التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:10 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "الكنيسة" تكشف حقيقة أزمة "وادي الريان"

عقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤتمرًا صحفيًّا، مساء اليوم الإثنين، بالمركز الإعلامي بالعباسية، لتوضيح موقف الكنيسة من أزمة التجمع الرهباني بوادي الريان، بعد أن حدثت مشاجرات داخل الدير .


وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، القس بولس حليم، خلال المؤتمر، إن "منطقة وادي الريان، سكنها الأنبا مكاريوس السكندري، في القرن الرابع مع  مجموعة من الرهبان، وظلت الحياة الرهبانية عامرة، حتى القرون الوسطى".


وأضاف حليم، أن "الأب متى المسكين سكنها مع مجموعة من الرهبان، منذ العام 1960 إلى العام 1969، وجرت محاولات فردية لإحياء المنطقة من الأب إليشع المقاري، إلى أن كوَّن أول تجمع رهباني حقيقي في العام 2006، حيث بدأ يتوافد مجموعة من الناس للرهبنة"، موضحًا "ولكن المجمع لم يعترف به في عهد البابا شنودة، لعدم استيفائه أي شرط من شروط الاعتراف بالأديرة".


شروط الاعتراف بالأديرة


وقال  حليم ، "من المعروف أنه لكي ينشأ دير تابع للكنيسة القبطية، لابد أن يمر بعدد من المراحل، وهي أولًا، إنشاء تجمع رهباني، وهذا متوفر في وادي الريان، ولكن لابد أيضًا أن يكون التجمع تحت إشراف روحي وإداري من قِبل الكنيسة، وهذا لا ينطبق على وادي الريان، كما يجب أن يكون هذا المكان قانوني، ثم يجب أن تقوم لجنة الرهبنة والأديرة بدراسة وضع الدير لتقديم تقرير عنه، كما يجب أن يُطرح على المجمع المقدس للاعتراف به، وكل هذه الشروط ليست متوفرة".


ورقة اعتراف البابا بالدير


وعن الورقة المتداولة لاعتراف البابا بالدير، قال "كنيستنا كنيسة مجمعية، ولا يجوز للبطريرك الاعتراف بالدير، هذه الورقة أعطاها البابا فقط للأب إليشع لتيسير أعمال المكان الإدارية أمام الدولة، وليست اعترافًا كنسيًّا به كدير تابع للكنيسة، لأنه لم يستوفِ الشروط المذكورة سابقًا".


وأضاف بولس، أن "كلمة دير تطلق على بعض التجمعات الرهبانية التي ترغب في الاعتراف بهم كدير الملاك للراهبات بنقادة، الذي يرأسه الأنبا بيمن، والذي تم الاعتراف به مؤخرًا من المجمع المقدس بعد استيفاء الشروط، ولكن قبل ذلك لم يكن معترفًا به، وقمنا بتشكيل لجنة لفحص حالة الرهبان بوادي الريان".


قبول المشرف للرهبان دون تدقيق


وعن حالة الرهبان في وادي الريان، قال القس بولس، إن "التجمع الرهباني الموجود بوادي الريان، يضم عدة فئات غير متفقة في الفكر أو الرأي، فالدير يضم عدة فئات، منهم فئة تريد أن تعيش حياة الرهبنة الحقيقية، بحسب القرن الرابع، وفئة أخرى تقدمت لأديرة طالبين الرهبنة، ورُفِضوا، ولكن قَبِلهم الأب اليشع، المشرف على الدير من قبل، وفئة ثالثة تضم رهبان بعض أديرة الكنيسة، المعترف بها، وعليهم عقوبات كنسية، وقَبِلهم الأب اليشع أيضًا، دون تدقيق، وهناك آخرون"


انتحال شخصية راهب


وتابع، إن "وادي الريان يضم 128 راهبًا و118 أخًّا تحت الاختبا، وأن الأب إليشع لم يستشير الكنيسة لقبول هذا العدد"، متسائلًا؛ "هل من المعقول في أي دير أن يكون هناك 118 أخًّا تحت الرهبنة؟ المعروف أن عددهم في أي دير لا يتجاوز عدد أصابع اليد، لهذه الأسباب نحذر أبناءنا من الانضمام للأديرة غير المعترف بها من قِبل الكنيسة، وغير خاضعة لرعايتها حتى لا نتعرض لهذه الموقف".


موقف الكنيسة من الرهبان


وأوضح المتحدث الرسمي للكنيسة بشأنموقفها من الدير، قائلًا: "لقد قدمنا حلولًا عديدة لتقنين أوضاعهم وبعض الرهبان رفضوا، وقررنا مساحة معينة تستوعب حوالي 310 قلايات للرهبان، وسندبر المبلغ في غضون 3 أشهر تقريبًا"، متسائلًا: "هل من المقعول أن كل كاهن يقوم بأخذ قطعة أرض فيصبح دير أو كنيسة!".


وأضاف، "الكنيسة جلست عدة مرات مع الرهبان لإقناعهم والتحاور معهم، إلا أنهم رفضوا الحوار، والبعض الآخر قَبِل، ونظرًا إلى أنهم من خلفيات مختلفة لم يتفقوا على رأي موحد، وقد قمنا بعد ذلك بإعفاء الراهب إليشع من مهامه كمشرف على التجمع من الكنيسة، وتبرأنا من الراهبين داوود ويعقوب لتصرفاتهم التي لا تتفق مع الرهبنة."


وقال، "خلال هذه الفترة حاولنا مرة أخرى الاتفاق مع الرهبان فوافق معظمهم على شق الطريق دون المساس بأي من المناطق الأثرية، مع حفظ قلالي الرهبان، إلا أن مجموعة تصدت للعمال التابعين للدولة لشق الطريق، فقمنا بإصدار بيان نعلن فيه الحقيقة، وموقفنا حتى لا يقال أننا نقف أمام القانون، فنحن كنيسة وطنية ولا نخالف القانون أو نعطل التنمية."


باب العودة للرهبان مفتوح


وأكد القس بولس حليم، أن "البابا تواضروس، اتفق اليوم، مع أسقف الفيوم، عضو اللجنة البابوية المشرفة على منطقة وادي الريان، الأنبا أبرام، على إرسال راعي من الكنيسة يدبر أحوال الرهبان حتى يتم الاعتراف بهم".


وأشار إلى أن "عددًا كبيرًا من الرهبان أعلن خضوعه لرئاسة الكنيسة، حيث قام بعض الرهبان المؤيدين لقرارات الكنيسة بهدم حوالي 44 مترًا من سور الدير، فقام عدد آخر من المعارضين بإعادة بنائه مرة أخرى، وحتى الآن لا يوجد رأي موحد".


وعما إذا كانت الأديرة الأخرى للكنيسة تعاني من مشاكل مشابهة، قال "لا توجد لدينا أية مشكلة قانونية في أي دير من أديرتنا المعترف بها"، واختتم المؤتمر قائلًا: "إذا قرر الرهبان الذين تبرأنا منهم العودة من الجديد، فحضن الكنيسة مفتوح للجميع، ونحن حريصون عليهم، فقد عرضنا عليهم الحوار، وقدمنا لهم الحلول ورغم أن ذلك التجمع لم ينشأ بإرادتنا إلا أننا فعلنا ذلك من منطلق حرصنا عليهم".