التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:17 م , بتوقيت القاهرة

نعم تطهير عرقي لـ"السنة" والأزهر مُحِق

اطلعتُ على أكثر من 5 أفلام خاصة مصورة من قبل عراقيين شيعة، يشاركون الحشد الشعبي في حربه لتحرير الأراضي من "داعش"، وتحاورت مع أشخاص آخرين، بعضهم يعيش في الجنوب العراقي، وآخرون يعيشون في المدن التى تخضع لسيطرة "الدولة الإسلامية"، وتأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك حرباً مقصودة، وتطهيراً عرقياً واسعاً يجري لأهل السنة، وسط صمت عربي ودولى، تحت مسمى حرب "داعش".


العنوان "داعش"، والصورة تطهير، وفق أحد أصدقائي العراقيين الشيعة، الذي أكد لى أنهم لا يتركون حتى المواشي والبهائم، إلا ويحرقونها مع المنازل، مؤكداً أن الإيراني قاسم سليماني بنفسه هو من يشرف على تلك العمليات الممنهجة.


بيان الأزهر إذن لم يأت من فراغ.. فهو لن يقدم على بيان مثل هذا قبل اطلاعه على تقارير أجهزة المخابرات والأجهزة السيادية.. وحتى رئيس الأركان الأمريكي أطلق قذيفة الأسبوع المنصرم، حينما تحدث عن تطهير عرقي يجري لأهل السنة من بعض فصائل الحشد الشعبي، مؤكداً أنهم سيوقفون قصفهم بالطائرات، ما لم يتوقفون عن ذبح أهل السنة.


لا بد إذن أن نكون موضوعيين، ونخبر الناس بالحقيقة، أن العراق يتعرض في هذه الأيام لهجمة إيرانية بحجة داعش، وإيران لن تتخلى عن حلم السيطرة عليه، رغم أن المذهب الشيعي لا علاقة له بما يجرى، وهو بريء مما يحصل، والدليل تصريح وزير المخابرات الإيراني السابق علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، في سياق مؤتمر "الهوية الإيرانية"، إن بلاده أصبحت اليوم "إمبراطورية" كما كانت عليه في التاريخ، مضيفاً أن عاصمتها اليوم هي بغداد، وأنها "مركز الحضارة والثقافة والهوية الإيرانية كما كانت في الماضى"، في إشارة إلى الإمبراطورية الفارسية قبل الإسلام التي حكمت العراق، وجعلت من المدائن عاصمة لها.


لاحظوا معي كذلك، أن صورة الزعيم الإيراني الراحل الخميني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، عُلقت مؤخرًا على سياج ساحة الفردوس وسط بغداد على قاعدة تمثال صدام حسين وسط الساحة، بالإضافة إلى إطلاق اسم الخميني على شارع الرئيسي في مدينة النجف المقدسة، والتي تمثل المرجع الأول للشيعة في العالم.


ورداً علىّ، أرسل لى الصديق والقيادى الشيعي الطاهر الهاشمي رسالة أكد فيها أن الغرب، خاصة الأمريكان لا يمكن الوثوق في حيادهم، أو تصديق ادعاءاتهم بالحفاظ على حقوق الإنسان العربي، ونحن لم ننس بعد أفعالهم بالشعب العراقي إبان الغزو سنة 2003، ولا ما يحدث في سوريا وفلسطين اليوم، وأفغانستان من قبل، وما ليبيا واليمن ببعيد عن أنظارنا وأذاننا.


 كما أنه لا يخفى على لبيب أن داعش وأخواتها هي صنيعة أمريكية بامتياز، كما صرحت بذلك هيلاري كلينتون، وأن تصريح جون كيري، أن الحرب على داعش قد تستمر لثلاث سنوات أو أربع ، كانت إشارة ـ قرأها الجميع ـ إلى الرغبة في إدارة الأزمة لا إلى حلها، وذلك لتكريس التقسيم الحاصل وجعله أمرا واقعا في إطار مخطط تفكيك الدولتين العراقية والسورية، وأما التقارير التي أشرت إليها، فإن ذلك يأتي في عموم استرضاء دول الخليج، والكل يعلم ذلك، وهل ينكر أحد أن الأزهر مخترق من الوهابية حتى النخاع؟ وأن السياسة لها حساباتها التي قد تتجاوز الحقيقة أحيانا من أجل المصلحة، وأما ما نسمع من مسميات " الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران " فهذا مسمىً صنع لخلط الأوراق، ووجود خبراء إيرانيين لتقديم التدريب والدعم اللوجيستي ليس بجريمة.


وحينما أرسلت إليه أحد الفيديوهات البشعة التي وصلتنى بصورة خاصة، والتي ظهر فيها أحد قادة الميليشيات وهو يقتل طفلاً رمياً بالرصاص، ثم ظهر فيها آخرون، وهم يقطعون أطراف بعض أهل السنة بالمناشير، قال لي إن مصادر المعلومات مشكوك في نواياها!!!


ما نؤكد عليه، هو أن الطائفية هي السلاح، والفرصة غير المسبوقة التي تحدث عنها أيمن الظواهرى، حينما قال إنها ستمكننا من التجنيد والتوغل، ولذا فإن داعش وجدت بيئة حاضنة، وهى العشائر السنية المهمشة، والتي مارس معها المالكي وميليشياته من قبل كل صنوف وألوان العذاب، ومن أراد القضاء على داعش عليه أولاً القضاء على الطائفية المقيتة والبغيضة.


كما أن الطائفية هي سلاح إيران للسيطرة على العراق، ولذا فهى تدعم ميليشيات كثيرة، وتدربهم في معسكر "بازوكا" على كل أنواع السلاح، حتى أن الحكومة العراقية ذاتها لا تستطيع السيطرة على تلك العصابات، المدفوعة من بعض رجال الدين بحجة الحفاظ على المقدسات.


وهناك أكثر من 40 ميليشيا شيعية تدعمهم إيران بالمال والسلاح وعلى رأسها منظمة بدر الشيعية، التي يقودها هادي العامري وزير النقل العراقي السابق، وميليشيا عصائب أهل الحق، وغيرها، تمثل أدوات السيطرة على الأرض وإخضاع كل من يخرج عن الطوع الإيراني.


كما يلعب قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في العراق، دورا مكشوفاً وظاهراً للعيان الآن في التمدد الفارسي ببلاد الرافدين، وهو ما يشكل منظومة الميليشيا المسلحة والتي يقودها بنفسه، وفقا للصراع الصفوي العثماني والتي كان العراق مقسما فيما بينهم.


الغريب أن الذين يؤيدون ما يحصل، نشروا على صفحاتهم الخاصة صورة علماء أهل السنة العراقيين وهم يتبرعون للدم للحشد الشعبي، وأنا أقول لهم، لا تقولوا لنا إن مجلس علماء أهل السنة استنكر بيان الأزهر، ويدعم ما يحصل، فالمجلس يترأسه المدعو خالد الملا، رجل إيران، والذي دخل الانتخابات 3 مرات مع حزب الدعوة الشيعي، وفشل ولم يحصل إلا على 500 صوت.


من أراد القضاء على داعش فعليه إذن أن يوقف تلك الطائفية؟ وعليه أن يعطي أهل السنة حقوقهم؟ وأن يدمر البيئة الحاضنة لداعش؟


نعم الأزهر محق.. نعم الأزهر محق.. نعم الأزهر محق.