التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:31 م , بتوقيت القاهرة

بغداد تقاوم الموت بوجوه أخرى للحياة

على هامش التفجيرات والقتلى والجرحى، لا تزال الحياة فيها تنبض بالفنون والثقافة والرياضة والمظاهر الترفيهية. في معزل عن الأزمة العراقية اليومية، بغداد تعيش حياتها العادية.


مدينة السلام، هكذا تعني كلمة بغداد في القاموس المحيط. قد يفسر هذا بقاء بغداد في حياتها العادية، رغم أن كل المحافظات حولها تحولت إلى ساحة للقتال، فالأنبار المحافظة الحدودية لبغداد، لا يمر يوم إلا وبها ضحايا بالعشرات، إثر اشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم "داعش"، وهكذا الحال في صلاح الدين وديالي.


ورغم رغبة تنظيم "داعش" في السيطرة على بغداد منذ دخوله إلى العراق، إلا أن بغداد حتى الآن لم تقع في يدهم، فبالرغم من التفجيرات اليومية التي تشهدها العاصمة العراقية، لا تزال تحتفظ بمسارحها وملاعبها وحياتها، وقد شهدت بغداد العديد من الأنشطة الترفيهية حتى بعد ظهور تنظيم "داعش" في العراق.


عرض أزياء


احتضنت بغداد عرض أزياء نادر باسم "Baghdad Fashion Show"، حاول منظموه جعله أقرب ما يكون إلى العروض العالمية، ما مثل تحديًا لمجتمع محافظ إلى حد كبير، وتحديًا لواقع مليء بدوامات من العنف والحروب.



وأقيم عرض الأزياء في فندق "الرشيد"، أحد أفخم فنادق بغداد، وضم 16 عارضة، بعضهن هاويات، عرضن 48 تصميمًا لـ6 مصممين غالبيتهم من الهواة، بينهم شاب واحد، وحضر العرض عدد كبير من الزوار.


مهرجان الأزهار


عُقد المهرجان الدولي للأزهار في نسخته السادسة في بغداد، حيث احتضنت العاصمة العراقية أكثر من 50 ألف زهرة، واستضافت بغداد هذا المهرجان في أكبر متنزَّهاتها المركزية، الأمر الذي أتاح للكثير من العراقيين القدرة على التنزه بعيدًا عن زخم الحياة اليومية.



 وبدت العاصمة العراقية من خلال المهرجان أكثر إصرارًا على الحياة، منحية أعمال العنف والتفجيرات التي تحدث بشكل شبه يومي عن المشهد الرئيسي، لتحل محله الأزهار.


دور السينما والفن


ولم تهمل العاصمة العراقية عالم السينما في غمرة ما تشهده الحياة من أحداث دامية، فرغم هذا استضافت مهرجان بغداد السينمائي بدورته السادسة. واشتمل المهرجات على 6 مسابقات؛ هي مسابقة للفيلم الروائي الطويل، ومسابقة للفيلم الروائي القصير، ومسابقة للفيلم الوثائقي، ومسابقة للمخرجات العربيات، ومسابقة "صورة إنسان"، ومسابقة "آفاق جديدة" الخاصة بالأفلام العراقية.



ومن باب أنه "من رحم المعاناة يولد الإبداع"، فإن المبدعون العراقيون في مجال السينما لم توقفهم قلة دور العرض، وقلة الإمكانيات والدعم المادي للمجال الفني، حيث أنتج المسرح الوطني لأفلام وزارة الثقافة فيلم "ندم"، وهو فيلم قصير إخراج علي الجابري، وفيلم "حنين"، وهو فيلم روائي طويل من إخراج أكرم كامل، بالإضافة إلى فيلي "الشروق" و"بغداد خارج بغداد".


الرياضة في العراق


في جامعة بغداد، انطلقت فعاليات بطولة ألعاب القوى للجامعة، بمشاركة 24 كلية وأكثر من 500 طالب وطالبة، في محاولة لمجاراة الحياة العادية لبغداد.



وخلال الكأس الآسيوية، كان أهل بغداد يخرجون للاحتفال كلما حقق المنتخب الوطني العراقي فوزًا في البطولة. وشهدت العاصمة العديد من الاحتفالات واستخدام الألعاب النارية، عقب فوز المنتخب العراقي على نظيره الإيراني في البطولة.



وتستمر الحياة الرياضية في العراق، حيث يتابع المواطنون الدوري العراقي لكرة القدم، وبقية الرياضات في جولاته، رغم توقفه أحيانا على خلفية بعض المخاوف الأمنية.