زويل لحضور مؤتمر مارس: استثمر في مصر.. استثمر في المستقبل
أكد العالم المصري الدكتور أحمد زويل على أهمية علاقة الاقتصاد بالمعرفة وارتباطهما الوثيق، مشيرا إلى أن السوق العالمي في القرن الحادي والعشرين يعتمد تماما على المعرفة التي تستمد قوتها من العلم، لأن العلم هو العمود الفقري للابتكار، وبدوره فإن الابتكار هو المفتاح أو الطريق نحو الرخاء وإزدهار الحياة وحق المواطن في السعادة الإنسانية.
وأضاف "زويل"، خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، صباح اليوم السبت، والتي رحب فيها بالحضور والمشاركين في المؤتمر جميعا على أرض مصر، أنها أرض التاريخ والسلام وحسن الضيافة والفرص الواعدة للاستثمار.
وأوضح العالم الحائز على جائزة نوبل، أن هناك تحديات تواجه مصر ككل بلدان العالم، مؤكدا أنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديات خاصة بالتعليم، لافتا إلى أنه عمل بصفته مستشارا علميا للرئيس الأمريكي باراك أوباما مع اللجنة الاستشارية على وضع خطة استراتيجية لهذا التحدي.
وأكد الدكتور زويل، أن مصر قادرة على تحقيق قفزة كبيرة في مجال التنمية والنهضة الإقتصادي،ة مشيرا إلى تجارب دول أخرى كالهند التي أسست معهدا للعلوم والتكنولوجيا، وأيضا كوريا الجنوبية والصين، فكانت المؤسسات العلمية بهذه الدول هي قاطرة للاقتصاد الذي نما بشكل كبير وحقق ارتفاعا كبيرا في معدل الدخل القومي.
ولفت إلي أن إدارة الدولة المصرية تدعم بكل قوة اقتصاد المعرفة، وتعمل على تذليل العقبات التي تعترض طريقه، وأنه بصفته عضوا بالهيئة الاستشارية العلمية للرئيس عبدالفتاح السيسي، فإنه يدرك مدى الاهتمام والدعم المقدم لمنظومة البحث العلمي من الرئيس شخصيا والحكومة.
ودلل "زويل"، على أهمية اقتصاد المعرفة واقترانه بالمستقبل، من خلال عرضه لثلاثة أمثلة:
الأول: أن النجاح في التوصل إلى ابتكار عقار واحد جديد يعالج مشكلة "الزهايمر" يؤدي مباشرة إلى تحقيق عائد يقدر ببلايين الدولارات.
الثاني: إمكانية صناعة جهاز" كمبيوتر حيوي" باستخدام الحامض النووي البشري، والذي يحتوي على ثلاثة بلايين حرف رقمي (الديجيتال)، يؤدي إلى ثورة جديدة في العالم الرقمي الحديث.
الثالث: إمكانية الوصول عن طريق مركبة فضاء خاصة إلى كواكب أخرى، لاكتشاف الحياة على هذه الكواكب والحصول على موارد جديدة، بل وإكتشاف عالم فضائي جديد، مؤكدا أن العلم والتعليم هما جناحا الابتكار الذي يدفع الاقتصاد.
وتطرق الدكتور زويل، خلال كلمته، إلى أهمية التعليم في اقتصاد المعرفةن مؤكدا أنه فخور بمستوى التعليم الأساسي الذي حصل عليه في مصر في وقت سابق، واصفا إياه بالتعليم فوق العادة، وهو ما أهله للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعمل بالجامعات المرموقة.
وفي النهاية، أكد الدكتور زويل أن هناك طريقيتن يمكن النظر من خلالهما على مصر، الأولى: نظرة محدودة (ميكروسكوبية)، فترى بعض المعوقات كالبيروقراطية والبطالة والأمن وبعض المشكلات الأخرى، والثانية: نظرة أشمل وأوسع (تليسكوبية) فترى مصر الغنية بتاريخها وثرواتها وموقعها الجغرافي المتميز ومكانتها السياسية والطاقة البشرية الهائلة ومقومات الابتكار وعوائد الاستثمار فيها، وكونها سوق في منطقة الشرق الأوسط.
واختتم "زويل"، كلمته داعيا الحضور بالنظر إلى مصر بالطريقة الثانية، قائلا: "استثمر في مصر، استثمر في المستقبل".