التزاماتها بالسلام، وبالتوصل إلى حل الدولتين فإنهم صوتوا ضد السلام. ما تبقى الآن هو كيف سيكون رد فعل  الفلسطينيين، والعالم على إنهاء اللعبة التي كانت تسمى بعملية السلام.


لقد فقد الفلسطينيون لسنوات الأمل في عملية السلام، وكانوا ولا زالوا يعلمون كل من يرغب في الاستماع  أن كل ما يعطيه القادة الإسرائيليون ما هو إلا ضريبة كلامية بينما جرافاتهم تلتهم الأراضي الفلسطينية.


ظل العالم يؤمن بما يسمى بعملية السلام حتى أجبر الشعب الإسرائيلي قائدهم أن يعطي رأيه باللغة العبرية لشعبه.  والآن ونحن نعلم أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية لجميع مواطنيها (انظر تعليقات نتنياهو العنصرية بشأن المواطنين العرب) ولم يكن أبداً جدياً في التزامه بقيام دولة فلسطينية، لذا يجب على العالم أن يتحرك.


تصويت الشعب الإسرائيلي حدد مصير محمود عباس الذي كان قد وضع رهاناته على عملية السلام وعلى دعم المجتمع الدولي. محمود عباس ذو الـ 79 عاما سيمهد بالتأكيد الطريق لجيل جديد من القادة الفلسطينيين خلال المؤتمر السابع القادم لحركة فتح.  لكن في الوقت نفسه قد أُعطى تفويضا لمتابعة الجهود لعزل إسرائيل دوليا، بينما يتم تعليق التعاون الأمني.


الجهود التي تبذلها دولة فلسطين العضو غير الدائم في الأمم المتحدة لملاحقة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، يجب الآن أن يُنظر إليها على أنها عمل إيجابي لاعنفي وهو رد فعل ألطف بكثير مما يجب أن يحدث لقوة محتلة.  بدلاً من انتقاد فلسطين يجب على الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية أن يشيدوا بأفعال محمود عباس كبديل سلمي معتدل لعروض المقاومة المختلفة.


وافق المجلس المركزي الفلسطيني على جهود عباس للذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً وعلى الحاجة إلى تعليق التعاون الأمني مع إسرائيل أيضاً.  سهّل الفلسطينيون لسنوات الحياة أمام المحتلين من خلال توفير التعاون الاستخباراتي والأمني لإحباط أية جهود لمقاومة الاحتلال غير المشروع والاستعمار الاستيطاني لأراضيهم.


عيون الفلسطينين والعالم سيركزون بعد الانتخابات على العلاقات الإسرائيلية مع واشنطن وبقية المجتمع الدولي. هل ستستمر الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل في مجلس الأمن بعد أن تخلى نتنياهو عن حل الدولتين دون تقديم بديل ذي مصداقية؟  لا تزال إدارة أوباما تعاني من جهوده لتخريب اتفاق محتمل مع إيران بشأن خططها النووية دون إعطاء بديل موثوق به.


الوضع نفسه يتكرر الآن في القضية الفلسطينية بعدما تخلى نتنياهو عن التزاماته بالاعتراف بدولة فلسطينية (ولو بشروط) دون تقديم أي بديل. من دون دعم لإقامة دولة فلسطينية، حسب ما قالت الصحفية المخضرمة "كريستيان أمانبور" على شبكة ال سي.ن.ن. (CNN) يوم الثلاثاء الماضي، فإن القائد الإسرائيلي لا يقدم أي بديل إلا باستثناء حالة تشبه الفصل العنصري، حيث لا يوجد أية حقوق سياسية لأربعة ملايين فلسطيني قابعين تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.


التصويت للكنيست الإسرائيلي والتحول إلى اليمين من خلال إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإفتراضي لإسرائيل قد أراح الفلسطينيين من أي قلق حول التوجه بجدية في اتجاه تدويل الصراع.  إن المحاولات بأن نقول إن الصراع يمكن حله فقط إذا جلس الطرفان وتحدثا مبنية على افتراض أن إسرائيل هي دولة ديمقراطية لجميع مواطنيها، وبالتالي لا يمكن أن تقبل حرمان شعب آخر سياسيا، وأن دولة إسرائيل تقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة مكان الاحتلال. هاتان الفرضيتان قضى عليهما نتنياهو وبالتالي فإن الفلسطينيين لم يعودوا ملزمين بضرورة مواصلة التظاهر بأن الصراع يُمكن حله ببساطة من خلال المشاركة الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة.


دور ومسؤوليات المجتمع الدولي بحل صراع يتفق الجميع أنه سمم الهواء في منطقة الشرق الأوسط هو الآن ذو أهمية قصوى. لم يعد مقبولاً أن يتم تعطيل المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لصالح إسرائيل.  يجب ألا يسمح لأية دولة أن تكون فوق القانون الدولي. لقد فقدت إسرائيل الآن أية فرصة للقوى العالمية بحمايتها من العدالة الدولية.