التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:58 ص , بتوقيت القاهرة

"أطباء بلا حدود" في الحرب السورية.. 4 سنوات من المعاناة

تأتي الذكرى الرابعة للحرب السورية في ظل واقع مؤلم ومدمر لملايين السوريين، حيث يحاصرهم الجوع والمرض، بجانب الجماعات المسلحة وقوات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتقاوم المنظمة غير الرسمية "أطباء بلا حدود" في سوريا بمشاركة ما لا يزيد عن 5000 طبيب شاب ينقصه الخبرة، بالإضافة للنقص في الأدوية والمعدات الطبية، واستمرار القصف يوميا في الأحياء السورية.



منظمة "أطباء بلا حدود" منظمة طبية إنسانية دولية تقدم الرعاية الطبية عالية الجودة إلى الشعوب المتضررة من الأزمات بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي، كل يوم، ويوفر أكثر من 27،000 موظف ميداني لأطباء بلا حدود في جميع أنحاء العالم، المساعدة إلى الشعوب المتضررة من العنف أو الإهمال أو الأزمات، ويعود ذلك أساسا إلى النزاعات المسلحة أو الأوبئة أو سوء التغذية أو الحرمان من الرعاية الصحية أو الكوارث الطبيعية.


توفر منظمة أطباء بلا حدود منذ يونيو/ حزيران 2012 خدمات الرعاية الصحية في بعض أجزاء شمال سوريا، حيث حددت الاحتياجات الطبية في المنطقة وكان بإمكانها إنشاء مستشفيات وعيادات مؤقتة فيها. وحتى اليوم، قدمت الفرق الطبية أكثر من 140,000 استشارة طبية، معظمها تخص الإصابات البليغة والأمراض المزمنة المهددة للحياة، كما أجرت الفرق نحو 7,000 عملية جراحية، وساعدت أكثر من 1,900 امرأة في وضع مواليدهن في ظروف آمنة.


وتأتي تبرعات المنظمة غير الرسمية من مصادر خاصة، وليس من الحكومات، لضمان استقلالية فرق أطباء بلا حدود في تحديد أولوياتها التي تقوم بها، وليس وفقا لأي جدول أعمال سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي.


تبرع الأطباء المنتسبون لمنظمة "أطباء حول العالم" (تركية) براتبهم الشهري لصالح الأطباء والعاملين في القطاع الصحي في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في سوريا، وذلك في إطار حملة أطلقتها المنظمة بمناسبة عيد الطب في تركيا والذي يصادف أمس السبت، نقلا عن الأناضول.



2011


ظهر أول تقرير للمنظمة لعام 2012، والذي أظهر شدة النزاع في مختلف الأنحاء السورية، وزيادة عدد الإصابات، وانعدام الأمان وانتشار التدمير المتعمد للمرافق الصحية، وانهيار النظام الصحي، وحرمان الكثير من السكان، بالإضافة لتدهور الوضع الإنساني.


وأنشأت المنظمة مستشفيين في محافظة إدلب، وافتتحت مستشفى ثالثة في حلب بالرغم من عدم الحصول على إذن حكومي بتقديم المساعدات الطبية في جميع أنحاء سوريا.


وأقيمت وحدة للجراحة ضمت 15 سريرا، وغرفة إنعاش، وبحلول نهاية العام، أجريت 665 عملية جراحية، وتلقي 2230، مريضا لعلاج الطوارئ، أما في إدلب أقام "أطباء بلا حدود" مستشفى في كهف بمنطقة الأكراد، فحص ما يقرب من 7200 مريض، أجرى أيضا ما يقرب من 70 عملية ولادة شهريا.


وفي منطقة دير الزور، وسعت المنظمة أنشتطها لعلاج المرضى الذين واجهوا انقطاع العلاج من الأمراض المزمنة، مثل الربو والسكري، والأمراض القلبية، والأدوية المطلوبة، وكذلك تبرعت بالعديد من الأدوية والإمدادات الطبية إلى المرافق الصحية في محافظات حلب، حمص، إدلب، حماة، درعا، دمشق.


وبحلول نهاية عام 2012، كان مئات الآلف من السوريين، يقيمون في البلدان المجاورة. في هذا الصدد، قدمت برامج المنظمة المساعدات الطبية والإنسانية إلى اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا والعراق.


2012


ذكرت تقارير خاصة بالمنظمة أن قوات الأمن بدأت في ملاحقة الأطباء وتراقب المستشفيات، وتعتقل أو تعذب الجرحى، فيما تحول الأطباء لأعداء للحكومة السورية، وأصبحوا عرضة للاعتقال أو السجن، وفي درعا وحمص وحماة ودمشق، اتجه تأسيس المستشفيات الميدانية السرية، داخل المنازل، فيما تتعرض المستشفيات للقصف العشوائي، وأصبحت المساعدات تقدم بشكل سري.



وأنشأت المنظمة في 2012، أول مستشفى لها في شمال سوريا، وأنشأت كذلك مستشفى جراحية سرية في أحد المنازل المهجورة، بالإضافة لافتتاح مستشفيين في حلب وإدلب، والتي تخضع وقتها للمعارضة السورية.


وبلغ العاملون من منظمة أطباء بلا حدود في سوريا 229 فرد لعام 2012، وأجرت حتى يناير 2013، 1560 عملية جراحية أغلبها ناجم عن أعمال عنف، وساعدت في ولادة 368 طفلا،وتم توزيع 166 طنا من مستلزمات الإغاثة.


2013
يذكر أن مروحيات الجيش السوري بدأت عام 2013 إلقاء براميل متفجرة من الجو على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.


وفي 21 أغسطس/ آب 2013، جاء تقرير من المنظمة لأول مرة أعلنت فيه عن استقبال حوالي 3600 مريض في أقل من ثلاثة ساعات وكانت تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي، وتوفي من بين هؤلاء 355 مريضا.



فيما قُتل الدكتور محمد أبيض، طبيب جراح سوري يعمل لدى المنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود في شمال سوريا. عُثر على جثته يوم 3 سبتمبر/ أيلول في محافظة حلب، ووصفت ظروف موته بالغامضة.


2014
وفي أوائل عام 2014، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" الإفراج عن 5  موظفين كانت جماعة مسلحة قد خطفتهم في شمال غرب سورية أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي، وجاء في بيان صدر عن المنظمة يوم الخميس 15 مايو/ أيار أن 3 من العاملين أفرج عنهم في 4 من أبريل/ نيسان الماضي إضافة إلى اثنين آخرين يوم الأربعاء 14 مايو/ أيار.


وأدانت المنظمة التي ترسل أطباء إلى مناطق النزاع اختطاف المتطوعين، الأمر الذي دفعهم إلى إغلاق مستشفى ومركزين طبيين في منطقة جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية شمال غرب سورية لأسباب أمنية.


وفي منتصف فبراير 2014، تمّ سحب الموظفين الدوليين من الميدان، واقتصر النشاط على مستشفيين يديرهما موظفون محليون في محافظتي حلب وإدلب، وعلى دعم الهياكل الصحية، ومع أنشطة اللاجئين السوريين المتواجدين في الدول المجاورة، تخصص أطباء بلا حدود 22 مليون يورو للأزمة السورية و600 ناشط من بينهم 250 منتشرين في الداخل، وهو رقم قليل متواضع مقارنة بأنشطتها في 2013، حيث أدارت أطباء بلا حدود بميزانية قدرها 40 مليونا 7 مستشفيات في المناطق الريفية في شمال سوريا، ودعمت نحو 100 مركز صحي.


حملت منظمة "أطباء لحقوق الانسان"، قوات الحكومة السورية مسؤولية مقتل أكثر من 600 طبيب وعامل في المجال الطبي في عمليات قصف وقنص وتعذيب خلال النزاع المستمر منذ أربع سنوات، وكشفت المنظمة أن 139 من العاملين في قطاع الصحة، تعرضوا للتعذيب وأعدموا.


ووثق التقرير أيضا 233 هجوما بواسطة البراميل المتفجرة ضد 183 مستشفى وعيادة، وأشارت منظمة "أطباء لحقوق الانسان" إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أعدم أربعة من العاملين في المجال الطبي، ونفذ ست هجمات على منشآت طبية في الأشهر الـ17 الأخيرة.