التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:27 ص , بتوقيت القاهرة

صور | باردو.. متحف أغضب "داعش"

مر متحف باردو "المتحف الوطني" التونسي، الأربعاء، بأعمال عنف تصنف كأكبر أعمال عنف تشهدها تونس منذ الثورة، وراح ضحيتها 22 قتيلا و50 جريحا، ويعتبر المتحف هو أبرز منطقة سياحية داخل البلاد بما يحتويه من أعمال فسيفسائية من أهم تلك الأعمال في العالم.

ويمتاز متحف باردو باحتوائه آلاف اللوحات الفسيفسائية الرومانية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وما بعد القرن السادس الميلادي، كما يضم العديد من القطع الأثرية القيمة، التي تنتمي إلى حقب تاريخية مختلفة، ويعد من أقدم متحف شمال إفريقيا، والمتحف الوجيد الذي يضم هذا العدد من لوحات الفسيفسائية.

وتم تدشين متحف باردو عام 1888، وأطلق عليه بداية في عام 1900 "المتحف العربي"، وفتح للزوار عام 1913، يعد أول المتاحف التي اختصت بفن الفسيفساء الرومانية القديمة في العالم، ويضم بين أروقته آلاف اللوحات الفسيفسائية الرومانية التي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.

وهزم الإله نبتون

يحتوي المتحف على العديد من القاعات والأجنحة المختلفة، وأهمّها قاعة قرطاج الرّومانيّة، وقاعة فيرجيل، وقاعة دقة وقاعة الفسيفساء المسيحية، إضافة إلى العديد من الأجنحة والقاعات الأخرى.

وبين القطع الرئيسية في المتحف لوحة "انتصار الإله نبتون"، وهي لوحة الفسيفساء بالغة الضخامة، التي ظهرت خلف محتجزي الإرهابيين داخل متحف باردو، ويبلغ طولها 13 مترا وعرضها 8 أمتار، وتعود إلى القرن الثاني الميلادي، وهي أكبر لوحة فسيفساء عمودية في العالم.

وترمز تلك اللوحة إلى انتصار الإله نبتون ونجاحه في هزيمة بقية الآلهة الرومانية القديمة، ليصبح هو الآله الوحيد، لكن يبدو أن اليوم شهد هزيمة نبتون، حيث تمكن إرهابيين من اقتحامه واحتجاز العشرات الأمر الذي أدى لمقتل 23 شخصا أغلبهم من الأجانب

 

 

وتعتبر الأثرى والأكثر تنوعا وتفننا في العالم أجمع، فتضم هذه المجموعات رسومات للشاعر فيرجيل، الذي أطلق اسمه على إحدى قاعات المتحف، كما يستعرض متحف باردو مجموعة غنية من التماثيل، والمنحوتات التي تعود فترات وحضارات قديمة مختلفة مثل الحضارة البيزنطية وغيرها، وبذلك أصبح المتحف مزارا تاريخيا للسياح من كل بقاع العالم.

وكشف الأثريون عن أطلال تؤكد وجود منشأت بحرية وعلاقات تجارية أسسها الفينيقيون، ربطت هذه المدينة الفينيقية بكامل اليابسة المحيطة بالبحر المتوسط وأهلها، وتركت قرطاج شهاداتها على حضارة وفنون كشفت عنها الحفريات، ثم توالت الحضارات العربية الإسلامية مع الفتح العربي وجاءها الأغالبة والفاطميين، حتى الحفصيين والعثمانيين والحسينيين، ويحتوي متحف "باردو" على آثار بكل زمن عاش فيه هؤلاء.

وبعد استقلال تونس في 1954، تم تدشين أجنحة جديدة بالطابق الثاني، وفي عام 1974 عرضت نماذج من الفسيفساء وقطع أثرية من البلور والخزف والنحاس، وفي إطار الاحتفال بمئوية المتحف دشنت قاعة الحضارة الإسلامية عام 1987، وأعيد تنظيم رواق الفنون والتقاليد الشعبية في العام 1988، ثم أعيد تنظيم قاعة الكنوز وجناح الآثار البونية واللوبية، وفي العام 1995 دشنت قاعة جديدة تعرض تقاليد تسريح الشعر عند المرأة الجديدة المستحدث في باردو.