التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:55 م , بتوقيت القاهرة

في الثورة ومواجهة الإرهاب.. تونس ومصر على الدرب سويا

تونس ومصر، شقيقتان بدأتا نسائم الربيع العربي، ولم يكونا يعلما أنهما على موعد مع إرهاب أسود، يستهدف أمنهما واستقرارهما وحياة الأبرياء من أبنائهما، فبعد مرور 4 سنوات على ذكرى اندلاع ثورتيهما، شهد كل منهما العشرات من العمليات الإرهابية، التي نفذتها جماعات ظلامية تنسب نفسها للإسلام.


ثورتا شعبين حالمين بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، رافضين كل معاني الحرب والإرهاب والظلام، لكن يبدو أن الأقدار كتبت على مصر وتونس أن يسيرا على الدرب سويا، فهما من بدأتا الربيع العربي، وهما من أعلنتا اليوم حربا شرسة على الإرهاب وأعوانه.



رئيسان في وجه الإرهاب


في مصر، وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، كان من بين العمليات الإرهابية في 28 يونيو 2014، قتل 4 شرطيين تابعين لقوات الأمن المركزي برصاص مسلحين مجهولين، في مدخل مدينة رفح شمال سيناء، ثم فى 13 يوليو قتل جندي وأصيب 3 آخرون من قوات الأمن فى إطلاق صاروخين على معسكر أمني في ضاحية السلام بالعريش.


وشهدت الأيام التالية عشرات العمليات الإرهابية، التي راح ضحيتها المئات من جنود الجيش المصري، إلى أن جاء الحادث الإرهابي الشهير حين ذبح تنظيم "داعش"21 مصريا في ليبيا، ليخرج الرئيس المصري عن صمته، ويعلن أن لمصر حق الرد على هذا العمل الإرهابي في الوقت الذي تراه، وخرجت قوات الطيران المصري، فجر يوم 18 فبراير، لتضرب معاقل التنظيم في ليبيا. 



على الجانب ذاته، استقبلت العاصمة التونسية، ظهر أمس الأربعاء عملية إرهابية هي الأعنف منذ اندلاع الثورة في يناير 2011، حيث هاجم مسلحون متحف باردو واحتجزوا رهائن، وأسفرت العملية عن مقتل 23  شخصا، بينهم 17 سائحا أجنبيا على الأقل، وأصيب 50 آخرين، وفقا لما ذكره التلفزيون التونسي، قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة على المتحف وإجلاء الرهائن، وقتل اثنين من منفذي العملية الإرهابية.


ويقول القيادي في التيار الشعبي التونسي، زهير حمدي، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن حادث متحف باردو الإرهابي يعد نقلة نوعية في استراتيجية الإرهاب الذي يضرب تونس من جماعات ظلامية، مؤكدا أن قوى الإرهاب استطاعت أن تنتقل من المناطق الحدودية إلى قلب العاصمة تونس، كما تمكنت من استهداف مبنى مقر البرلمان.



وبحسب صحف تونسية، فإنه مع مرور الأيام تعددت العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس منذ بدء "ثورة الياسمين" إلى أمس، لتصل إلى أكثر من 20 عملية إرهابية استهدفت العشرات من العسكريين والمدنيين.


ويوضح المحلل السياسي التونسي، نور الدين المباركي، أن المؤشرات الاقتصادية توضح تراجع اقتصاد البلاد في ظل ارتفاع عجز الموازنة والتضخم الاقتصادي الذي يشهده السوق التونسي، فتأتي هذه العمليات الإرهابية لتعمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. 


وعلى خطى السيسي، خرج السبسي، في تصريح للقناة التونسية الوطنية الأولى، مؤكدا أنه لا أمل من الإرهابيين، وأنه سيمحوهم من الخريطة، كما دعا إلى التعبئة العامة للقضاء على الإرهاب.


الحرب على الإرهاب


وكما اختار القدر تونس ومصر لبدء ثورات الربيع العربي، التي انطلقت عقب ذلك إلى عدة بلدان، يبدو أنه اختارهما أيضا لبدء حرب طويلة ضد الإرهاب.


الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي بنظيره التونسي، دان الحادث الإرهابي، وقدم باسم شعب وحكومة مصر خالص التعازي والمواساة للرئيس والحكومة والشعب التونسي في ضحايا هذا الحادث الإرهابى الغاشم.


زهير حمدي يرى أنه على الحكومة التونسية التواصل مع الدول العربية المحيطة كمصر والجزائر، للتنسيق من أجل محاربة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، من خلال وضع خطة مشتركة لتطويق المنطقة ودحر العناصر الإرهابية.


ويضيف: "يجب على الرئيس السبسي التنسيق مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، فهما يواجهان ظروفا متشابهة، حيث استهلا فترتيهما الرئاسيتين بأحداث إرهابية استهدفت الأبرياء".


وتشير المتحدثة الإعلامية السابقة باسم لجنة انتخابات تونس، خمائل فنيش، في تصريح لـ"دوت مصر"، إلى أنه ليس من المهم معرفة هوية مرتكب الحادث الإرهابي في تونس، سواء "داعش" أو غيره من التنظيمات المسلحة، لكن الأهم هو سبل مواجهة تلك التنظيمات، التي باتت مواجهتها أمرا حتميا، بحسب تأكيدها، لافتة إلى ضرورة تعاون تونس من جيرانها، خصوصا مصر التي تواجه ظروفا مشابهة، لتوحيد الصف والقضاء على الإرهاب".


كماشة الإخوان


من جانب آخر، ينظر إلى السيسي والسبسي أنهما من خلصوا مصر وتونس من ظلامية جماعة الإخوان المسلمين، فالرئيس المصري، في نظر قطاع واسع من المصريين هو الشخص الذي أزاح حكم التيار الإسلامي للبلاد متمثلا في الإخوان، استجابة لاحتجاجات شعبية في 30 يونيو 2013، دعت لها حملة جمع التوكيلات الشعبية "تمرد".


أما السبسي، فهو رجل يتناول الإعلام أخباره ويتحدث عنه باعتباره رئيسا لحزب نداء تونس، الذي هزم في الانتخابات التشريعية التونسية، أواخر أكتوبر الماضي، تيار الإسلام السياسي متمثلا في حركة النهضة الإسلامية التونسية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.