أمام مقر وزارة التربية والتعليم، وقفت شاهيناز محفوظ بجوار زملائها من الحاصلين على بكالوريوس التربية، في بطاقتها تحمل اسم الشهادة الحاصلة عليها، تتمنى لو يكتب لها القدر فرصة وتعمل بالتدريس بكرامة، هتافات أطلقتها المعلمة غير العاملة الآن بالمهنة، بحثا عن فرصة التعيين وإصلاح أحوال المعلم.

تقول شاهيناز، الحاصلة على بكالريوس تربية وعلومن من جامعة عين شمس، لـ"دوت مصر"، إنها عضوة في ائتلاف شباب الخريجين فوق الـ35 سنة، نظموا وقفة، اليوم الأربعاء، أمام الوزارة مطالبين بالتعيين، عقب أن علمت شاهيناز بالمعايير التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم لقبول المعلمين في مسابقة 30 ألف معلم.

ترى شاهيناز أن تلك المعايير مجحفة لقدامى الخريجين، إذ تضع المسابقة شروط أهمها الدرجات المرتفعة، وأخرها سن المتقدم، ما تراه ظلما لأن الخريجين الجدد لديهم فرصة أكبر، كونهم أيضا حاصلون على درجات أعلى.

هتافات ظلت ترددها السيدة الثلاثينية مع زملائها، ''أنا بقيت أربعين.. إمتى هلحق التعيين؟"، "بتسأل مااتعينتش ليه.. مكانش عندي واسطة يا بيه"، كما رفعوا لافتة استغاثة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، للتدخل لحل أزمتهم، والمطالبة بالتعيين والعمل في التدريس.

وتتابع السيدة قصتها بأن عدد من الخريجين فوق الـ35 عاما يعملون بمهن أخرى غير التعليم، مثل بيع الموبيليا والخشب والحلويات وغيرها، وبعضهم مثلها لا يعمل، وذلك بسبب ما تؤكده عن استغلال أصحاب المدارس الخاصة، حيث تقول: "مدير مدرسة خاصة قالي قبل كده إنتوا الخمسة منكم بشلن، ليه أزود مرتابتكم"، في إشارة لعملها وآخرين في مدرسة خاصة، مضيفة أن أغلب الخريجين القدامى "فاتحين بيوت"، ولديهم أسر، ويحتاجون للعمل بشهاداتهم، وتوفير سبل حياة آمنة لهم.

أكثر من وقفة نظمها قدامى الخريجين، شاركت فيها شاهيناز، مؤكدة أن المتقدمين بمسابقة التعيينات عددهم لا يتجاوز الـ15 ألف معلم على مستوى الجمهورية، مشددة على أن مطالبتهم بالتعيين لا تتعارض مع المسابقة، لأن التقدير يرتفع في الدفعات الجديدة، بسبب الامتيازات ووجود الإنترنت، وتقول: "إحنا ظروفنا الاجتماعية كانت صعبة، ومسمحتش إننا نجيب تقديرات عالية، إحنا مالناش مجالات تانية نشتغل فيها".

مندوبون من الوقفة تواصلوا مع مكتب العلاقات العامة لوزير التربية والتعليم، بحسب شاهيناز، التي قالت: "إحنا بناشد المسؤولين يعاملونا كآباء، لأننا في الشارع، وكل واحد فينا عنده ظروفه، وكلنا عندنا ولاد، ومحتاجين وظيفة كويسة ومحترمة".